عزيزتي/ ليليان داوود بعد خالص التحية وإستمرار التقدير وكمال الاحترام
لست هنا الان لأكتب كلمات قالها كثيرون غيري وأعظم منى عن مدى كفائتك ومهنيتك ومدى حفاظك على الحد الأقصى من الإحترام جمهور واسع من المصريين لكي.. فهذا أمرٌ مفروغ منه عبرت عنه أمامك وجهاً لوجه في عدة لقاءات متكررة بيننا. أنا هنا لأوجه رسالة محددة، ربما حادة وربما شديدة قوية.. لأنها نابعة من الخوف الشديد الذي ينتاب من هم على شاكلتنا، خوفاً من إستسهال المصير الذي إتخذه كثير من زملائنا الذين كانوا هم وأنتي أقرب الأقربون إلينا.. وفجأة قرروا الإستسلام للرحيل المفاجئ
. المصرية يا أستاذة ليليان بالنسبة لنا ليست كلمة مكتوبة بخانة الجنسية، ولم تدل يوماً على مكان الميلاد فكم من مصري ولد في بلد أجنبي وعاش وترعرع فيه وفشل أبويه تارة وهو تارة أخرى في الحصول على جنسية البلد الذي ولد فيه واضطر للإستسلام للأمر الواقع وهو حمل كلمة المصرية كي تشغل خانة الجنسية ولا تكون خاوية.. هل هذا مصرياً حقاً وصدقاً وفعلاً ؟ وكم من مصري ولد في مصر وهاجر صغيراً ثم بعد عشرات السنين أوصى أبنائه يأن يشحنوه إلى مصر في صندوق بعد وفاته كي يدفن في المكان الذي ولد فيه.. هل هذا مصرياً حقاً وصدقاً وفعلاً ؟ وكم من مصري ولد في مصر وعاش في مصر ثم أصبح تاجرا للمخدرات يستحل دمار صحة شباب مصر كي يجني الأموال ويصبح من نجوم المجتمع البارزين.. هل هذا مصرياً حقاً وصدقاً وفعلاً ؟ وكم من مصري ولد في مصر وعاش في مصر ثم أصبح مسؤول حكومي فاسد يأكل من جوع المصريين الغلابة ويكنز أموالاً من خواء جيوب المصريين الفقراء.. هل هذا مصرياً حقاً وصدقاً وفعلاً ؟ وكم من مصري أصبح صحفي وإعلامي ولد وعاش في مصر ثم أصبح يضلل المصريين يجيء بالباطل ويزهق الحق ليكتسب من تجهيل المصريين ابسطاء منافع شخصية له ولرب عمله من رجال السلطة الجائرة.. هل هذا مصرياً حقاً وصدقاً وفعلاً ؟ وكم وكم وكم لن تنتهي الأمثله لإذا قررنا حصرها جميعاً… الجنسية المصرية الحقة والصادقة والفاعلة يا أستاذة ليليان عبارة إنتماءات ومقومات وأفعال وترابط ، وتلك الاشياء لا يمكن أن تكون بعيدة عنكي ، بل ربما تكوني أنتي أحد توصيفات الجنسية المصرية.
الحرب التي بدأت ضدكي ليست موجهه إليكي كإعلامية بل كأحد حاملي لواء الدفاع عن الحق وهي الثورة ورجالها وهم شبابها ضد الباطل وهو الدكتاتورية وثعابيها وهم حكامها.. ولم يتبقى سواكي في الجانب الحق، الكل توارى، الكل استسلم، الكل هرب.. منهم من سكن بيته ومنهم من هاجر ومنهم من واءم.. ونتمنى ألا تستسلمي لأيهم عندما تدخل الحرب عليكي إلى منعطفات أقوى وأعنف وتصبح الموجة شديدة ولا تستطيعين تحملها.
كي أكون صريحاً معكي؛ لا تعولي شيئاً على ما يحدث في مواقع التواصل الإجتماعي من تعاطف معك ودعمك والدفاع عنكي والوقوف على يمينك، فكل التجارب السابقة المماثلة تعلمنا بأن مواقع التواصل لإجتماعي لم تنتصر في كل المعارك مع زملاء كثر أمام ضغوط الثعابين السامة، وبعد هجمتين على الأكثر ستضطر القناة متأسفة لكي إلى فسخ التعاقد أو إنهائه وعدم تجديده، مثلما فعلت قنوات كثيرة كانت إخرها هي “أون تي في” مع زميلك السابق في القناة الأستاذ “يسري فودة”
وإذا جازت لي النصيحة فأكون شاكراً وممتناً وأرجوكي أن تتقبليها بصدر رحب: الحل الوحيد الأن هو التفكير في الخطوة المقبلة.. وهي التواصل مع الزملاء الراحلين من العمل الإعلامي قهراً وهم كثر ومحاولة التخطيط لإصدار قناة مستقلة طالما طالبنا بإنشائها منذ الثورة كي لا يصل بنا الحال إلى ما وصلنا إليه واحداً تلو الأخر.. ولكن ما زالت الأماني ممكنة ولا أعتقد أن أحدهم يمانع هذه الخطوة بل ربما ينتظرها منذ أن أخرجوه من الساحة الإعلامية.. فعليكي الإستمرار في القناة حتى إشعار أخر وبالتوازي التنسيق الجدي لإصدار قناة رأي حر قولاً وفعلاً. والله من وراء القصد. رسالتي إنتهت.. ورسالتك إنشاء الله باقية.
الراسل مواطن على مشارف الزهد عن المواطنة
محمد حليم بركات: موقف محرج في فيلا إعلامي شهير
ليليان داوود ترد على هاشتاج الترحيل