نقلا عن المصري اليوم
سيبقى دائما مَن يحاولون إشعال النار سواء هنا أو هناك.. سيبقى مَن يُفرحهم ويُرضيهم أن تكون هناك عداوة قائمة ودائمة بين مصر والجزائر.. ففى الانتخابات الأخيرة للاتحاد الأفريقى لكرة القدم.. انتهى السباق على مقعد الشمال الأفريقى بالمكتب التنفيذى لـ«كاف» بحصول الجزائرى محمد روراوة على سبعة أصوات فقط، مقابل واحد وأربعين صوتا للمغربى فوزى لقجع.. وبهذه النتيجة خرج «روراوة» من المكتب التنفيذى للاتحاد الأفريقى، مثلما ابتعد أيضا عن رئاسة الاتحاد الجزائرى، التى فاز بها الأسبوع الماضى خيرالدين زطشى.. وكل ذلك شأن داخلى جزائرى، حيث هناك مَن يحبون «روراوة» وكانوا يريدون بقاءه كبيرا وقائدا للكرة الجزائرية، ومَن لا يحبون «روراوة»، وأرادوا عصرا جديدا بفكر ووجوه وأسماء جديدة.. وفجأة يقرر بعضهم هناك فى الجزائر إشعال نيران الحرب من جديد، فيزعمون أن المصرى هانى أبوريدة هو المسؤول عن خسارة «روراوة» مقعده فى الاتحاد الأفريقى.. وأن «أبوريدة» قاد مؤامرة لإبعاد «روراوة» لمصلحة المغربى فوزى لقجع.. وهو اتهام لا أساس له من الصواب والحقيقة، ويحمل الكثير جدا من المبالغة، سواء فى قوة «أبوريدة» وقدرته لدرجة استطاعته تحديد مَن ينجح ومَن يخسر على الساحة الأفريقية.. أو فى رغبة «أبوريدة» فى الإطاحة بالجزائرى القوى خارج «كاف».. وكانت مصر هى المقصودة بهذا الاتهام وليس «أبوريدة».. فأصحاب هذا الاتهام الذين اخترعوا وروجوا له يريدون أن يبقى فى الذاكرة الكروية الجماعية الجزائرية أن مصر هى التى أسقطت المرشح الجزائرى، وأن المصريين لا يحبون أن تنتصر الجزائر أو ينجح جزائريون فى أى مجال ومكان.. ولم ينْسَ أصحاب هذا الاتهام العبور السريع على أحداث أم درمان فى السودان قبل ثمانى سنوات حين اشتعلت الحرب الكروية والسياسية بين مصر والجزائر، وكان المسؤول الأول عنها بعض الإعلاميين والنجوم المصريين، الذين أساءوا للجزائر وأهانوا رموزها وأشعلوا بمعاونة بعض الجزائريين نيران الفتنة والكراهية.. واحتاجت مصر والجزائر وقتا طويلا لعبور هذه المحنة ونسيان تفاصيلها وآثارها، رغم محاولات البعض إشعال أى نيران جديدة بين الحين والآخر.. تماما مثل هذا الاتهام الأخير بشأن مؤامرة «أبوريدة» لإسقاط «روراوة».. وكان أهم ما تعلمناه من تجربة أم درمان القاسية هو ألا نسكت أو نتجاهل أى اتهام، مهما كانت طبيعته وكان أصحابه.. إنما لابد من مواجهته منذ البداية بوضوح وحسم وصوت عال.. لأن فرسان نيران الكراهية يُلقون اتهامهم بهدوء أمام الجميع، ثم يدَعون الناس ينشغلون بحياتهم اليومية، وعند أول لقاء يجمع بين مصر والجزائر يفتحون دولاب الذاكرة ويُخرجون هذا الاتهام للنور مرة أخرى، فتشتعل النيران من جديد.. ولهذا كان من الضرورى التأكيد من جديد على أن «أبوريدة» ومصر كلها لا علاقة لأحد فيها بما جرى لـ«روراوة».. وقد قال الإعلامى الجزائرى الكبير، حفيظ دراجى، إن «روراوة» نفسه حكى له عن أسباب سقوطه، مثل مرضه الذى منعه من جهد حشد الأصوات، وعدم دعم الدولة له دبلوماسيا، وأسباب أخرى ليس من بينها مصر أو «أبوريدة» مطلقا.