صوت إذاعي متميز.. بقدر من التلقائية والبساطة والخبرة والذكاء استطاعت أن تثبت نجاحها في سنوات قليلة ودون الاعتماد على شهرة والدها الكاتب الراحل “أسامة أنور عكاشة”، خلقت لنفسها شخصية منفردة ومستقلة أمام ميكروفون الإذاعة.. فارتبط اسم “راديو مصر” باسم “نسرين عكاشة” منذ 6 سنوات حتى أصبح “كلام وسط البلد” البرنامج الذي تحمل اسمه الأهم وسط البرامج الإذاعية الكبرى.
في رأيك ما هي مقومات الإعلامي الناجح؟ وهل يختلف في الراديو عن التلفزيون؟
أن يفهم جيداً متطلبات واحتياجات الجمهور وهذا بخلاف المقومات الأساسية المعروفة مثل الخلفية المعرفية واللباقة والذكاء، ولكن أنا كنسرين فهناك أشياء فرقت معي كثيراً من خلال ممارستي للمهنة مثل الموهبة والحس الإعلامي. وفي رأيي الإذاعة أصعب بكثير من التلفزيون لمحاولة الإعلامي طوال الوقت أن يربط المستمع به ويقنعه ويؤثر فيه ويوجهه للصواب.
من تعتبرينه أهم إعلامي/إعلامية في مصر النهاردة؟
أنا أرى أن المقاييس التي تسير بها وسائل الإعلام أساساً ليست صحيحة مئة بالمئة، ولكني أرى الأستاذة إسعاد يونس بالصورة التي تظهر بها مؤخراً وطبيعة المادة التي تقدمها ناجحة جداً وحققت ردود أفعال إيجابية، ونموذج أتمنى أن يتواجد بكثرة في الإعلام، وبخلاف ذلك لا أرى في التوك شو نموذجاً متكاملاً لأحد، ولكن هناك شباب جدد ليسوا متواجدين بشكل واسع ولكنهم مجتهدون جداً أكثر من أسماء كبيرة.
هل هناك خطوط حمراء توضع لنسرين عكاشة او لراديو مصر بشكل عام؟
في الفترة الحالية لا يوجد أي خطوط حمراء، ولكن كانت بفترة ما قبل ثورة يناير ولم نكن مدركين ذلك وقتها بقدر ما كنا نعتبره نظام عمل قائم من قبل، وبعد الثورة استوعبنا أن مساحة الحرية هدف أساسي لدينا، ولكنها ظهرت مرة أخرى وقت حكم الإخوان فكنا نعيش في صراع طوال هذه السنة.
معنى ذلك أن البرنامج تعرض لضغوط من قِبَل نظام الإخوان؟ وكيف تعاملت مع هذه الضغوط؟
برنامج كلام وسط البلد وغيره من البرامج تعرض بفترة حكم الإخوان تحديداً لأوضح صورة للضغوط، فكان هناك توجهات مستمرة من القيادات العليا إما لي مباشرة أو لرؤسائي، ولكننا لم نتقبلها فبعد الثورة دخلنا مرحلة جديدة من الحرية وتقبل آراء الجمهور المختلفة وليس العودة للوراء، بالإضافة لأننا كنا نعامل ضمائرنا، فكان التدخل تدريجياً إلى أن وصل لفرض قوائم بالضيوف للبرنامج وللإذاعة كلها.
في رأيك ما الذي ينقص إذاعة راديو مصر لتكون على قدر منافسة الإذاعات العربية الكبرى؟
هناك نقطة وحيدة وأساسية وهي الإمكانيات المادية، فنحن إذاعة حكومية وإمكانياتنا محدودة جداً، فيما يتعلق بالإنتاج وتحديث تقنيات العمل والصيانة ومرتبط أيضاً بالشخصيات التي نستضيفها وقلة التعيينات للكوادر العاملة، فالإذاعة تعاني من قلة عدد المراسلين، والفرق بيننا وبين الإذاعات العالمية هي فكرة الإمكانيات فقط، فنحن لدينا طاقات بشرية هائلة.
هل هناك نية لأن يمتد إرسال إذاعة راديو مصر للمحافظات؟
هو بالفعل امتد الإرسال منذ سنة تقريباً لأغلب محافظات الجمهورية والذي قد يكون بعضها ضعيفاً.
لماذا لم يتم حتى الآن حسم أزمة الإعلانات وتأثيرها على راديو مصر؟
لسبب بسيط هو تحكم القطاع الاقتصادي، فهو يدير هذه المسألة بمنطق السوق، فراديو مصر بالنسبة لهم يدر دخلاً كبيراً ومن الصعب التحكم في ذلك، وللأسف هذه المشكلة أذلية وبماسبيرو كله وليس راديو مصر فقط، ولا بد من حلول جذرية لها.
بدأ راديو مصر في الفترة الأخيرة إذاعة النشيد الوطني، هل ترين أنها خطوة متأخرة؟ وهل ستتوقف إذاعته مع انتهاء مصر من الحرب على الإرهاب؟
في الحقيقة لا أعرف لماذا لم يُبَث من قبل، ولكن الفكرة أتت مع إحساس أن البلد في حالة حرب فكان لا بد تقديم شيء للجمهور يحرك مشاعرهم تجاه الوطن، وبالفعل ارتبط الجمهور بهذه الفكرة وأتت بردود أفعال إيجابية، لكن قرار استمرارها أو توقفها لم يحسم بعد.
ما هي الحلقات التي تعتبريها الأهم في أرشيف “كلام وسط البلد” ولن تنسيها أبداً؟
اذكر حلقة كانت بعد أحداث كرداسة وكانت مع ابن نائب مأمور قسم كرداسة الشهيد أحمد عامر عبد المقصود أحد الذين تم تعذيبهم وقتلهم في تلك الأحداث، وكان هدف الحلقة هو “أين حق الشهيد”، وتكلم الضيف بكل فخر عن والده رغم بشاعة الحادثة والذي خلق مشاعر جميلة وحالة عاطفية وقتها معنا ومع الجمهور خلال الحلقة، وحلقات أخرى مرتبطة بأحداث هامة مثل يوم 3 يوليو وبيان عزل محمد مرسي، فكنا في حالة عدم استيعاب وحماس بنفس الوقت.
ما هو الفرق لديك في التعاون مع زميلك السابق “أشرف الزيات” و”رامي رضوان” وزميلك الحالي “كريم كوجاك”؟
أشرف ورامي لكل منهما شخصية مختلفة على الهواء، وربما لأن خبرتي زادت بعد التعامل مع أشرف خلال سنتين ساعدتني بعد ذلك مع رامي في سهولة التعامل وأن أفهم اللي أمامي بسرعة رغم اختلاف الشخصيات، فخلقت حالة انسجام أفضل من قبل ذلك، أما كريم فلديه قدر من الاحترام والتفهم وروح شابة ظهرت من أول حلقة، كما لديه خبرة كبيرة وأتوقع أننا سننسجم ونقدم شيئاً لطيفاً للمستمع.
بعد أن كونتي قاعدة كبيرة من جمهور الإذاعة ونجاحاً إعلامياً، لما لا تفكري في تقديم برنامج تلفزيوني؟
بصراحة أشعر أن الإذاعة حالة فريدة خلقت عندي حالة من العشق تغنيني عن التفكير في العمل خارجها، ولكني لا أستبعد الفكرة لأن الإعلامي لا بد أن يجدد في خطواته، ولكن لم أسعى لها حتى الآن.
هل هناك نصيحة أو حكمة تسيري على دربها في حياتك؟ وكانت من مَن؟
كان هناك نصيحة من والدي متعلقة بالحياة وهي “اعملي لنفسك شخصية وطوريها.. وماتخليش حد يستضعفك أبداً” بمعنى أن الناس تفهم شخصيتي صح، وهناك شيء تعلمته منه أن يكون لي مبدأ لا يحق لأحد تغييره أو تخطيه. وهناك أيضاً أستاذتي نهلة حامد نائب رئيس الإذاعة حالياً والتي قامت بتدريبي ببدايتي في الإذاعة، فكانت تنصحني بأن أترك شخصيتي تظهر على الهواء دون تأثر بكلام أحد.
متصل يغني “تسلم الأيادي” على قناة “رابعة”
عكاشة محللًا: التسريبات حقيقية لكن “ملعوب فيها”