شيماء خميس
في ذكرى وفاة الفنان الكبير الراحل أحمد زكي، بدأت سينما الهناجر بدار الأوبرا، منذ مساء أمس، الاثنين، في تمام الساعة السابعة مساءً، ولمدة إسبوع، في عرض سبعة من أجمل أفلامه، حيث تم البدء بعرض فيلم “الهروب”.
نرشح لك : فيلم أحمد زكي “كومبيليت” في سينما الهناجر
سبق عرض الفيلم، ندوة حضرها نخبة من المخرجين والمنتجين الذين عملوا مع زكي، وتحدثوا عنه وعن ذكرياتهم معه خلال هذا المشوار الطويل، وفيما يلي أبرز 44 تصريحًا عن فتى الشاشة الأسمر من عروض سينما الهناجر.
المخرج أشرف فايق “المخرج السينمائي والمشرف على النشاط السينمائي بصندوق التنمية الثقافية (الهناجر ومركز الإبداع)”
1- لأنه لم يكن من السهل تفضيل أحد أفلام أحمد زكي عن باقي أعماله، قمنا بعمل استفتاء على صفحة “سينما الهناجر” لنستطيع اختيار الأفلام التي ستعرض في احتفالية إحياء ذكراه.
2- كان بارًا للغاية بالعمال المشاركين في أفلامه، ويتناول معهم الطعام ويشاركهم حكاياتهم وأخبارهم ويطمئن عليهم.
3- اعتاد أن يستقل تاكسي ليلاً للتجول في شوارع القاهرة دون تحديد وجهة معينة، ويظل يتسامر مع السائق عن أحواله وحياته، ثم يعطيه ما معه أيا كان المبلغ.
نرشح لك : في ذكرى وفاته.. لماذا لا يموت أحمد زكي؟
4- وقت تصوير فيلم أيام السادات ذهبت لزيارتهم في مكان التصوير، وفوجئت بالرئيس محمد أنور السادات ببدلته العسكرية والنياشين يتعارك مع عامل البوفيه بسبب أن القهوة بدون “وش”، ولا يستطيع أحد أن يستوعب أن هذا الشخص هو الفنان أحمد زكي.
5- في أحد مشاهد الفيلم كانت السيدة جيهان تقف والسادات يمر في طرقة في المنزل بها كنبة، وعند مرور زكي من الطرقة مشى من المساحة الضيقة التي خلف الكنبة مثلما كان يفعل السادات، فقد كان يمثل الشخصية ولا يقلدها وكان يغضب ممن يسمي هذا الأمر تقليدًا، فهو لا يقلد بل يمثل الشخصية.
6- المخرج داوود عبد السيد أخبرني أن الوحيد الذي خسر في فيلم “أرض الخوف” هو المنتج حسين القلا، فعقب الأخير أن “داوود” لم يتقاض باقي أجره عن الفيلم.
7- في مشهد المرافعة الأخيرة في فيلم “ضد الحكومة”، أراد المخرج عاطف الطيب أن يستفز عبقرية أحمد زكي بأنه لن يستطيع أن يقدم المشهد مرة واحدة، وقَبل أحمد زكي التحدي وأدّاه بعبقرية.
8- لكن حدثت كارثة في التصوير أنه بعد الأداء العبقري اتضح رداءة الصوت في التسجيل، وخاصم وقتها أحمد زكي، عاطف الطيب لمدة إسبوع واتهمه أنه خانه وحاول الطيب أن يشرح له أنها ظروف خارجة عن إرادتهم، وصمم أحمد زكي على إعادة المشهد صوت وصورة، وبعد معاناة نجحوا في اقناعه بأن يقوم بعمل “دوبلاج” للمشهد لأول مرة في تاريخه الفني.
نرشح لك : صوت أحمد زكي .. ذلك الاحتلال الجميل
9- واجهتهم مشكلة جديدة في نفس المشهد، أن زكي كلما رأى المشهد عند تسجيل “الدوبلاج” يغضب ويقول هذا الممثل سئ وردئ للغاية، وانتهى به الأمر أنه قام بتسجيل “الدوبلاج” وهو يقف بظهره دون أن ينظر للشاشة، حتى لا يرى نفسه.
10- عاطف الطيب انتظر الفنان صلاح السعدني ثلاثة شهور لتصميمه على اشتراك السعدني في فيلم “الهروب”، وبدأوا الفيلم وأجّلوا مشاهد شخصية السعدني حتى تمكنوا من إقناعه برؤية فنان أخر، وهو الفنان عبد العزيز مخيون والذي حصل على جائزة أحسن ممثل ثان عن هذا الدور، حيث وافق على الفور بمجرد معرفته أنه سيعمل مع عاطف الطيب وأحمد زكي وقرأ السيناريو في يوم واحد، وبدأ التصوير في اليوم التالي وتقاضى 10000جنيه تقريبًا عن هذا الدور.
11- الفنان صبري فواز روى أحد المواقف التي جمعته بزكي في فيلم “السادات”على صفحته على موقع “فيس بوك”، حيث أخبر زكي أنه يريد التمثيل معه و”هو عينه في عينه”، فوافق وقام بتعديل المشهد، بحيث يقاطعه ويوجه حديثه إليه، وبالفعل تم تصوير المشهد كما اقترحه زكي.
المنتج حسين القلا
12-أحمد زكي لم يقبل يوما أن يدفع له أحد ثمن زجاجة مياه، وبرغم كل ما اكتسبه من الفن، كان يقيم في فندق معظم الوقت ويستقل التاكسي بالرغم من امتلاكه لسيارة وشقة فاخرة في المهندسين.
13-أثناء تصوير فيلم أرض الخوف وفي مرحلة تحّول البطل لرجل ثري، ذهبوا إلى منزله لإحضار “البدل” اللازمة للدور، وجدوا كم كبير من البدل الفاخرة والأنيقة والتي لا يرتديها، فقد كان أحمد زكي بسيطًا في حياته.
14- رهن الشقة والمكتب والسيارة لإنتاج فيلم السادات، ولكن المبلغ الذي جمعه لم يكفي، وأخبرهم أن الموزعين لن يتعاقدوا لتوزيع الفيلم إلا عند البدء في التصوير، وبالفعل بدأ الفيلم وهو لا يملك باقي المبلغ وبعد مرور 10 أيام من التصوير قام يحيي العلمي الممثل لقطاع الإنتاج بالتعاقد معه بمبلغ 3 مليون جنيه كشركاء للفيلم، وكان يمكنه أن يربح مبلغ 6 مليون جنيه مقابل التوزيع الخارجي أو حق النيجاتيف، ولكنه رفض حتى يتم توزيعه كما يتمنى، وقام بتوزيع الفيلم محسن جابر مقابل مبلغ 66 ألف، وخسر أحمد زكي كثيراً، لكن جاءه عرض مناسب فيما بعد.
نرشح لك : المباراة التي أبعدت أحمد زكي عن متابعة كرة القدم
15-كان أجر أحمد زكي في فيلم “أرض الخوف” 600 ألف جنيه، فأخبر المنتج حسين القلا أنه سيستلم 100 ألف فقط، وباقي المبلغ احتفظ به لفيلم السادات، وهو ما حدث بالفعل.
16- عندما كرم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك فريق عمل فيلم “السادات”، وعند مصافحة أحمد زكي لمبارك قال له بصوت السادات “ازيك يا حضرة النائب”.
17- خطاب الكنيست في فيلم السادات تم تصويره “شوت واحد” بثلاث كاميرات بعد إعادته مرتين وكان هذا تكنيك غير متعارف عليه وقتها، واستهلكوا 30 علبة فيلم لتصوير هذا المشهد، وكان سعر العبلة 1000جنيه وتعمل 165 دقيقة.
18- شارك فيلم “زوجة رجل مهم” في المسابقة الرسمية بمهرجان موسكو حيث كان الممثل الأمريكي روبرت دي نيرو رئيس المهرجان آنذاك، ووقف الأخير مع زكي داخل الفندق وصافحه وقال له “أنت كنت المرشح لجائزة أحسن ممثل لولا أسباب سياسية”، فقام زكي بعدها بالجري في بهو الفندق، ويصيح “دي نيرو قال عليا أحسن ممثل يا ولاد الكلب”، واحتفلوا يومها بفرحته، وكانوا يتمنوا أن يحصل على الجائزة لهذا الفيلم لأنه من أكثر الأفلام التي بذل فيها مجهودَا كبيرَا، لأن الكثير من التفاصيل التي أضافها أحمد زكي للشخصية لم تكن موجودة.
19-فعل زكي نفس الشئ في فيلم “ولاد الإيه” مع شريف يحيي، وكان المشهد المكتوب هو أن تدخل العصابة وهو يرتدي الروب ويضربوه، فاقترح أن يهرب منهم ويخلع الروب الذي يرتديه ويجري في الشارع بالملابس الداخلية، وفعلها وتم التصوير في شارع قصر النيل.
20- طوال سنين معرفتي بيه لم يتحدث إلا في السينما، فلم نتطرق لا للطقس ولا للسياسة ولا شيء سوا السينما، وغضب جدا عندما سألته في مرة من المرات عن ابنه هيثم وقال “ده وقت شغل وسينما”.
المخرج عادل أديب
21-وقت مرضه كنت أمثّل له سائق التاكسي الخاص به، ليقوم بجولته المعتادة ليلاً يجوب شوارع القاهرة دون أن يتحدث، ثم نذهب إلى محل عصير القصب بمنطقة ميدان رمسيس ويتناول نصف كوب، ثم يسألني “معاك كام في جيبك؟ فياخد اللي معايا 100 أو 200” ثم يعطيهم لصاحب المحل.
22-“أحمد زكي كان يمثل بقفاه”.. هذه ليست مقولة ولكنها حقيقة، فكان يبلغهم ألا يصوروا المشهد “كلوز” ويصوروه من ظهره، متحديًا إياهم في أنه يستطيع توصيل الإحساس المطلوب في المشهد.
23-كان يوجد في المعهد ما يسمى بـ “وقف تام أو وقف معلق” وفي الامتحانات الأساسية، في أحد المرات سُئل ما هذا الوقف؟ فأجاب زكي: “ده وقف مزاج”.
24-كان له خصوصيته في تقطيع الجملة، فقد اختلف إيقاع زكي في خطاب الكنيست في فيلم السادات عن إيقاع الرئيس الراحل السادات.
25-أعتقد أنه الممثل الوحيد في العالم الذي قام بتمثيل أربعة شخصيات معاصرة، ويجعلك تصدقه في كل مرة (طه حسين – عبد الناصر – السادات – حليم).
26- تمنى أن يجسد شخصية “الشيخ الشعراوي، بن لادن، مبارك”، وقائمة طويلة لم يمهله القدر لتقديمها.
27-عند تصوير فيلم “هيستيريا” أعطاني شريط حفلة حضرها مع بعض النجوم وطلبوا منه يقلد الشخصيات، وقام بغناء أغنية موعود بشخصية “المليجي، شفيق جلال، عمر الشريف ثم عبد الحليم” وفوجئ الحضور بروعة أدائه.
28-كان حلم حياته تجسيد شخصية العندليب، فقد كانوا من نفس القرية وأصيبوا بنفس المرض “من نفس الترعة”، كما اتضح أن الطبيب الذي كان يباشر علاج زكي في الخارج، هو نفس الدكتور الذي عالج عبد الحليم حافظ، ومات في نفس الشهر.
29-أحمد زكي لا يتدخل في الكتابة أو الإخراج، وأحياناً كان يرتجل أو يضيف للشخصية بعد إستئذان المخرج والمؤلف.
30-مشهد التحقيق في فيلم “ضد الحكومة”، كان من المقرر أن يرد على المحقق بمونولوج طويل عن فساد الدولة ولكنه فاجئ الجميع بأنه استكفى فقط “بصوت اسكندراني”، وعندما سألوه أين المونولوج المتفق عليه، قال لهم : “هذا يكفي أنا لا أحتاج كل هذه الصفحات”.
المنتج إبراهيم المشنب
31-أثناء تصوير فيلم السادات ظل مدة عام كامل يتحدث إلينا كأنه أنور السادات.
32-كان يمتلك شقة فاخرة مجهزة بالطباخ والعاملين وأجورهم مدفوعة، ومع ذلك كان يقيم في فندق هيلتون رمسيس.
33-أجر أحمد زكي في فيلم الهروب كان 50 ألف جنيه.
34- وقت تصوير فيلم “الهروب” أصر أحمد زكي تصوير المشاهد بنفسه، وخصوصا مشاهد التصوير فوق القطار.
الفنان عبد الفتاح البلتاجي
35- عملت معه في أفلام “السادات، أحلام هند وكاميليا، زوجة رجل مهم”.
36- كان حلمي أن أعمل مع أحمد زكي، لذا مثلت فيلم السادات دون أجر.
37- كان أحمد زكي يمتلك لمعة بعيونه مبهرة وأدائه يجعلك تنسى شخصية أحمد زكي وتتفاعل مع الشخصية التي يؤديها.
المخرج نادر صلاح الدين
38- برغم حضوري للندوة ومعرفتي بأنه سيتم عرض فيلم “الهروب”، لم أستطع أن أمنع نفسي من مشاهدة الفيلم عندما وجدته يعرض في التليفزيون صباحا، وهي عبقرية خارقة تحسب لأحمد زكي، بأن تجد نفسك مرغمًا على استكمال أي فيلم من أفلامه رغم أنك تحفظ تفاصيله.
39- أحمد زكي كان لديه القدرة على أن يُعلم التمثيل من خلال أفلامه وأدائه العبقري.
40- كان يملك الخط الفاصل بين التقليد والتقمص “لابسه عفريت”.
المخرج وحيد مخيمر
41- بدأت معرفتي بأحمد زكي وقت دراستي في كلية الفنون الجميلة، وأثناء تصوير فيلم “شفيقة ومتولي” كنا نذهب مع الأستاذ ناجي شاكر لحضور التصوير من ضمن المشاريع، ولم يتغير أحمد زكي من يومها حتى عملنا معا في فيلم “الراعي والنساء”، وكان متفوقًا دائمًا في دراسته.
42- دعانا إلى “أكلة سمك وجمبري” بكميات مهولة، وعند مغادرتنا المكان طلب باقي الأكل وأعطاه لأول شخص بسيط قابله في طريقه.
الكاتب عادل عبد المنعم
43-أول مشواري في الكتابة كان فيلم “توتة توتة” وكان سيقوم ببطولته الفنان أحمد زكي وأعجب به، لكن ظروف إنتاجية حالت دون تكملة التجربة، وكانت هذه المرة الوحيدة التي قابلته فيها، والتي أصبحت نقطة فارقة في حياتي ولم أكمل في مشوار الكتابة منذ هذه الواقعة.
سناء الشيخ “نائب رئيس قطاع الانتاج بالإذاعة والتليفزيون”
44-أحمد زكي هو من أضاف إلى قطاع الإنتاج بكل الأعمال التي شارك فيها، مثل “الحب فوق هضبة الهرم، لا أكذب لكني أتجمل، السادات، الأيام، هو وهي”.