تُعد الدكتورة غادة عبد العال، أحد أبرز الأقلام النسائية الساخرة، خلال الـ 10 سنوات الأخيرة، خاصة بعد نجاح كتابها الأول “عايزة اتجوز”، الصادر عام 2009 عن دار الشروق، وترجمته لعدة لغات، ثم تحويله لمسلسل كوميدي اجتماعي، للفنانة هند صبري، ونيّله لحب ومتابعة الكثيرين.
بعد صدور كتابها الأحدث “مقصوفة الرقبة”، الصادر عن دار “دوِّن”، الكاتبة غادة عبد العال، تتحدث في تصريحات خاصة لـ”إعلام دوت أورج“، عن حياتها وسبب تناول أعمالها الأدبية لحقوق المرأة، وكان من أبرزها:
1- لا أكتب عن المرأة لمجرد أنها امرأة، والمسألة ليست أدبًا نسويًا، فأنا أكتب ما يهمني ويهتم به قطاعات كبيرة في مجتمعاتنا، فلو كنت ولدت في أمريكا في فترة الخمسينات ببشرة سوداء لكتبت عن العنصرية وحقوق الأقليات.
2- أعيش في المحلة الكبرى، ولم أشعر أبدًا برغبة في الانتقال للقاهرة، ربما لو كان لدي عمل ثابت هناك لكنت انتقلت، المشكلة أننا دولة مركزية للغاية، ولتعويض عدم سكنك بالعاصمة، يجب أن تزورها كثيرًا، ويجب أن تتواجد في الفاعليات الثقافية المهمة، وهذا ما أنصح به مبدعي الأقاليم.
3- لا أعتبر نفسي أكتب أدبًا بقدر ما أكتب نقدًا اجتماعيًا لأوضاع لا تعجبني، فحقوق المرأة في مصر “مضروبة بالرصاص” لدرجة أن بعض النساء يحاربن ضد حقوقهن، ولا نملك ككاتبات رفاهية التوقف عن الكتابة أو الخجل من الكتابة عن المرأة.
4- توقفت عن النشر لمدة 7 سنوات بعد كتابي الأول “عايزة اتجوز”، وذلك بسبب حداثة دخولي عالم الكتابة وحفلات التوقيع، ثم انشغالي بكتابة سيناريو مسلسل “عايزة اتجوز”، بعدها قامت ثورة يناير ولم يكن الجو العام يسمح بالكتابة وقتها، وحين سمحت الظروف قدمت كتاب “فضول القطة” في 2016، ولم أرَ أنني كنت غائبة عن المشهد تمامًا، “أنا مش عمرو دياب لازم أنزل كل سنة شريط”.
5- اكتشفت خلال كتابتي لسيناريو “عايزة أتجوز” شغفي بكتابة السيناريو، واتجهت بعدها لذلك، لما أجده من متعة، فكتبت عام 2014، سيناريو مسلسل “إمبراطورية مين؟!”، والذي قامت ببطولته الفنانة هند صبري، وكان يدور حول الآثار الاجتماعية لثورة يناير، وذلك في إطار ساخر.
6- كان بإمكاني استثمار نجاح “عايزة أتجوز”، فأكتب “عايزة أطلق”، ثم “عايزة أتجوز تاني”، وأدور في فلك كتاب واحد، وأنا لا أفضل ذلك أبدًا، لذا فكرت في الخروج من عباءة “عايزة أتجوز”، من خلال تقديم أفكار متنوعة.
7- كتاب “فضول القطة” هو تجميع لمقالات سبق نشرها، وبالتالي لم يأخذ الكثير من الجهد، وكتب هو و”مقصوفة الرقبة” في نفس العام، ورأينا أن نؤجل أحدهما، حتى لا يصدرا في موسم واحد، أو بمعنى أوضح “يقطعوا على بعض”.
8- مهنة الكتابة والأوساط الثقافية بشكل عام، تحتوي على قدر كبير من الحدة، فهذا العالم ليس ورديًا كما يعتقد البعض، فهناك مَن يستكثر عليك النجاح لأنك لم تمر بنفس تجربته، أو لم تعاني مثله، أتذكر أن أحد الكتاب قال لي بوضوح ذات مرة “متكتبيش تاني”.
9- في نظري تصنيف دور النشر، كدور نشر كبيرة وأخرى صغيرة لم يعد قائمًا، الأجيال الجديدة من القراء لا تنظر لاسم الدار بقدر ما تنظر لاسم الكاتب وللمحتوى، بعض دور النشر الكبيرة تنشر اليوم أعمالًا ضعيفة للغاية، في حين يفوز كتاب نشروا كتبهم عن طريق دور نشر توصف بالصغيرة بجوائز أدبية هامة.
10- مازلت أعمل كصيدلانية، لأن عملي يوفر لي دخلا ثابتا، وذلك يعطيني حرية الاختيار، وتقديم أعمال مرضية، فأنا غير مضطرة للنشر لتوفير “لقمة العيش”.
11- لا أملك الكثير من الأصدقاء، وأرى أن الكتابة هي وسيلتي الوحيدة للبوح، والحفاظ على سلامتي العقلية بشكل أساسي، لولاها لكان من الممكن أن أمشي و”أكلم نفسي في الشارع”.
12- في السابق كنت أكثر حرصًا وتحفظًا في كتاباتي، كنت أهتم لنظرة الناس، ولا أريد أن يظن أحد أني “شعنونة”، لكن أصبحت أكثر جرأة وحدة اليوم في التعبير عن أفكاري، وأقل اكتراثًًا بما يراه الناس، وأكثر رغبة في التعبير عن نفسي بحرية.
13- لم أكن يومًا “مقصوفة رقبة”، وأعامل دومًا باحترام داخل عائلتي، وعلاقتي بأخي مميزة، فبيننا نقاشات مستمرة حول الكثير من الأمور، لكن دون أن يتدخل أحدنا في حياة الآخر، بيننا نصائح متبادلة وحب، لكن من دون ذكورية منه، أو تسلط مني كوني الأخت الكبيرة، وكل ما أتمناه في غدي هو راحة البال.
14- مشروعي القادم سيكون كتابة رواية أو مجموعة قصصية، وبالطبع سيتلامس مع قضايا المرأة.