بالرغم من أن المادة 116 مكرر (ب)، من قانون الطفل، تنص على، عقوبة كل من ينشر أو يذيع في أحد أجهزة الإعلام، أية معلومات أو بيانات، أو رسوم أو صور تتعلق بهوية الأطفال حال عرضهم على الجهات المعنية بالأطفال المعرضين للخطر أو المخالفين للقانون، بتغريمه مبلغ لا يقل عن 10 آلاف جنيه ولا يتجاوز الـ50 ألف جنيه، إلا أن مع تكرار حوادث اغتصاب الأطفال، في الفترة الآونة، تسارعت المواقع الإلكترونية، والبرامج التلفزيونية على عرض صور وفيديوهات الأطفال المجني عليهم، وآخرهم “جنا”، الشهيرة بـ”طفلة البامبرز”، التي ثارت حالة من الغضب، على مواقع التواصل الاجتماعي، ضد الإعلامية ريهام سعيد، مقدمة برنامج “صبايا الخير”، المُذاع على فضائية النهار، لنشرها صور الطفلة، رغمًا أنها ليست المرة الأولى التي تنشر فيها صورة الأطفال الضحايا، في مثل تلك القضايا، ويرصد “إعلام دوت أورج“، أبرزهم.
زينة بورسعيد
في نوفمبر 2013، حدثت قضية الطفلة زينة عرفة ريحان، 5 أعوام، والتي تظاهر أهالي بورسعيد للمطالبة بإعدام مغتصبيها، اللذان استدرجاها في شقة أحدهما، لمحاولة اغتصابها، وبعد فشل جريمتهما ألقوها من الدور الـ11 للتخلص منها، وتسارعت وسائل الإعلام والصحف، بل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لنشر صورها، كما قام أهالي مدينتها برسم صورتها على إحدى الجداريات.
صدمة ميادة
لم تمر عدة أشهر على صدمة الشارع البورسعيدي، حتى جاءته الضربة الأقسى، في إبريل 2014، بعد نشر تفاصيل قضية الطفلة “ميادة”، ذات الـ4 سنوات، والتي اعترفت أمها بتقديمها لعشيقها، لاغتصابها، بعد إعطائها قرصين ترامادول، وهو ما بينت التحقيقات عدم صحته وأثبتت أن الجاني هو والدها، لتبدأ كافة وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة في عرض صورٍ وفيديوهات لها، بالرغم من مطالبة المجلس القومي للأمومة والطفولة بعدم الكشف عن هويتها حفاظًا على مستقبلها.
هاجر المنصورة
لم يكتفِ إبريل بـ”ميادة”، بل انتهك طفولة هاجر الدريني عمر، ذات الـ8 أعوام، من إحدى القرى التابعة لمركز المنصورة، والتي تعرضت للخطف على يد 3 شباب، في “تك تك”، واصطحابها لمكان مهجور في القرية والاعتداء عليها، وضربها بوحشية بخرطوم أنبوبة وتعذيبها لأكثر من 3 ساعات بعد فشلهم في معاشرتها جنسيا نظرا لصغر سنها، وضرب أخيها الأكبر، الذي اعترف عليهم، وأيضًا تناولت وسائل الإعلام صورها، بعضها كانت مموهة بشريط على عينيها، وبعضها نشرها دون تضليل.
طفلة تروي قصتها
لم تكتفِ وسائل الإعلام، بنشر صورة، أو فيديو لطالبة الصف الأول الابتدائي، في مدرسة خالد ابن الوليد في العمرانية، في مارس 2016، بعد اغتصابها على يد مدرس في حمام المدرسة، بل لجأ البعض لأن يجعل الطفلة تروي الحادث، بنفسها في تقرير خاص معها ومع أهلها، واكتفى فريق العمل بتمويه صورتها، التي أخفت ملامحها، لكنها كانت واضحة ويسهل التعرف عليها من قبل أصدقائها وأقاربها.
فيديو الجاني
بالرغم من اتهام طالب الثانوي، بمدرسة عقبة ابن نافع في العمرانية، باغتصاب طفل في المرحة الابتدائية بالمدرسة، في سبتمبر 2016، إلا أن قانون الطفل ما زال يشمله، ويمنع بل ويغرم من ينشر أية معلومات عنه، أو صورًا له، وهو ما جهلته بعض المواقع الالكترونية التي نشرت فيديو مصور للحظة القبض عليه، من داخل المدرسة بحضور بعض أولياء الأمور، والإدارة، دون انتظار التحقيقات.