قال الكاتب الصحفي مفيد فوزي، إن الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، يبقى خالدًا طالما بقي الحزن لأن صوته مبطن به دوما، لافتًا إلى أنه عندما غنى العندليب أمام الكاتب إحسان عبدالقدوس، لأول مرة كتب عنه أنه الصوت الجديد الذي لم يسمعه أحد من قبل أبدًا، بينما بمجرد ما بدأ “فوزي” الغناء قال له: “اسكت متغنيش تاني”.
أضاف “فوزي” خلال حواره في برنامج “لدي أقوال أخرى”، المُذاع عبر أثير “نجوم إف إم”، مع الإعلامي إبراهيم عيسى، أنه تعرض لهجوم حاد عندما قال إن عبدالحليم حافظ كان ينزف كأثر جانبي لدخوله في علاقة جنسية، رغم أنه كان يرى أنه رجل ومن الطبيعي أن يكون لديه رغبة في ممارسة الجنس.
وصف الكاتب الصحفي، عبد الحليم بأنه كان كريما للغاية، لافتًا إلى أن من علمه الأناقة والشياكة والإتيكيت واختيار العطور هو كمال الطويل، قائلًا: “كمال الطويل يعرف معنى الفرح، الموجي مُغرق في الفرح، بليغ حمدي كان متطرفا في الفرح، محمد عبدالوهاب كان رصينا في الفرح، مرسي جميل عزيز مجنون فرح، نزار قباني قصيدة من الفرح، إنما عبدالحليم حافظ كان قصيدة أبياتها مكسورة لأن اليتم كان رهيبا داخله، وأيضا في نقاشنا الشخصي يقول لي أنا عارف إني هموت ولكن التوقيت عند ربك ولا يشغلني كثير أن أحصل على الدواء، لأني لو أخذته سيمسح ذاكرتي وفعل ذلك بالفعل مع ناس في دول أخرى، وجاء له قرحة الفراش، كان طبيبه الخاص ينصحه بأنه ينهض ويجلس، كل هذا بسبب إصابته بمرض دوالي المريء وظهر عنده بعد البلهارسيا ولم يكن اخترع علاج له آنذاك”.
أضاف “فوزي”: “أنا لست مسئولا عن تعظيم آلامه كما يردد البعض، فأنا لم أعمل معه حوارات صحفية، أنا لم أتصور معه حتى، وإذا كنت عملت كان بطلب من جلالة ملك الأردن آنذاك كان يريد عمل حوار إذاعي مع عبدالحليم وآخر مع عبدالوهاب أحدهم يذاع في عيد الفطر والآخر في عيد الأضحى”.
أردف الكاتب الصحفي قائلًا: “عبدالحليم مثلا كان متخاصم مع المايسترو أحمد فؤاد حسن لمدة شهرين، ولا يعقل أن يذهب ويغني دون العازف الرئيسي معه، ويقول لي تعالى نعمل له مفاجأة، فيذهب لبيته ويرن الجرس ويهب البيت كله من الحماس ووجوده في المكان، وحسين كمال في فيلم (أبي فوق الشجرة) قال له مش معقول تبقى على الشاطئ ويرتدي كامل ملابسك، ولكن عبدالحليم رفض بسبب وجود أثار لجروح وحقن في جسده”.
يذكر أن يوم غد الخميس 30 مارس، تحل ذكرى وفاة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، الذي توفي في الـ 48 من عمره، بسبب الدم الملوث الذي نقل إليه حاملا معه التهاب كبدي فيروسي “فيروس سي”، وتعذر علاجه مع وجود تليف في الكبد ناتج عن إصابته بداء البلهارسيا منذ الصغر، كما أوضح فحصه في لندن، ولم يكن لذلك المرض علاج وقتها.