ناقش برنامج “هنا العاصمة” الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على قناة cbc في فقرته الأسبوعية “هنا الستات”، قضية الاجهاض، ورأي الشرع والطب فيه، كما استعرض بعض الحالات الإنسانية التي مرت بتجارب قاسية، منها التى أجهضت بسبب الظروف المالية، وأخرى اعتدى عليها زوجها بعنف ثلاث مرات لأنه لا يريدها أن تُنجب.
قالت إحدى الحالات التي اجهضت، وتدعى مريم، في حوارها إلى البرنامج، إن عمرها 27 سنة ومتزوجة قبل سنة ونصف، موضحة أنها أجهضت نفسها لأنها لم تخطط مع زوجها للإنجاب بسرعة بل قررا الانتظار 4 سنوات.
أوضحت أن ظروفهم الاقتصادية كانت صعبة لذا فكرت في الإجهاض، وأنها لم تفكر في حرمانية هذا لأن الجنين كان في الشهر الأول، مشيرة إلى أنها لم تُخبر والدتها بما فعلته حتى لا تغضب منها.
أكدت أنها جربت الإجهاض بالمياه الغازية ومشروب القرفة وكانت تجري أكثر من 3 كم، ولكنها كانت تعود بنفسية محطمة وتبكي لأنها لم تنجح، كما تناولت فيتامين سي ولكن لم يجدي نفعا لأن لديها أملاحًا زائدة في الجسم، موضحة أنها لم تفكر في الذهاب إلى طبيب بسبب ظروفها المالية التي لا تسمح بذلك.
تابعت “مريم” أنها جربت بعد ذلك تناول دواء للاجهاض ولكنه سبب لها إسهال مزمن، وبعدها أكلت طعام عادي وحدث لها نزلة معوية، وأنها كانت تفكر في إيذاء نفسها لمجرد أن لا يأتي الطفل إلى الحياة، مشددة على أنها مستعدة للإجهاض ثانية حتى لا يأتي طفل في مثل هذه الظروف.
لفتت إلى أن زوجها موظف، وهي تعمل موظفة، وأنها تعرف أصدقاء لها متزوجين وينفذوا الإجهاض فى المنزل لأن القانون لايسمح بالاجهاض في المستشفيات.
كما تحدثت سيدة أخرى عن معانتها مع الإجهاض، وقالت إنها كانت متزوجة من ابن عمها الذي كان يعتدي عليها بالضرب حتى يحدث الإجهاض، ونفذ هذه الفعلة ثلاثة مرات وفي كل مرة كان الجنين يسقط في أعمار تتراوح من 5 شهور إلى 7 شهور، وهو ما كان يعرض حياتها للخطر.
أوضحت أن زوجها كان يعتذر لها في كل مرة ولكنها قررت الانفصال عنه في النهاية.
ردت سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، وقالت إن الإجهاض بعد الشهر الرابع يعتبر ازاهاقا للروح، مشددة على أن الشرع لم يبح الإجهاض إلا في حالة واحدة وهي الخوف على صحة الأم.
لفتت إلى أن بعض حالات الحمل قد تتعارض مع صحة الأم، كما أن الله يتكفل برزق الأبوين بعد إنجاب الأطفال.
شددت على ان الاغتصاب والفقر ليسوا مبررا إطلاقًا للإجهاض.
من جانبه، أكد سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن، أن قضية الإجهاض قديمة وليست حديثة، موضحا أن هناك آراء بخصوصه منها، النوع العدواني وأخر رضائي.
أوضح ان النوع العدواني محرم ومقصود منه أن يتم الاعتداء على المرأة الحامل لتم الإجهاض، وهو مرفوض دينيًا، أما الاجهاض الرضائي فهو باتفاق الأبوين.
لفت إلى أن قرار الزواج يعود إلى الزوجين وليس الشرع، وبالتالي من حقهما الاتفاق على الإنجاب وهناك اختلاف بين الفقهاء بخصوص الإجهاض فالإمام مالك قال إن الجنين من أول يوم له في بطن امه يجب الحفاظ عليه.
تابع الهلالي أن جمهور الفقهاء قالوا إن الإجهاض قبل تصور الخلق في الإنسان مسموح وليس محرم وأن المحرم أن يكون من الشهر الثالث إلى الشهر الرابع.
أما أميمة إدريس أستاذ النساء والتوليد، فأكدت أن قلب الطفل يبدأ فى النبض بعد مرور 6أسابيع عليه ببطن والدته، ولهذا ترفض اجهاضه.
شددت على ضرورة وجود توعية للأزواج خاصة وأن هناك سبل كثيرة لمنع الأنجاب لمن يريد ذلك، بدلا من اللجوء لخيار الاجهاض.
من ناحيتها، قالت الكاتبة فاطمة ناعوت إنها لم تتخيل يومًا فكرة قتل النفس البشرية أو حتى حيوان، ومنذ دعوتها إلى الحلقة وهي تقارن بين أن كل إنسان حر في اختيار مصيره وأخذ قراراته وبين أن هذا القرار متعلق بقتل نفس بشرية.
أشارت ناعوت إلى أنها استعانت باخيها طبيب النساء والتوليد ولكنه لم يفيدها كثيرا إلا بقوله إن الاجهاض حرام وضد الإنسانية.
هنا العاصمة يذاع من السبت إلى الأربعاء في تمام التاسعة مساء، وتذاع فقرة “هنا الستات” الأربعاء من كل أسبوع.