فاتن الوكيل
أمس الخميس، 30 مارس، مرت ذكرى وفاة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ. الجميع تذكر “حليم”، أغانيه ملأت المواصلات العامة والمحال التجارية المختلفة. المواقع الإخبارية استعادت ذكريات الصعود والتألق والمرض والرحيل، كل هذا في يوم واحد. لكن كان لذكرى حليم على قناة “ماسبيرو زمان” طابع آخر، حيث شهدت القناة منذ بداية الشهر عرض مكثف لأغاني حليم سواء الوطنية أوالعاطفية أوالدينية، بالإضافة إلى فواصل متعددة لمقاطع صوتية له، وبلغت ذروة التغطية يوم الخميس 30 مارس.
من بين البرامج التي عرضت، برنامج “كاميرا 9” الذي قدمته الإعلامية الراحلة أماني ناشد، استضافت في الاستوديو محبي حليم من فنانين وشعراء، مثل الفنانة نجلاء فتحي التي اكتشفها عبد الحليم واختار لها اسمها الفني، بالإضافة إلى الشاعر صلاح جاهين، والفنان الراحل عماد عبد الحليم، بالإضافة إلى الملحن بليغ حمدي، وعدد آخر من الضيوف.
ويبدو أن الحلقة تم تصويرها عقب وفاة حليم بفترة قصيرة جدا، حيث نجد جميع الضيوف بملابس الحداد، والنجمات دون “مكياج” قوي، والدموع ظاهرة في عيونهم، بالإضافة إلى التأثر الشديد الظاهر على وجه أماني ناشد، نتيجة الوفاة المفاجئة لحليم.
من ضمن السهرات الأخرى التي أذاعتها القناة لعبد الحليم، حلقته الشهيرة مع الفنان سمير صبري، في برنامج “النادي الدولي”، وهي الحلقة التي شهدت فقرات متعددة من ضمنها الفقرة التي تواجدت فيها الفنانة نيللي، وتحدث خلالها عن أغنية الجديدة “قارئة الفنجان” وكواليس إعدادها مع الشاعر نزار قباني، وكيف تم تغيير بعض كلماتها. كما تقمصت نيللي دور قارئة فنجان ووجهت من خلاله عدة أسئلة وانطباعات لحليم عن شخصيته وسبب أسفاره الكثيرة في ذلك الوقت.
نفس الحلقة جمعت فقرة اشتهرت الآن بأنها جمعت حليم في لقاء واحد مع أحمد عز أحد رموز الحزب الوطني المنحل عقب ثورة 25 يناير، الفقرة الأساسية تناولت أسباب حب الشباب في السبعينيات للموسيقى الغربية، والتقى أعضاء الفرقة، وظهر على حديث حليم رغبته في اتجاههم إلى الموسيقى العربية.
عبد الحليم “الأهلاوي” جدا، أكد في فقرة أخرى من النادي الدولي” أنه “أهلاوي صميم” مؤكدا أن المشجع يجب أن ينقد ناديه دائما، كما التقى بلاعب الأهلي السابق أحمد عبد الباقي، واتجه الحديث إلى أدء الأهلي بعد أن لعب مع إحدى الفرق الألمانية، حيث وجه حليم انتقادات لأداء الفريق، لكنه أيضا أكد أن الأهلي كان الأفضل ويستحق الفوز لاستحواذه على الكرة معظم وقت المباراة.
من برنامج النادي الدولي، انتقلت القناة لعرض حلقة من برنامج “أوتوجراف” الذي يقدمه الإعلامي طارق حبيب، وكان حليم ضيفه بالطبع، واشتهرت الحلقة بعرض رد حليم على ما حدث خلال الحفل الذي غنى فيه أغنية “قارئة الفنجان” وكيف فوجئ وقتها بتقديم أحد الأشخاص بدلة غريبة الشكل له حتى يرتديها خلال الغناء. ورد خلالها على انتقادات الصحافة المصرية له في ذلك الوقت.
برنامج “سينما القاهرة” عايش يوما كاملا مع حليم، منذ الصباح في النادي، وتابعت ناهد جبر، مقدمة البرنامج، لعبه بمهارة لـ”البينج بونج”، ثم انتقلت معه لتسجيل مقاطع من بروفة أغنيته الجديدة، كما التقت بالطبيب المعالج لحليم وعرفت منه الاستعدادات التي تُتخذ في اليوم الذي يقدم فيه حليم إحدى حفلاته.
لم تنته التغطية عند اللقاءات التي أجريت مع حليم، حيث عرضت القناة أيضا برامج أعدت بعد سنوات في ذكرى العندليب، من داخل منزله سواء في الزمالك أو المنزل الريفي الذي ولد فيه بقرية “الحلوات” في الشرقية، كما أجريت لقاءات مع شخصيات متنوعة عاصرت حليم، ليس فقط أسرته وأصدقائه، ولكن أيضا “المكوجي” والـ”الترزي” الذي كان يتعامل معهما، كما عرضت فواصل لآخر مكالمة أجراها حليم من لندن، مع سامية صادق رئيسة التلفزيون وقتها. جاء خلالها صوته مفعما بالأمل في العودة إلى مصر، مؤكدا أنها المرة الأولى له التي يحتفل فيها بالعيد بعيدا عن الوطن، واختار وقتها أن يستمع مع الجمهور لأغنية “ضحك ولعب”. لكنه لم يكن يعلم أنها المكالمة الأخيرة.