حسين شاهين
قال السفير ألبرتو فرنانديز، المدير السابق لمركز مكافحة الإرهاب بالخارجية الأمريكية إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للولايات المتحدة تشير إلى بداية علاقات جيدة بين مصر وواشنطن، باعتباره صديق وشريك جيد بالمنطقة العربية.
أضاف “فرناندير”، خلال حواره المسجل من واشنطن مع الإعلامي أحمد موسى، من برنامج “على مسئوليتي”، المُذاعة مساء اليوم السبت، على قناة “صدى البلد”، أن المنطقة العربية أصبحت على شفا الهاوية بسبب تصاعد العنف والتطرف بها.
ألمح المدير السابق لمركز مكافحة الإرهاب بالخارجية الأمريكية، إلى أن تقلص المساعدات الأمريكية لمصر خلال فترة حكم الرئيس السابق أوباما، وعودتها الآن إشارة تدل على زيادة التعاون والدعم الاقتصادي بين الجانبين، خلال فترة حكم ترامب، مرجحًا عودة التعاون العسكري أيضًا.
اعترف “فرنانديز” بوجود سوء تفاهم لدى إدارة الرئيس الأمريكي السابق أوباما عن ملفات الشرق الأوسط، وأنها ابتعدت عن أصدقائها بالمنطقة العربية، مؤكدا أن فترة 8 سنوات هي مدة حكمه كانت من الممكن استغلالها للعب دور محوري لتحسين الأوضاع بالشرق الأوسط.
فيما كشف أن السبب في عدم إدراج أمريكا لجماعة الإخوان المسلمين، على قوائم الإرهاب، بأن الأخيرة تقتصر على ضم الحركات الإرهابية دون الحركات السياسية التي يصدر عنها ممارسات عنف، مشيرا إلى اختلاف وجهات النظر بين الجانبين الأمريكي والمصري، في تصنيف الجماعة، فأمريكا تراها جماعة سيئة لها نظرية سياسية وتمارس العنف، بينما مصر تراها جماعة متطرفة.
في نفس السياق طالب “فرنانديز” المجتمع الدولي بإعلان آليات جديدة للتعامل مع تنظيم الإخوان بعيدا عن التعامل الأمني، مضيفا: “وجود الإخوان في مصر أمر سلبي لأنها تمارس العنف، ووجود دول عربية تدعمهم يؤكد أن الموقف الأمريكي من الإخوان باعتبارهم جماعة غير إرهابية ليس وحيدًا”.
فيما شدد على ضرورة عدم إتباع البعد الأمني كحل وحيد لأوضاع المنطقة العربية، والبحث عن سبل أخرى لإنجاح فرص تغيير الأوضاع، والتمييز بين طرف واضح يمارس الإرهاب وهو تنظيم “داعش” والتنظيمات الجهادية، وبين طرف آخر يمزج بين الإرهاب والسياسة، مؤكدا أن إدارة “ترامب” تعمل على إيجاد سبل لإنهاء تلك الحالة.
كما أبدى “فرنانديز” رفضه لمقولة أن أمريكا هي سبب الإرهاب في العالم، نافيا أن تكون هي من أسست تنظيم القاعدة، مشيرا إلى أن دعم الجماعات الأفغانية بالسابق كان بهدف مواجهة قوات الاتحاد السوفيتي، مشيرا إلى أن أيديولوجية تلك التنظيمات ليست نظريات أمريكية ولكنها أيديولوجية محلية، مقدما مثال “الخلافة” كنظرية رُوج لها في العشرينيات من القرن السابق وأن شخصيات مثل الملك فاروق والشريف حسين بالحجاز كانوا يروجون لها.