محللون لـ "هنا العاصمة": هناك خلافات داخل المؤسسة الأمريكية بسبب الإخوان

قدمت الإعلامية لميس الحديدي حلقة خاصة من برنامجها “هنا العاصمة” الذي تقدمه على قناة (cbc)، من أمريكا لمتابعة زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الأمريكية واشنطن ولقاءه المزمع مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب الاثنين المقبل.

أوضحت الحديدي أن السيسي هو الرئيس الأول عربيا الذي يلتقي ترامب في البيت الأبيض ما يدل على أهمية الزيارة، مشيرة إلى أن اللقاء هو الثاني بين السيسي وترامب، حيث سبقه لقاء خلال الانتخابات الأمريكية، وكان السيسي هو الرئيس الوحيد الذي التقى ترامب والمرشحة الخاسرة هيلاري كلينتون.

علق زياد عسلي، رئيس مجموعة العمل من أجل فلسطين، على الزيارة بقوله إن أمريكا الآن في حالة انتقال على عدة مستويات وسط عدم وضوح، موضحا أنه يوجد أمور واضحة منها اهتمام الإدارة الحالية بالشرق الأوسط على عكس إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.

أضاف عسلي أن التعاون المصري الأمريكي يحتاج إلى عمل بين الطرفين، وأن هناك بُعد يخص المنطقة العربية بأسرها في الزيارة، خاصة وأن أمريكا تحاول تطوير العلاقات مع بعض الدول العربية من بينها مصر، مشيرا إلى أنه من المفيد أن يعلم صُناع السياسة أن هناك استعدادا ملموسا في واشنطن لتطوير العلاقات.

 

بخصوص ما تريده واشنطن من القاهرة، رأى رئيس مجموعة العمل من أجل فلسطين، أن أمريكا تريد من مصر أن تكون بالفعل صديقة لها، خاصة وأن عدد أصدقائها قد قل الفترة الأخيرة، لافتا إلى أن هذا يمكن أن يحدث عن طريق الإعلام المصري.

 

تابع أن الشعب الأمريكي لو توصل إلى أن هناك أصدقاء له، عندما يقرأ الصحف المصرية ويشاهد الإعلام المصري فسيجد هذا شيء إيجابي.

 

بالنسبة إلى أولويات الزيارة، أوضح أن العلاقات الثنائية هي أول ملف سيتم مناقشته بين الرئيسين، متوقعا أن تشهد الزيارة عودة الأمور إلى نصابها بين البلدين، وأيضا أن تنشأ علاقة إستراتيجية بعد، ويتم ذكر شيء إيجابي عن المساعدات العسكرية والتقدم الصناعي والتنسيق الاقتصادي والأمني والتجاري في المنطقة برعاية أمريكية.

 

أوضح أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين ستشهد تعاونا.

تطرق أيضا إلى الأزمة الفلسطينية ورؤية مصر وأمريكا لها، وقال إن هناك اهتماما بالقضية الفلسطينية من طرف ترامب في العلن، وهو ما يدل على أنه مهتم بها، خاصة وأنه يراها أصعب قضية في العالم، مشيرا إلى أن ترامب لو نجح في حلها فسيكون شيئا تاريخي له، ولكن لا يجب أن يتوقع أحد أن يتم حلها في شهرين مثلا، بل أن هناك تفاهمات تتم على مدار الزمن.

أشار إلى أن الأزمة الليبية ستكون أحد مواضيع البحث بين الرئيسين خاصة وأن الكل يعلم أن مصر لم تقبل منذ أيام الرئيس الأسبق أنور السادات الدخول في وحدة مع ليبيا، مؤكدا أن هذا شيء مفيد لمصر، وقد يكون هناك تفاهم بين البلدين في هذا الموضوع لأن واشنطن لها مصلحة في أن تكون مصر وليبيا صديقتين.

بالنسبة لسد النهضة، قال إن القضية تخطت العلاقات المصرية الإثيوبية، لتدخل مرحلة التفاهمات العالمية لذا يجب أن تتدخل أمريكا كوسيط مهم لديه علاقات مع العالم العربي والإفريقي.

من جانبه، تحدث الدكتور روبرت ساتلوف، المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، عن الزيارة وأوضح أن الهدف الأكثر أهمية من وجهة نظره هو فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الجانبين، مشيرا إلى هناك محاولة لترسيخ علاقات أفضل بين البلدين لأن الزعيمان يعرفنا الأخطار التي تهدد بلديهما، معتقدا أن العلاقات ستتطور على هذا الأساس.

 

تابع أن أمريكا تركز على محاربة داعش في سوريا والعراق وتركز على محاربة التوسع الإيراني، وترى أن مصر ليست لاعب أساسي في هذه الأمور، ولكن بالنسبة إلى ليبيا فهناك عمل مهم يجمع البلدين، وأيضا بالنسبة إلى المعركة الأيدوليجية العالمية ومواجهة التطرف والجهاديين، وهنا لن يجد ترامب أفضل من الرئيس السيسي للتعاون معه.

 

رأى أن مصر بحاجة إلى محاربة التحديات الأمنية في سيناء، كما أن أمريكا ترى مصر لاعب قيادي وأساسي في الصراع العربي الإسرائيلي، مطمأنا بأن واشنطن لا تنظر الآن إلى النظام المصري على أنه غير شرعي، وأن أي فكرة عن وجود تآمر أمريكي ضد مصر ليست صحيحة على الإطلاق.

تحدث أيضا عن الوضع الاقتصادي وكيف ستتعاون أمريكا مع مصر في هذا الملف، وأوضح أن مصر بصدد معاناة اقتصادية كبيرة، وواشنطن يمكنها مساعدة الشركات الأمريكية على الاستثمار في مصر، والتوجه إلى المؤسسات العالمية ودفعها لمساعدة مصر، وأيضا توجيه دول الخليج وأوروبا في نفس الملف.

في سياق متصل، حلل شلبي تلحمي، أستاذ كرسي أنور السادات للسلام والتنمية، الزيارة وقال إن أمريكا دولة عظمى وعلى الجميع أن يتعامل معها ويجب استغلال فرصة وجود ترامب على رأس الدولة، موضحا أن هدف الزيارة بناء علاقة شخصية وطيدة والتركيز على قضايا ملحة لفتح الباب أمام آراء تُقدم في المستقبل.

رأى أن ترامب ليس لديه خبرة سياسية، وهو ما يعني وجود فرص لاقتراحات واضحة من جانب مصر، مشيرا إلى أن هناك تطابق في الآراء بين مصر وأمريكا إلى حد ما بالنسبة للأزمة السورية، كما أن هناك فرص مفتوحة أكثر من قبل بالنسبة لتحسن العلاقات بين البلدين ولكن أيضا هناك عقبات وهي أنه لا أحد يعرف الكثير عن ترامب لأنه ليس لديه خبرة في السياسة بل رجل أعمال.

 

ردا على احتمالية إعلان جماعة الإخوان جماعة إرهابية خلال الزيارة، أكد أن هناك خلافات هامة داخل المؤسسة الأمريكية بخصوص إعلان الإخوان جماعة إرهابية فهم يتخوفون من أن يتسبب هذا في زيادة أعداد المتطرفين الإسلاميين، معتقدا أن الأمر غير محسوم حتى الآن خاصة وأنه بالنسبة لوزارة الدفاع والخارجية الأمريكية هناك أبعاد أخرى، لأنه يوجد دول تلعب دورا مع الإخوان برضا أمريكي كما هو الحال بالنسبة إلى تونس.

ألمح إلى أن ترامب يريد حلفاء وهناك فرصة أمام زعماء المنطقة لتقديم اقتراحات معينة للتنسيق بالنسبة لقضايا مهمة، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة وجود وضوح بالنسبة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

أشاد تلحمي بدور القاهرة، وقال إن مصر دائما لها دور في الشرق الأوسط والعالم العربي وترامب يرى فيها دولة محورية بالنسبة له وسياساته، ربما أكثر من أي دولة أخرى، مما يعني أن التنسيق مع مصر سيكون مهما بالنسبة له.

كما ناقشت لميس الحديدي، ميريت مبروك نائب رئيس مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط، في الزيارة، حيث أوضحت أن هناك قلق أمريكي بالنسبة للاستثمارات في مصر ويجب أن يكون هناك ثقة أمريكية في المناخ الاستثماري، بحيث يضمن المستثمر وجود محاكم تسانده ولكن حتى الآن لا يوجد هذا الإحساس.

بالنسبة إلى الوضع الأمني، لفتت مبروك إلى أن هناك قلقا أمريكيا ليس بالنسبة لسيناء فقط بل لمصر عامة، ويحب على مصر إعطاء إشارة طمأنة للمستثمرين والسائحين.

رأت أن الإدارة الأمريكية تركز على مشاكلها الداخلية ولكن الزيارة في حد ذاتها مهمة وأكبر فرصة لمصر لاستعادة دورها الإقليمي.

ردت أيضا على ما تردد في الأوساط الأمريكية بأن مصر لم تعد مهمة وفقدت دورها الإقليمي ولم يعد لها حساب، بقولها إن هذا شيء خاطئ، مشددة على أن لا توجد دولة أخرى قادرة على أخذ مكان مصر في المنطقة.

شددت على أن حتى تستعيد مصر دورها فيجب أن يكون موقفها واضحا وصريحا ومحددا في الأزمة الليبية والسورية.

يذكر أن برنامج هنا العاصمة يذاع من السبت إلى الأربعاء في تمام التاسعة مساء، على فضائية (cbc) وتقدمه الإعلامية لميس الحديدي.