عرضت الدكتورة رضوى فرغلي استشارية العلاج النفسي، وعضو الجمعية المصرية للتحليل النفسي، عبر قناتها على موقع “يوتيوب”، حلقة خاصة من برنامجها “مع رضوى”، أجابت خلالها عن العديد من الأسئلة التي تدور حول ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال وأعراضها وسبل مواجهتها.
أوضحت “رضوى” أنها شاهدت الكثير من الحالات التي مرت بحوادث تحرش ولو لمرة واحدة في حياتهم، لكنها لاحظت أن الكثيرين يخشون الحديث عن ذلك، وإذا “تشجّع” البعض وأخبر أسرته، فإنها تخفي الأمر خوفًا من “الفضيحة” أو لعدم ثقتهم بالقانون، مشيرةً إلى أن تصرف مثل هؤلاء الأهالي يعطي فرصة أخرى للجاني لتكرير سلوكه مع أطفال آخرين.
تابعت أن التحرش الجنسي نوعان، الأول هو “التحرش المقصود”، مثل الاحتكاك بالطفل أو تقبيله بشهوانيه أو ملامسة أعضائه التناسلية، أو تعليمه العادة السرية، أو إجباره على مشاهدة أفلام إباحية وترديد ألفاظ بذيئة، منوهةً إلى أن ذلك قد يتم في الواقع أو عبر الهاتف أو من خلال الإنترنت.
أما النوع التاني، فهو “التحرش غير المقصود”، مثل رؤية الأهل في أوضاع حميمية، أو سماع كلمات بذيئة أو حوارات مخجلة في محيط العائلة، قائلةً “خطورة كل ده إن بيصحي خيال الطفل ويصحي فضوله الجنسي قبل الآوان”، لافتةً إلى أنه وفقًا للإحصائيات فإن 70% من أطفال العالم تعرضوا للتحرش الجنسي، وحوالي 35% منهم تعرضوا لهذا الأمر من شخص معروف لديهم، حيث تتم هذه الحوادث في أي وقت وأي مكان نغفل فيه عن أولادنا، أو “نآمن في بزيادة للناس”.
وفيما يخص كيفية معرفة تعرض الطفل إلى حالة تحرش أم لا، كشفت “رضوى” عن عدة علامات تشير إلى ذلك، أبرزها وجود علامات أو بقع على جسم الطفل، نزيف أو احمرار في مناطق حساسة، عبث الطفل بأعضائه التناسلية، الفضول لكل شيء يخص الحياة الجنسية، ترديد الألفاظ البذيئة، التحرش بغيره من الأطفال، أو ظهور سلوكيات مرضية مثل التبول اللاإرادي، الخوف الشديد ، الانطواء، الخجل التأتأة في الكلام، الكوابيس، فقدان الشهية، العصبية الزائدة عن اللزوم، أو تجنب الطفل للذهاب إلى بعض الأماكن بعينها أو بعض الأشخاص.
في نفس السياق، أوضحت سبل حماية الطفل إذا تعرض لمثل هذا الأمر، حيث شددت على ضرورة معرفة أن الحب علاج، قائلةً “حبنا وحنيتنا على الأولاد هيشجعهم على الكلام معانا في أي شيء يؤذيهم”، مشيرةً إلى أنه عند ملاحظة أي من الأعراض السابقة، ينبغي التحقق من الأمر بدون خوف أو فزع، مع عدم فرض تعرض الطفل للتحرش من مجرد وجود علامة واحدة، لكن لابد من توافر أكثر من عرض للتأكد من ذلك.
كما لفتت إلى ضرورة مشاركة تلك المخاوف بين الأبوين، والأفضل أن يقوموا باستشارة معالج نفسي، لأن نسبة كبيرة من الأطفال ينكرون تعرضهم للتحرش، إما لخوفهم من المجرم أو من العقاب الأسري، كما أن بعض الأطفال يشعرون بالذنب وكأنهم شركاء في الجريمة، لذلك ينبغي احتواء الطفل وإشعاره بالأمان وعدم معايرته أو السخرية منه، حتى يستعيد ثقته بنفسه.