إسلام وهبان
لم تكن كلمات كابتن غزالي، الذي رحل عن عالمنا منذ ساعات، ضد العدوان الإسرائلي فحسب، بل ضد كل من حاول إفساد حياة المصريين أو تضليلهم، خاصة وقت هزيمة 1967، حيث فضح من خلال أغاني فرقة “ولاد الأرض”، الإعلام المصري والصحافة القومية وكثير من المثقفين، الذين حاولوا تقديم صورة غير حقيقية عن الوضع في سيناء ومدن القنال.
إعلام دوت أورج، يعرض أبرز الكلمات، التي حاول من خلالها كابتن غزالي، دفع الإعلام المصري لتقديم دور حقيقي خلال فترات الحرب، وذلك حسبما ذكرها الكاتب حسين العشي، في كتاب “سنوات الحب والحرب”، والتي كان منها:
“مدد يا إذاعة يا تلفزيون
يا صحافة قومي صحي النوم
يا سينما يا مسرح يا فنون
دي المعركة تنطق الاخرس”
كما واجه الصحف القومية وقتها بقسوة، ذاكرًا أسمائها وموبخًا لها، قائلا:
“يا أهرام يا أخبار
“يا جمهورية يا مسا
يا دقون وشابت ع المزمار
ياعقول م الجبن مليسة
يا اقلام لو كان ماسكها حمار
كان خلا حالتنا كويسة
وإن كنتوا نسيتوا اللي جرا
هاتوا الدفاتر تنقرا”
كما خاطب المثقفين وقادة الرأي، مدينا تخاذلهم وعدم تحملهم المسئولية الأدبية والتوعوية تجاه الوطن والمصريين، فقال:
“على فين على فين على فين
يا جماعة يا مثقفين
علامكم صوته فين
دي بلدنا طحنها البين
شايفين بعينكو وخرستوا
أقلامكو راحت فين
يا سيد المثقفين
استنى حبتين
حقولك كلمتين
اسمعهم وانت ماشي
أخوك حسين وغباشي
حسين طخوه في ضهره
وغباشي راح ولا جاشي
خنقوا الأمل في بلدنا
وانت شايف وماشي”
الجدير بالذكر أن محمد غزالي الشهير بـ”الكابتن غزالي”، أشهر شعراء المقاومة الشعبية في السويس ضد الاحتلال الإسرائيلي، قد توفى اليوم، الأحد، عن عمر يناهز 89 عامًا داخل منزله بمحافظة السويس بعد صراع مع المرض وهو ما أصاب محافظة السويس بالحزن.
كان “غزالي” رمزًا لشعراء المقاومة الشعبية، والذى أكد أن فكرة استخدام الكلمة كسلاح مهم من أجل الانتصار فى 6 أكتوبر 73، حيث بجمع رفاقه من أفراد المقاومة فى بدروم عمارة اتخذوها خندقًا ومركزًا لتجمعهم، والتى أخذ الكابتن ينفعل بكلماته وأشعاره على نغمات السمسمية.