أصدرت مجموعة mbc، بياناً إعلامياً أعلنت من خلاله “تصحيح” حملتها المثيرة للجدل #كوني_حرة ، وتحميل موظف في قسم السوشيال ميديا في القناة خطأ التجاوز في أهداف الحملة الموجهة للمرأة العربية والتي أطلقتها عبر حسابات قناة mbc4 في “تويتر”. واستفزت عدداً من المواطنين السعوديين وبلغ الأمر حداً بإطلاق الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز أحد كبار ملاك المجموعة تهديدات مباشرة لأشخاص لم يحددهم وللقائمين على الحملة، حسب ما ذكر موقع “عين اليوم“.
استدعى ذلك إصدار بيان صحفي من المجموعة بعد أقل من 24 ساعة من تغريدات الأمير وفيما يلي نصه:
MBC توضح وتتّخذ تدابير وإجراءات pic.twitter.com/saGW0dMfMW
— mbc4 (@mbc4) April 3, 2017
“قام عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات بتوجيه اتهامات بحق حملة كانت أطلقتها قناة MBC4 على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ أشهر عدّة، تمحورت حول تمكين المرأة العربية وتعزيز دورها في المجتمع.
وبدا واضحاً أن بعض تلك المآخذ والاتهامات شمل، عن سابق قصد وتصميم، عنواناً واحداً فقط من تلك الحملة، دون غيره، عُرف بـ #كوني_حرة، مستثنياً عناوين أُخرى عديدة، مختلفة ومتنوعة. أما بعضهم الآخر فقام أيضاً بفبركة أو تزوير أجزاء أُخرى من الحملة، مُستغلاً حيناً وسائل تكنولوجية على غرار تطبيق “الفوتوشوب” وسواه، ورابطاً أحياناً بين الحملة ذاتها وحملات أُخرى، سياسية واجتماعية، لا تمت لجوهر حملة MBC4 وأهدافها بصلة، لا من قريب ولا من بعيد.
في السياق ذاته، تبيّن بعد عملية التحقُّق والتدقيق الداخلييْن اللذيْن أجرتهما MBC، أن أحد العاملين لديها في “قسم الإعلام الجديد” (الـ “نيو ميديا”)، أخذ على عاتقه مسألة ابتداع أجزاء جديدة من الحملة الأساسية، وذلك عبر إطلاق إضافات متفرّعة لم تكُن أصلاً في صلب الحملة. ولكن للأسف، انساق جزء من تلك الإضافات المتفرّعة باتجاهٍ مُغاير، عبر اعتماده أسلوباً خاطئاً وصياغة لغوية مسيئة ومرفوضة من قبل MBC، ممّا أضرّ بجوهر الحملة وهدفها النبيل الداعم لحقوق المرأة العربية وتمكينها.
بناءً على ما ورد، قامت MBC باتخاذ تدابير سريعة، شملت حذف عدد من المنشورات المتفرّعة عن الحملة، والتي كانت نُشرت سابقاً على شبكات التواصل، واعتُبرت لاحقاً مسيئة أو غير لائقة، في الشكل والمضمون. كما ستقوم MBC باتخاذ الإجراءات المسلكية والوظيفية بحق كل من تثبت مشاركته، عن قصد أو غير قصد، في انحراف حملة MBC4 عن مسارها الصحيح وجوهرها… والأهم، وضع الأطر المهنية الصلبة الكفيلة بعدم تكرار مثل هذه الأخطاء مستقبلاً.
أخيراً وليس آخراً، أشارت MBC إلى انها تود بهذه المناسبة تأكيد التزامها الدائم بدعم قضايا المرأة العربية، النبيلة والمحقة، كما الاستمرار في المطالبة بحقوقها العادلة، ومؤازرتها على كافة الصعد والمستويات، وصولاً إلى تمكينها وتطوير قدراتها وتعزيز دورها الريادي في المجتمع. كما تُشدّد MBC على أن الحملات التي تطالُها وتحمل طابعاً مُغرضاً وكيديّاً، لن تحرفها عن مسارها بل تزيدها تصممياً “. انتهى بيان مجموعة mbc .
وكان الأمير عبدالعزيز بن فهد قد أطلق، أمس الأحد، سلسلة من التغريدات ضد مجموعة mbc الإعلامية منتقداً حملة #كوني_حرة التي أطلقتها قناة mbc4 منذ أيام واستفزت بعض المحافظين والمغردين من الاتجاه المحافظ وشنوا من أجلها حملة ضغط عبر “تويتر” ضد الأمير عبدالعزيز بن فهد المالك الأكبر للمجموعة الإعلامية الضخمة، التي تسيطر على الإعلام المرئي بالمنطقة العربية منذ 25 عاماً وأكثر.
وقال الأمير عبد العزيز بن فهد في ثلاث تغريدات من حسابة الشخصي في “تويتر” قال بها: “بسم الله إني أبرأ إلى الله من إم بي سي وخاصة دعوة المرأة بـ #كوني_حرة هذا ضلال مبين، فالله سبحانه أعلم بها وبنا، كل شيء ولا هذا الافتراء، وهذا الفساد في الدين لا نرضى به. فإنهم عدو لي إلا رب العالمين. سنرى إن شاء الله ما يكون”.
ويضيف: “وأنني أنذر القائم بذلك كان من كان، أن لم يسحب فوراً هذه الدعوة ويعتذرون بندم وكل شيء فيها خارج. إني أقسم بالله أدمره”.
وتتحدث مصادر اقتصادية أن النجل الأصغر للملك فهد يرحمه الله يمتلك حصة الأغلبية في مجموعة mbc الإعلامية إلا أنه غرد في وقت سابق وقال إن حصته في المجموعة لا تزيد عن 33% فقط وأن لدية شركاء في المشروع وأن القرار ليس فردياً.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يوجه فيها الأمير عبد العزيز بن فهد انتقادات لأداء مجموعة mbc والتي تحظى بالمتابعة الاكبر في الشرق الأوسط، حيث تواجه المجموعة الكثير من المعاناة بسبب تنوع ثقافات المشاهدين بين منطقة الخليج والشام ومصر والمغرب العربي، ويشن بعض المغردين حملات ضدها بين حين وآخر بسبب ريادتها في مواجهة التطرف حينا ودعمها للتحديث الاجتماعي في الخليج عامة والسعودية بوجه الخصوص.
ويربط مراقبون للساحة الإعلامية السعودية بين تغريدات الأمير عبد العزيز بن فهد “الحادة” وبين الأنباء التي تنتشر حالياً في كواليس الساحة الإعلامية المحلية عن صفقة كبرى يتم الإعداد لها حالياً من أجل استحواذ مجموعة إعلامية سعودية كبرى على حصة مهمة في مجموعة mbc وان المفاوضات في مراحلها الأخيرة، وربما تكون هذه المجموعة الجديدة هي المشتري الجديد لحصة الأمير عبد العزيز بن فهد في حالة عزمه على التخارج من المشروع وبيع حصته.
وبدأ الأمير عبدالعزيز بن فهد في إقامة صلات مهمة وواضحة في الأعوام الماضية مع عدد من طلبة العلم الشرعي وقام باستضافة عدد من العلماء وطلبة العلم وحفظة القران الكريم في مخيمه الخاص خارج العاصمة السعودية “الرياض” وبدأ في التحدث بشكل مركز باستخدام مفردات دينية منذ أشهر في خطابه الإعلامي وتغريداته في حسابة الشخصي في تويتر والذي يحظى بمتابعة أكثر من مليونين و600 ألف كمتابع تقريباً ونادراً ما يغرد حيث يعتبر عدد تغريداته قليل للغاية ولم يغرد إلا تغريدتين منذ مطلع عام 2017 قبل أن ينشر أمس ثلاث تغريدات عن حملة #كوني_حرة التي أطلقتها قناة mbc4 .
على الجانب الآخر أطلق “هاشتاج” جديد باسم #كوني_درة رداً على حملة القناة الإلكترونية وشارك فيها آلاف المغردين ممن عارضوا حملة اعتبروها “محرضة” للمرأة السعودية على التمرد دون تحديد التمرد على من ولماذا.
وتعاني السعودية في الأشهر الماضية من صراع اجتماعي واسع بين المحافظين الذين يريدون استمرار السعودية بذات النهج والقوانين الاجتماعية التي تعمل عليها منذ 1980، عندما أدت محاولة المتطرف جهيمان العتيبي احتلال الحرم المكي بالقوة المسلحة عام 1979 إلى توقف حركة التغيير الاجتماعي وتقييد الحريات الاجتماعية وتزايد الحذر في عملية التحديث حتى عام 2005، عندما بدأ تحديث الأنظمة الاجتماعية وأنظمة العمل وقوانين المرأة وتقليل القيود القانونية لها، حتى بلغت الذروة في عام 2016 عندما بدأ الحديث المجتمعي عن تقليص قيود الولاية للرجل على المرأة بسبب قضايا تعسف للرجل ضد الزوجات والأخوات غير المتزوجات تمتلئ المحاكم بها، لكن من الواضح أن السير في هذا الاتجاه يتعرض لمقاومة اجتماعية واضحة من التيار المحافظ.
ويرى التيار المحافظ أنه يتعرض لخطر وجودي في هذه الفترة ابتدأ من أنشطة هيئة الترفيه وكثرة الحديث عن عمل المرأة في قطاعات اقتصادية جديدة، ويخشى أن يتم السماح للمرأة بقيادة السيارة؛ ما يمنحها القدرة على التحرك بدون قيود من الرجال الذين يسمح لهم وحدهم بقيادة السيارة في السعودية وخاصة في المدن بينما يسمح بدون قرار رسمي للسيدات بقيادة السيارة في البلدات الصحراوية، لكن بعيداً عن الطرق الرسمية وبدون ملاحظة من سيارات المرور التي تمنع هذا الإجراء.