أثارت وقائع التحرش والاغتصاب التي انتشرت خلال الأيام الماضية، وعلى رأسها قضية اغتصاب طفلة في محافظة الدقهلية وهي القضية التي عرفت بـ”طفلة البامبرز”، بالإضافة إلى واقعة تحرش عشرات الشباب بفتاة في مدينة الزقازيق، مما اضطرها إلى اللجوء إلى الاحتماء بأحد الكافيهات، رغبة الكثيرون في فتح باب مناقشة وقائع التحرش، من خلال هاشتاج على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أفصحت العديد من الفتيات من خلاله، عن اول مرة تتعرض فيها لواقعة من هذا النوع.
الهاشتاح الذي حمل اسم #أول_محاولة_تحرش_كان_عمري، شهدت حكايات عن وقائع مؤسفة لفتيات مصريات وبعض الجنسيات الأخرى أيضا، أفصحن بصراحة عن عمرهن أثناء تعرضهن أول مرة للتحرش، وكيف حدث ذلك.
الجدير بالذكر أن أغلب الاعترافات والوقائع أشارت إلى تعرض معظم المشاركين في الهاشتاج للتحرش وهم أطفال على يد إما بائع أو أحد المارة أو من الجيران او حتى الأقارب.
إحدى المشاركات قالت إنها تعرضت لتحرش على يد بواب العمارة التي كانت تسكن بها، وعمرها 5 سنوات فقط، مؤكدة ان الأمر كان يمكن أن يكون “شروع في اغتصاب” لولا ستر الله.
ما كان صادما بعض الشيء هو مشاركة بعض الرجال في الهاشتاج، حيث أوضحوا تعرضهم للتحرش سواء في مرحلة الطفولة أو من النساء الآن في الشارع.
اوضحت معظم التجارب التي رويت أن الكبار في السن يعتمدون على سذاجة وبراءة الأطفال أو خوفهم من الإفصاح عما حدث، بالإضافة إلى تعرض الضحية للصدمة والمفاجأة.
إحدى المغردات قالت إن الجيران تحرشوا بها هي وشقيقها عندما كانت في عمر 6 سنوات، أثناء اللعب.
بالرغم من أن الهاشتاج لم يطلب من المستخدمين ذكر كيف تعرضوا للتحرش إلا أن أغلبهم شرحوا كيف حدث ذلك، بينما فضل البعض الآخر ذكر السن الذي تعرضوا فيه لهذه التجربة المؤلمة فقط، ولوحظ أن الأعمار التي أفصح عنها تراوحت بين 5 إلى 10 سنوات.
لم يقتصر الأمر على الغرباء، لكنه امتد لبعض الأقارب.
فكرة أن تكون معظم الشهادات حول التعرض للتحرش في عمر الطفولة، تنفي تبرير الترحش لوجود “ملابس فاضحة” كما يزعم البعض، كما ان التجربة لا يتم تجاوز آثارها النفسية حتى بعد سنوات طويلة، خاصة في ظل غياب قانون رادع يُعيد الحق لأصحابه.
الهاشتاج الذي أثار سخط وغضب البعض و”قرف” البعض الآخر، فتح الباب لانتقادات واسعة للمجتمع المصري الآن والتجريف الأخلاقي الذي تعرض له طوال السنوات الماضية، كما عبر المشاركون.
ربما لم يتمكن الكثيرون من التغريد والمشاركة في هذا الهاشتاج، بسبب الخجل من الوقائع وتفاصيلها، بالإضافة إلى محاولة نسيان ما حدث، لكن ما تم تدوينه من خلاله، كان كافيا لكشف هذا العوار الأخلاقي في مجتمع “متدين بطبعه”.