لا تتوقع من سيناريو متردد أن ينتج لك فيلما جيدا هذا هو حال سيناريو فيلم “أخلاق العبيد” فمنذ المشاهد الأولى تكتشف أخطاءه ويصيبك الإنزعاج من المشاهدة، فالشخصيات فشل في بناءها وتقديمها للمشاهدين بشكل جيد كل من مؤلف العمل عصام الشماع والمخرج أيمن مكرم بما فيها شخصية البطل فلا تستطيع أن تكتشف الشخصيات وعلاقاتها فيما بينها وتفهم ما يقصده العمل فالتردد كان سيد الموقف منذ المشاهد الأولى للعمل لتحديد مساره الدرامي “المرتبك” وصولا لنهاية الأحداث وخرج الجمهور لا يعرف ماذا قصد صناع هذا العمل حيث لم يجدوا قصة درامية واضحة مكتملة الشخصيات والأحداث! فلا تعرف هل البطل متعاطف مع الفقراء أم هو ضد رجال الأعمال وماذا عن علاقاته المتكررة بفتيات الهوى لم يوضح الفيلم هل هو تعاطف أم مرض وداء! وكذلك الحالة الإنسانية التي بدى أن الفيلم يريد الحديث عنها من خلال شخصية البطل وعلاقته الاجتماعية بمن حوله من الشخصيات غير واضحة الرؤية ومشوشة، وبسهولة تسمع “تململ” الجمهور القليل في دار العرض من فترة لأخرى من طول بعض المشاهد الدرامية وكأنك تشاهد مسلسل وليس فيلما سينمائيا.
فليس هكذا تكون الدراما “الإنسانية” والتي سبق وقدمتها السينما المصرية بنجاح طوال تاريخها وصولا لأفلام المبدعين محمد خان وعاطف الطيب وخيري بشارة النموذج الأهم لهذه النوعية حديثا.
كذلك لم يتحدث الفيلم عن فساد رجال الأعمال كما توقعت مثل فكر صناعه من أبناء “اليسار”،الذين هم الأن في أزمة نفسية ويشعرون بهزيمة كبرى عبروا عنها في جملة ساخرة تأتي على لسان واحد من الأبطال وهو الممثل الشاب رامي غيث عندما يذكر أن أسم المستشفى هو “الثورة والأمل” فيرد عليه البطل مكررا نفس الجملة بسخرية!
الموهبة وحدها لا تكفي!
أما عن الأداء فحدث ولا حرج حتى خالد الصاوي الذي توقعت أن أشاهد منه أداءا رفيعا كما تعودت ليس في أفضل حالاته على الإطلاق وكأنه يمثل “رغما عنه”!؟ وهو ممثل موهوب بلا شك ولكنه هنا يبدو أداءه مهزوزا وتائها! وشخصية البطل كانت مترددة مثل السيناريو المكتوب! وكان في مشاهد كثيرة أداءه به إنفعال زائد دون مبرر وكأن المخرج خشى أن يوجه له أية ملاحظات لضبط أداءه وتركه حرا طليقا! وأحيانا تجد مشاهد درامية ساذجة مثل المشهد الاستعراضي عندما يرتدي البطل ثوب الرجل الشهم وينقذ الفتاة الجميلة “سارة سلامة” من يد شباب في الشارع يتحرشون بها وطبعا تركب معه السيارة بعد ذلك!
خالد الصاوي فنان صاحب موهبة كبيرة نجح في تقمص شخصيات سينمائية كثيرة بموهبة وحرفية عالية ولكنها كانت جميعها كبطل ثان طوال الخمسة عشر سنة الماضية وهو أيضا صاحب إسهمات ثقافية أخرى ولكنه في “أخلاق العبيد” لم يحدد وجهة نظر لفيلمه مع رفيقه الكاتب عصام الشماع وهو اللقاء السينمائي الثاني بينهما بعد فيلم “الفاجومي” والذي فشل أيضا نقديا وجماهيريا! وفِي ظني هي تجربة سينمائية لم تكتمل وكأنها للتواجد فقط.
يسرا اللوزي كانت مشروع لبطلة سينمائية خاصة بعد بدايتها الكبيرة مع يوسف شاهين وفيلم إسكندرية_نيويورك ولكن لا أعرف لماذا أصبح ظهورها باهتا ولا تشعر به خلال الفترة الأخيرة!
أما الممثلة الشابة سارة سلامة لازالت مجرد وجه جميل لا أكثر ولا أقل ولا تترك أثرا من وراء شخصياتها التي تقدمها وهنا تذكرني بالممثلات اللاتي ظهرن خلال السنوات الماضية في أعمال كثيرة ولا تتذكر سوى وجوههن مثل الممثلة “ايمان سركسيان”! وعليها أن تستغل الفرص المتاحة وتطور من أداءها اذا أرادت أن تترك بصمة كممثلة.