نقلا عن المصرى اليوم
حكاية نادى إنبى مع الزميل محمد غنيم مراسل اليوم السابع .. واحدة من الحكايات القليلة والجميلة التى تستحق التوقف أمامها باعتزاز واهتمام واحترام أيضا .. فعقب انتهاء مباراة إنبى وطنطا منذ أيام .. وقبل أن يخرج الجميع من الملعب .. جرى عمرو مرعى وصلاح سليمان وانهالا بالضرب على محمد غنيم مراسل اليوم السابع لمجرد أنه كان يقوم بعمله ويرصد انفعالات وحوارات لاعبى إنبى بعد التعادل مع طنطا .. كان مشهدا مؤلما وقاسيا ليس لمحمد غنيم فقط وإنما لكل من يحمل بطاقة صحفى وكل من تلزمه مهنته بحمل قلم أو ميكروفون أو كاميرا .. وعلى الرغم من قسوة وقبح هذا المشهد .. إلا أنه كان جميلا أن يتفق أهل الإعلام على كلمة وموقف وقرار بعدما كان الظن أنهم أبدا لن يتفقوا .. ولأول مرة منذ وقت طويل جدا .. يتحدث الإعلام الرياضى فى مصر بعقل واحد وقلب واحد وصوت واحد .. سقطت واختفت كل الحسابات الشخصية والحساسيات وخلافات الرأى والرؤية .. أجمع الكل على إدانة ما جرى واعتبروا أن ما جرى لمحمد غنيم هو أمر شخصى جدا يخص الجميع بلا استثناء .. لم يقل أحد أن محمد غنيم مراسل ليس عضوا بنقابة الصحفيين إنما تحركت النقابة كلها دفاعا عن محمد ووقفت رابطة النقاد الرياضيين كلها على استعداد لخوض الحرب حتى آخرها دفاعا عن محمد وكرامته ومشاعره ومهنته أيضا .. لم يقل أحد أن محمد يعمل فى اليوم السابع وبالتالى تبقى إهانته هى قضية تخص اليوم السابع فقط إنما باتت قضيته تخص كل شاشة رياضية وكل موقع وكل ورقة صحافة وكل قلم وصوت فى مصر .. وهكذا اكتشف أهل الإعلام الرياضى فى مصر فى لحظة أنهم لم يحرقوا بعد كل جسور الود والتضامن والاحترام المتبادل بينهم .. واكتشفوا أيضا حجم قوتهم حين يكونون معا بهذا الشكل الرائع والنبيل .. ومن المؤكد أن خلافات أهل هذا الإعلام ستبقى وتدوم لكنها ستذوب وتختفى مؤقتا فى اوقات الشدة والأزمة .. وكان درسا ربما لا تزال مصر كلها تحتاج لتعلمه من إعلامها الرياضى .. فهناك أوقات لا تليق بها هذه الخلافات الدائمة وحساسيات ولوازم الوجاهة والاستعراض .. ولهذا انتصر الإعلام الرياضى فتقدم عبد الناصر محمد مدير الكرة فى إنبى باعتذار رسمى لمحمد غنيم مع توقيع غرامة قيمتها مائة ألف جنيه على كل من عمرو مرعى وصلاح سليمان حتى قبل التحقيق معهما .. وقرر هانى رمزى المدير الفنى لمنتخب مصر للمحليين استبعاد اللاعبين من المنتخب عقابا لهما .. والأهم أو الأجمل من ذلك كله أن احدا بعد اليوم لن يجروء على إهانة أى مراسل أو صحفى أو مصور فى أى ملعب وأثناء أى مباراة .. فالجميع أدركوا أن الإعلام الرياضى لا يزال قادرا على أن يغضب وأن يحمى أولاده أيضا .. وتبقى فى النهاية ضرورة التأكيد على أن ما جرى سيتكرر حتى لو كان الذى أخطأ وتجاوز من الأهلى أو الزمالك .. وأيضا عقاب أى زميل حين يخطىء ويتجاوز فى حق أى أحد