أحمد حسين صوان
قال الداعية الإسلامي الحبيب علي الجفري، إن يوسف القرضاوي، الإخواني الهارب إلى قطر، كان عالمًا وله آراءً سليمة في النواحي الفقهية، يومًا ما، لكن السنوات الأخيرة بات يُطلق فتاوى مشبوهة، لاسيما في العمليات الاستشهادية، ويُحرّف الأحاديث وفقًا للموقف القائم.
أضاف “الجفري” خلال حواره مع الإعلامي خيري رمضان، ببرنامج “آخر النهار” الذي يُبث عبر فضائية “النهار”، مساء اليوم الإثنين، أن “القرضاوي” هاجم الشيخ سعيد البوطي قرابة عام كامل، وبعد اغتياله بأسبوع واحد، خرج لينفي مهاجمته له، كما أنه استخدم أحاديث إبان ثورة 25 يناير، يحث فيها على خروج الناس ضد الحاكم، ووقت تظاهر الناس ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، استخدم الأحاديث نفسها وحرّم الخروج ضد الحاكم.
أوضح أن الله تعالى نهى عن قتل النفس والغير، استنادًا على آية من سورة “النساء” التي تقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا، وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا”، مؤكدًا أن الإرهابيين الذين ينفذون عمليات انتحارية سوف يُعاقبون عقابًا عسيرًا وتكون نهايتهم نار جهنم.
تابع أن الإرهابيين يحسبون أنفسهم على السلفية، ويبررون أفعالهم وجرائمهم وفقًا لذلك الاتجاه، مضيفًا أن عبد العزيز بن باز من أفضل السلفيين، حرّم العمليات الانتحارية وقتل الغير، فضلًا عن الدراسة البحثية التي قام بها الأزهر الشريف التي تحتوى على أدلة وآيات قرآنية وأحاديث نبوية عن تحريم العمليات الانتحارية، موضحًا أن الانتحاري يخسر الحياة والدنيا، ولن ينفعهم أمير جماعة أو فتوى مشبوهة.
في سياق آخر، تمنى أن تُطلق مُبادرة لـ”احتضان الشباب” الذين لم يرتكبوا جرائم تضر المجتمع، وخضعت عقولهم للإرهابيين، وباتت مليئة بالأفكار المشبوهة، وتنظيم جلسات نقاش حقيقية معهم وتوفير الظروف التي تمنعهم من الانجراف لتلك الأفكار مُجددًا، فضلًا عن جلسات مع رجال شريعة وأطباء نفسيين، ومتابعتهم بصفة دورية.
أشار “الجفري” إلى حديث “لعن الله من آوى محدثًا”، موضحًا أنه في كثير من الأحيان، يهرب الإرهابيون الذين يخططون لعمليات انتحارية إلى أماكن بعيدة، والشعب المصري بطبيعته شهم، وقد يضعف أحدهم إلى إيواء أحد منهم، مضيفًا أن من يأوى ذلك يُصبح ملعونًا من الله، مطالبًا بضرورة الإبلاغ عنهم حفاظًا على البلاد، دون التقدم ببلاغات كيدية ضد أشخاص لا يرتكبوا شيئًا، لمجرد وجود خلافات أو تصفية حسابات.