أوجه التشابه والاختلاف بين حواريّ زوجة وشقيق انتحاري الكنيسة

إيمان مندور

حالة كبيرة من الجدل أثيرت منذ مساء أمس، الأربعاء، بعد بيان وزارة الداخلية الذي أعلنت خلاله اسم منفذ تفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، بالإضافة إلى ظهور بعض أفراد عائلته على القنوات الفضائية، بعد البيان بأقل من ساعتين.

ظهرت “آية” زوجة الانتحاري محمود حسن مبارك عبد الله مع الإعلامي أسامة كمال ببرنامج “مساء dmc”، عبر قناة “dmc”، بينما حل شقيقه ضيفًا على الإعلامي عمرو أديب ببرنامج “كل يوم” عبر قناة “ON E”.

ورغم تشابه الأسئلة المطروحة من كلا المذيعين على ضيفيهما إلى حد كبير، إلا أن كلا اللقاءين اختلفا واتفقا في العديد من العناصر، بسبب تباين تصريحات وتصرفات كلا الضيفين.

لذا نرصد في هذا التقرير أوجه التشابه والاختلاف بين حواريّ زوجة وشقيق انتحاري المرقسية، في أول ظهور إعلامي لهما:

البكاء والثبات

في بداية لقاء الإعلامي عمرو أديب بـ”علي” شقيق الانتحاري محمود مبارك، لم يتمالك الأخير نفسه ودخل في حالة بكاء هيستيري، طالبًا منه أن يتركه لأنه لا يستطيع الكلام، معربًا عن خوفه الشديد على الأسرة مما فعله شقيقه، لكن “أديب” أخذ يهدئ من روعه، واحتضنه قائلاً “أنا حاسس بيك.. قولي بس إنت خايف من إيه والله ما حد هيكلمك.. ما دمت ملكش ذنب وما عملتش حاجة خايف من إيه.. حد هنا قربلك!.. قولي مالك بس واحنا نساعدك”.

وبالفعل نجح أديب في تهدئة ضيفه، لكن رغم ذلك مازال صوته متهدجًا يملؤه الخوف والقلق، بخلاف ما ظهر من زوجة الانتحاري التي بدأت حوارها مع الإعلامي أسامة كمال بحالة من الثبات والهدوء، استمرت طوال اللقاء ما عدا الدقائق الأخيرة منه، والتي بكت خلالها بعد أن سألها المذيع عما ستقوله لبناتها عن والدهم وعن الجريمة التي ارتكبها، ما اضطر المذيع أن ينهي حواره معها بعد بكائها وامتناعها عن الرد.

الاعتراف والنفي

منذ أول لحظة لم ينكر “علي” ما فعله شقيقه من عمل إرهابي، حيث أخذ يدافع عن باقي أفراد الأسرة قائلاً “عايز أقول للناس إننا ملناش ذنب في اللي عمله محمود، لما واحد يغلط مناخدش باقي العيله كلها بذنبه”، مؤكدًا أنه لم يتوقع يوماً أن يفعل شقيقه ما فعل، قائلاً “منك لله يا محمود إحنا في مصيبة”.

وتابع: “أخويا حاله ميسور ومرتبه كويس ومش محتاج حاجة من حد”، مطالباً الشباب بالخروج من هذه الأفكار المتشددة، قائلاً “هرّبى أولاد أخويا وأعلمهم الصح من الغلط. وحسبي الله ونعم الوكيل”.

بينما أكدت زوجة الإرهابي المتهم، عدم تصديقها بأنه مرتكب الانفجار، فالفيديو غير واضح، قائلةً “محمود ما يعملش كده”، موضحة أنه لم يعاني من أي حالات يأس، بالإضافة لتحليه بأخلاق عالية، وسيرة حسنة، وطيب خلق يشهد به جميع الناس، لافتة إلى أنها تزوجته بسبب حسن سمعته.

وشددت “آية” على أنها منتظرة اتصال زوجها، ليؤكد لها بأن كل ما أثير حوله، هو ادعاءات كاذبة، وستحضره للبرنامج لبيان براءته، متهربة من إجابة “كمال”، على سؤاله: “ولو ماتصلش هتتأكدي إن هو؟”، لترد “مش عارفة”.

غير متعصب

رغم إنكار أحدهما واعتراف الآخر، اتفق الأخ وزوجة شقيقة على أن المتهم لم يكن متعصبًا، خاصةً وأنه لم يتحدث مع العائلة في أي أمور تكفيرية مطلقاً، بل كان كلامه عاديًا، وإذا تحدث في الدين حكي عن الرسول “صلى الله عليه وسلم” والصحابة والتابعين والعبادة فقط.

تعامل الشرطة

أكد “علي” أن عناصر الشرطة لم تعامله معاملة سيئة ولم يستخدموا العنف معه، وهو ما أشارت إليه الزوجة أيضًا، حيث إنه لم يلمسها أحد، ولم يسئ تعاملها أي شخص، مشددة أنهم عاملوها بكل احترام، حتى إنهم لم يلبسوها “كلابشات”، ولم يجلس بجوارها أحد، احترامًا لنقابها، قائلة “احترمت فيهم إنهم راعوني”.

تعليق المذيعين

علّق الإعلامي عمرو أديب على الحوار الذي أجراه مع شقيق الانتحاري، مستنكرًا قول البعض بأنه لم يكن عنيفًا معه، قائلاً “الراجل كان منتهي.. ده ميت، هو عارف انه انتهى والمجتمع هيخلص عليه.. أنا كل اللي كان هاممني إني عاوز أعرف أخوه ده كان عامل إزاي، أحوالهم ايه..إنما أبقى عنيف معاه هعمل له إيه.. ده المنظر اللي انتوا شوفتوه ده كان ماسك نفسه.. أومال لو شوفتوه في البداية”.

أما الإعلامي أسامة كمال فأشار إلى إنكار الزوجة الدائم لكل ما تعرف عن زوجها، سواء عن أخباره أو مكانه أو أفكاره، متسائًلا عما إذا كانت صادقة أم كاذبة، رغم أن انطباعه عنها من خلال اللقاء أنها لا تكذب، لكن من الواضح أنهم متشددين، مشيرًا إلى أن الهدف من اللقاء كان إظهار ما تتعرض له أسر الإرهابيين والانتحاريين من معاناة داخل المجتمع، حتى يتعظ من تتجاذبهم أفكار الإرهاب الآن.