استقال مدير الشركة التي أدارت من خلالها مؤسسة تومسون رويترز موقع أصوات مصرية احتجاجا على عدم الشفافية في اجراءات إغلاق الموقع والشركة وعلى إهانة أحد حملة الأسهم له عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال عماد عمر مدير شركة أصوات ديجيتال سيرفيسز ورئيس تحرير الموقع الذي أعلنت مؤسسة تومسون رويترز عن إغلاقه الشهر الماضي لنقص التمويل إن محاولات عدة للحفاظ على الموقع الذي قدم نموذجا للصحافة المهنية النزيهة واجهت درجة من التجاهل من أصحاب القرار أدت لتثبيط تلك المحاولات ومنع دخولها إلى مرحلة جادة من المفاوضات سواء لبيع الموقع إلى مستثمر جاد أو نقل أسهمه إلى العاملين به رغم تقدمهم بخطة عمل لضمان استمرار المشروع
وذكر عمر أن الردود كانت تتأخر على اتصالات المستثمرين مع تومسون رويترز أو حملة الأسهم المصريين، وشكا ممثلو مستثمرين له من عدم تلقيهم لردود أصلا. وفي أحيان أخرى، كانت توضع شروط للمضي قدما في الاتصالات تثير علامات استفهام مثل أن يشترط حملة الأسهم على أي مستثمر محتمل الحفاظ على العمالة بعدما كانت الشركة قد سرحت العاملين بها بالفعل، أو أن يطلب تقديم خطة عمل ودراسة جدوى رغم أن المشروع قائم بالفعل منذ سنوات وجدواه ثابتة. وتعرض فريق العمل نفسه لمواقف مشابهة حين حاول فتح اتصالات لتقديم عرض شراء، مما أثار تساؤلات عن وجود أسباب أخرى لإغلاق الموقع غير السبب المعلن بعدم توافر تمويل لاستمرار المشروع، خاصة أن الموقع اعتبر قصة نجاح لمؤسسة رويترز بل وحقق سبقا عدة مرات على تغطية وكالة رويترز ذاتها ونقلت عنه وسائل إعلام أجنبية.
وكانت مؤسسة رويترز أسست شركة أصوات ديجيتال سيرفيسز كشركة مصرية لتدير الموقع من خلالها، ونقلت أسهم الشركة إلى ثلاثة صحفيين مصريين، لكنها قالت في بيان الإغلاق إن الموقع تابع لها.
وأضاف عمر أن الاتصالات بين حملة الأسهم وفريق العمل كانت شبه معدومة وحين تواصل ممثل لفريق العمل في فبراير الماضي مع حملة الأسهم للحصول على موافقتهم على تقديم عرض شراء وصف مسؤول من مؤسسة رويترز محاولات ممثل فريق العمل بأنها “ألاعيب” مما أدى إلى ترويع المسؤول وصرفه عن متابعة التواصل مع حملة الأسهم هاني شكر الله ونجلاء العمري وسلمى حسين. ولم يكن واضحا سبب هذا الإتهام. وقد أكد شكر الله مرارا أنه طلب الانسحاب من الشركة ولم يعد له دور في اتخاذ قرارات بشأنها منذ شهور.
وعبر عمر في استقالته عن أسفه لأن العملية لم تكن أكثر شفافية من ذلك، وأكد عدم قبوله الإهانة التي وجهتها له إحدى حملة الأسهم حين وصفت تعليقا له على فيسبوك بأنه “عيب “لما أكد وجود معلومات غير دقيقة في بيان نشره حملة الأسهم على فيسبوك عن عملية الإغلاق.
وقال عمر إن إحدى حملة الأسهم نشرت البيان، ليس باسمها فقط وإنما باسم حملة الأسهم الثلاثة رغم انسحاب شكر الله من اتخاذ القرار، ونفت وصول خطة عمل إلى أي منهم قبل الأسبوع الأخير من مارس، وهو غير صحيح. وأرفق عمر مع خطاب استقالته الموجه لحملة الأسهم صورا تثبت ارسال خطة العمل قبل الأسبوع الأخير من مارس رغم علمه قبل 48 ساعة فقط من ذلك بطلب خطة العمل عن طريق محام كبير توسط في الأمر، ورغم مرور يومين دون الرد على اتصالاته بشأن الاستعداد لتسلم خطة العمل، إلا أنه قرر ارسالها في نهاية الأمر رغم عدم ورود رد من حملة الأسهم على طلبه تأكيد ما نقله نجاد البرعي المحامي من استعداد حملة الأسهم للنظر في عرض شراء من فريق العمل. وجاء الاتهام بالعيب ليثير مجددا تساؤلات عن وجود عملية لترويع الرأي الآخر واحباط محاولات انقاذ الموقع.
وأشار عمر إلى أن حديث حملة الاسهم عن الأسبوع الأخير من مارس كموعد نهائي لتلقي عروض شراء جاء بعد أن بدأ ذلك الأسبوع بالفعل. وأضاف أن الشركة ذاتها ما زالت قائمة حيث تتواصل اجراءات اغلاقها رغم عروض المستثمرين واهتمام جهات تمويل دولية بالمشروع دون رد من حملة الأسهم أو مؤسسة رويترز، وهو ما دفعه للتقدم باستقالته.
وقال إن أحد المستثمرين المصريين الذين شكك بيان حملة الأسهم في نواياهم بشأن أصوات مصرية، كان قد صرف لعاملين بعقود مؤقتة في أحد مشاريعه الإعلامية مكافأة نهاية خدمة حين أغلق المشروع، وهو ما لم يحدث في أصوات مصرية. كما أن التشكيك في تأثير مصادر أخرى للتمويل الأجنبي يطعن في مكانة العديد من المؤسسات الدولية ويثير أسئلة عن عمل كيانات مصرية بتمويل أجنبي ويرتبط بها حملة أسهم في أصوات ديجيتال سيرفيسز، كما يطعن هذا التشكيك في الكفاءة المهنية التي تميز بها أداء أصوات مصرية.