رغم مشوار فني لم يتعد 8 سنوات فقط، إلا أن الفنان الراحل الضيف أحمد استطاع أن يترك ما لم يفعله الكثيرين من الفنانين في تاريخ الفن.
أكثر من 40 عملًا فنيًا لخصت مشوار الفنان الشاب الراحل الذي توفى وهو لم يبلغ الرابعة والثلاثين من عمره، بشكل مفاجئ في أوج شهرته، ورغم ارتباط اسمه بفرقته “ثلاثي أضواء المسرح” التي أسسها بشكل رسمي بعد شرائهم مسرح الهوسايبر قبل وفاته بثلاث أعوام مع صديقيه سمير غانم وجورج سيدهم، إلا أن اسم الضيف أحمد ارتبط بالعديد من الأعمال الأخرى والتي نجح من خلالها بعيدًا عن فرقة الثلاثي.
أدوار صغيرة في أعوام قصيرة تركت علامات كبيرة مع المشاهدين.. ظلت لمدة 47 عامًا منذ وفاته، وستظل علامات فنية بارزة في مشوار الراحل وفي أذهان الجمهور.
إعلام دوت أورج في ذكرى وفاته الـ47 يرصد أبرز الأعمال التي قدمها الضيف في مشواره بعيدًا عن فرقته والتي ترك من خلالها بصمة لدى محبيه.
أنا مين ياض؟
الفرصة الذهبية التي قدمت الموهوب الضيف أحمد للجمهور من خلال مسرحية “أنا وهو وهي” مع الفنان الكبير الراحل فؤاد المهندس، وجعلته أيقونة للكوميديا على مر العصور، لم تأت بسبب حسه الكوميدي الذي تحلى به، بل جاءت من قمة جديته من خلال أداؤه في مسرحية “الإخوة كرامازوف” على مسرح جامعة القاهرة.
الصدفة قادت “المهندس” للبحث عن وجه جديد يقوم بأداء شخصية الخادم بالمسرحية، ومنها إلى الفيلم الذي حمل نفس الاسم، فعندما أراد المهندس أن يحضر عرض مسرحية “الإخوة كرامازوف” بالجامعة، قال له صديقه إنه لن يجد الممثل الذي يبحث عنه لمسرحيته الكوميدية الجديدة في هذا العرض الجاد ليرد عليه المهندس قائلًا: “لن نخسر شيئًا” وبالفعل حضر العرض وخرج بالضيف أحمد ليضعه على بداية طريقه الفني القصير ويقدم عدة مشاهد بالمسرحية والفيلم والتي ظل المشاهدون يرددون حوارها حتى الآن خاصة في مشاهده مع النمساوي إمبراطور الليل، وجملتهما الشهيرة خلال الأحداث “أنا مين ياض؟”
انت إزاي وستين إزاي؟!
“أنا ليه.. أنا إزاي.. أنا إمتى؟”.. بمشهد عابر وكلمات مبعثرة غير متناسقة ربما يغلب عليها الطابع الفلسفي، ظهر الضيف أحمد في واحد من أشهر المشاهد الكوميدية بفيلم “عروس النيل” مع الفنان رشدي أباظة، حيث جسد دور أحد “المجانين” الموجودين بمستشفى الأمراض العقلية موجهًا هذا السؤال الذي لم يعرف أحد إجابة له حتى الآن لكنه من الناحية الفلسفية يراه البعض أنه عبّر عن حياة الفنان القصيرة.. “أنا ليه.. أنا إزاي.. أنا إمتى؟”.
يا أم ملاية لف
بصمات الضيف أحمد في السينما بعيدًا عن فرقة ثلاثي أضواء المسرح، لم تقتصر على التمثيل فقط، لكنها شملت التأليف والإخراج أيضًا، سواء له وفرقته أو لغيره، حيث قام بتأليف واحد من أهم الأفلام الكوميدية التي لعب بطولتها مكتشفه وأستاذه الفنان فؤاد المهندس بجانب كل من الفنان عبد المنعم مدبولي وشويكار، وهو فيلم “ربع دستة أشرار”، الذي خرجت منه عدد من الإفيهات والأغنيات التي ظلت في أذهان الجمهور حتى الآن، ككلمة السر بين الصديقين شحاتة وحتحوت “الطشط قال لي الطشت قال لي.. أوفر”، وأغنية يا أم ملاية لف.
الدنجوان
رغم ظهوره مع الثلاثي في الفيلم الذي اعتبره السينمائيون وقتها من “أفشل” أفلام السينما المصرية وهو “الزواج على الطريقة الحديثة”، لكنه فيما بعد اتضح أنه من أجمل الأفلام في ذاكرة المشاهدين؛ إلا أن دوره –الضيف- كان مميزًا عن باقي أدوار زملاء فرقته، فبدلًا من أن يقدم دور الصديق لبطلي الفيلم، سعاد حسني وحسن يوسف فقط، والعضو المكمل للثلاثي، جسد دور عتريس “غريم” حسن يوسف ومنافسه الذي أحب نهى ويحاول في النصف الأول من الفيلم الفوز بقلبها وذلك من خلال مواقف كوميدية متتالية.
محمدين
مشهد صغير أداه الضيف أحمد في فيلم “مراتي مدير عام” مع الفنانة شادية والفنان صلاح ذو الفقار، حيث جسد دور محمدين عامل الفندق “المستغرب”، ورغم أن المشهد لم يحتوِ على حوار كوميدي، بل كان استغراب “الضيف” وتوجيهه 3 أسئلة لـ حسين “إيه.. فين.. كام؟” هم أساس الكوميديا بالمشهد.
أكل العيش يحب إيه؟… الخفيّة
مشهد آخر ترك من خلاله صاحب المشوار القصير علامة لدى متابعيه، من خلال جملة كررها أكثر من مرة في فيلم “الحياة حلوة” عندما قدم شخصية السمسار “أجلاسيه” الذي “يستلقط الزبون” من الشوارع أو الكورنيش في إسكندرية ليدله على أحد الفنادق المميزة (لوكاندة المندرة) ويأخذ مكافأته أو “المعلوم”، فيقدم نصائحه للعاملين بالفندق بأن “أكل العيش حب الخفيّة”.
الستات والحجوزات وأصحاب الديونات
قدم دور الخادم الوفي “عثمان” في فيلم “مطلوب زوجة فورًا” مع الفنان فريد شوقي والفنان محمود المليجي، والذي لا يفعل شيء لنفسه بل يفكر دائمًا في إخراج حلمي بك الدونجوان من مشكلاته بعدما أضاع ثروته فى أحد السباقات وبدأ الدائنون يطالبون بأموالهم، فكان الدعاء الذي يدعو به عثمان دائمًا لسيده حلمي بك هو “يا رب ابعد عننا 3 حاجات.. الستات والحجوزات وأصحاب الديونات”
https://www.youtube.com/watch?v=oGPLVHBvvF0
لم تكن تلك فقط الأعمال التي تألق من خلالها الضيف أحمد بدون صديقيه سمير غانم وجورج سيدهم، بل شارك أيضًا بمشاهد صغيرة في عدد من الأفلام مثل “هاربات من الحب” و”شقة الطلبة” و”رجل وامرأتان” و”هي والرجال” و”الجبل” و”زقاق المدق”.