قرر المذيع طونى خليفة أن يضرب «كرسى فى الكلوب»، ويفضح برنامج رامز الجديد، البرنامج مفروض لنيشان، فيسافر الضيف إلى «أبوظبى» مطمئناً أنه ليس مقلباً، وهو فى طريقه للتسجيل فى أحد استوديوهات «دبى» يكتشف أن العربة التى تنقله تضل الطريق إلى الصحراء، وتنغرز فى رمال متحركة، ويبدأ فى الصراخ، «وإذ فجأتن» تظهر سحلية ضخمة الحجم فيزداد معدل الصراخ، و«إذ فجأتن» كلاكيت تانى مرة، ينزع رامز «الماسك» لنرى أنه السحلية المرعبة، وتناله الشتائم، بعضها يصل إلى أبيه وأمه، وفى الحدود الدنيا يتلقى صفعات أو بصقات، تذكرك بالتى وجهتها له الراقصة بوسى قبل نحو عامين، أو ركلات كتلك التى رشقتها له هيفاء وهبى بإحكام قبل بضع سنوات فى المؤخرة، وتتحول مثل هذه اللقطات إلى دعاية مجانية للحلقات.. الجديد هذا العام أن نيشان سيتقاسم الشتائم مع رامز، أقصد كان، طبعا قبل أن يفضحه طونى.
من حقك أن تعتبر طونى بطلاً يكشف لعبة طرفها نيشان، ولكن تمهل قليلا، ألا يمكن أن يصبح هذا أيضا مقلبا داخل مقلب، على طريقة الأفلام السينمائية، عندما تشاهد فيلماً داخل فيلم، والحكاية متفق عليها بين الجميع لصناعة دعاية للحلقات، لقد بدأت بروموهات المسلسلات قبل أكثر من أسبوع، فلماذا لا تبدأ أيضا البرامج فى مسايرة الموضة وبطريقة مبتكرة، لا شىء مستبعد، يقينى بعد كل هذه السنوات أن الفنان الذى يتلقى المقلب يشارك فى التمثيل علينا، لأنه لا يحصل على مستحقاته كاملة إلا بعد التوقيع بالموافقة على العرض.
قد تتغير وسائل اصطياد الزبائن، ولكن الثابت هو رامز، هل من الممكن أن نرى إنسانا يتلقى كل هذا القسط من العذاب الشخصى والبدنى، علناً وعلى رؤوس الأشهاد 30 يوما فى الشهر الكريم، ويصبح فى النهاية من الأسوياء؟ «المازوخية» من أمراض الاضطراب النفسى، حيث تصل ذروة السعادة بالشخص المريض عندما يتحمل بتلذذ أقصى درجات الألم الجسدى والنفسى، بينما من يمارس العنف فى تلك المعادلة هو «السادى».
مثل تلك العلاقات حتى بدرجاتها المتقدمة تمارس فى السر، ولكن ما نشاهده وهو التلذذ بالتعذيب العلنى، حتى لو كان مقابل أجر بملايين الدولارات، هل هى مازوخية مستعصية أصابت رامز، فما توصيف هذا المرض؟، وهو سؤال مؤكد لن أجد إجابته إلا عند د.أحمد عكاشة، أو د.يحيى الرخاوى.
ثم المتفرج الذى يتواطأ بالتصديق؟ ما هو تعريفه العلمى؟ فى أحيان عديدة أشك أننا طرفٌ فى اللعبة، نتواطأ ونكذب على أنفسنا لأننا، لا شعوريا، نريد أن نرى الفنان الذى يصدر لنا جرعات الحنية والرومانسية والأدب الجم على الشاشة وهو يشتم بأفظع وأحط الألفاظ والحركات، لن يمنع فضح طونى خليفة من أن نرى بعد نحو 40 يوما برنامج «رامز والسحلية المرعبة»، لم تكن المرة الأولى التى يستعين فيها رامز بفنان أو مقدم برامج ليصبح حلقة الوصل بالضيوف، فعلها قبل بضع سنوات مع عزت أبوعوف، بالتأكيد لم يقدم عزت ومن بعده نيشان كل ذلك من أجل الله والوطن والإنسانية، ولكن مقابل أجر على حسب قيمة وعدد الرؤوس التى يحضرها للبرنامج «أبوقرش» مش زى «أبوقرشين».
ويبقى السؤال: هل اختفاء برنامج رامز من الخريطة الرمضانية يعتبر من الكبائر؟ يبدو فعلاً والله أعلم أن عدم عرضه يُعد من المبطلات الشرعية للصيام!!