قرأت الانتقادات التي وجهت للكليب الدعائي “مصر قريبة” قبل أن أشاهده،وبعد مشاهدته وجدت أن معظم الانتقادات التي وجهت إليه هي في الحقيقة “مميزات” تحسب له لا عليه.
أولاً: لماذا يرتدي السائح بطل الكليب الزي الخليجي وهذا يجعل الكليب مقتصراً على السياحة الخليجية دون غيرها، وتفسير ذلك غاية في الوضوح حيث أن الكليب أساساً موجه لتنشيط السياحة الخليجية فمن الطبيعي أن يرتدي السائح اللبس الخليجي، بالإضافة إلى أن السياحة الغربية لا تنشط بالكليبات بل تحتاج إلى عروض ترويجية وضمانات تأمينية واتفاقات دولية وغيرها.
ثانياً: انتقد البعض فكرة اختصار المعالم السياحية المصرية في القاهرة وفي بعض الأماكن تحديداً،وهذا ليس تقصيراً في الحقيقة إنما هو واقع حيث أن السائح الخليجي يهتم بتلك الأماكن على وجه الخصوص بالإضافة إلى المدن الساحلية وشرم الشيخ، ولا يهتم بالمزارات الأثرية الفرعونية كالسائح الغربي.
ثالثاً: ومن بعض الانتقادات “الحنبلية” انتقاد جواز السفر الذي ظهر بالكليب أنه جواز سفر مصري!
ورداً على هذا الانتقاد أتساءل، ألم يخطر ببالك أيها الناقد الحنبلي شديد الملاحظة أن ذلك ربما يكون مقصوداً من مخرج العمل للدلالة على أن السائح بمجرد دخوله مصر يصبح “مصرياً”!!
رابعاً: ومن الغريب أن ينتقد البعض ما جاء بالكليب من أشكال البهجة والفرح والسهر والسمر والضحك وهي المكون الفريد والخاص الذي يميز الطبيعة المصرية والتي قد لا يجدها السائح الخليجي في أي مكان آخر بالعالم خاصة في بلاده “شديدة التحفظ”!
خامساً: لم أفهم علاقة أن أدوار العنف والبلطجة التي يقوم بها بعض الفنانين قد تؤثر على محبة المواطن الخليجي للفنانين المصريين وتراجع السياحة، فلو نظرنا إلى معظم إن لم يكن كل الدراما الخليجية سنجد أنها قائمة على التفكك الأسري والإدمان، ولم يمنعنا ذلك من العمل في بلادهم ولم يمنع السياحة هناك ..”إن وجدت”!
بالإضافة إلى أن المواطن الخليجي يعشق الفن والفنانين المصريين ويعلم جيداً أن تلك الأفلام تمثل واقع شريحة معينة من المجتمع المصري وليس المجتمع بأكمله.
سادساً: انتقاد الكليب في أنه لا يمثل واقعاً حقيقياً من حيث الترتيب والنظافة والنظام في الأماكن التي تم التصوير فيها، هو في رأيي نقد غير بناء فالكليب ليس موجهاً فقط للسائح بل للمسؤول عن السياحة أيضاً حيث يمثل الكليب “آيدول” أو مثالاً لما يجب أن تكون عليه تلك الأماكن أمام السائح وفي استقباله، ويحاسب المسؤول إن خرج الأمر أقل من ذلك.
سابعاً: البعض يصرخ الكليب مهانة واستهانة واستجداء وتسول، وينسى أو يتناسى أن هذا الكليب على هامش مؤتمر اقتصادي كبير مزمع عقده في مارس المقبل وسيفتح أبواب مصر للاستثمار الخارجي .. وليس التسول!
ثامناً: وعلى سبيل القلش قال أحد النقاد هل سيرى السائح حقاً هذا العدد من الفنانين في كل مكان يذهب إليه؟! ويجيبه الكليب .. “في مصر كل الوشوش تعرفها”!
تاسعاً: بائعة الورد بالكليب كانت العنصر الأكثر انتقاداً وهجوماً ولن أجادل في ذلك فهي لقطة غير موفقة، لكن ما يميز الأمر أننا اكتشفنا جمهوراً من النقاد “العور” أي الذين ينتقدون بعين واحدة فقط ولا يرون إلا نقطة سوداء في بحر واسع.
عاشراً: وأخيراً سألني أحدهم بصوت الفنان عادل إمام “رقص ورقصنا، غُنى وغنينا، كليب وعملنا .. أين هي السياحة”؟!!
وأجبت سؤاله بسؤال “ماذا تفعل رشة الملح هذه في “حلة” الطبيخ تلك”؟!! فبُهت الذي سأل!
وأضفت أنا للتوضيح أن هذا الكليب رمز جميل لمصر التي نسعى أن تكون، وما العيب في أن نسعى ويسعى كلٌ في مكانه وكلٌ على قدره ومقدرته!!
مينا فريد: مصر البعيدة التي ظهرت في مصر قريبة
قائمة المطربين و الممثلين في أوبريت “مصر قريبة”
كواليس اعتذار السيسي لموزة: وصفها بالأخت وتميم وصف مصر بأرض الكنانة
هل يخاطب جمال مبارك المصريين قريبًا؟