فارق كبير جدا بين حكم كرة يخطىء فى قرار أو عقوبة وحكم يسقط أخلاقيا فيتنازل طائعا عن شرفه ونزاهته .. وهناك حكام كثيرون أخطأوا واحتسبوا قرارات غير صحيحة أو لم يحتسبوا قرارات وعقوبات كانت واجبة ولازمة .. ليس على المستوى المحلى فقط إنما هناك أيضا فى أوروبا والعالم كله .. وعلى سبيل المثال شاهد الكثيرون أخطاء تحكيمية واضحة وفادحة فى دورى الأبطال الأوروبى كان من نتيجتها خروج بايرن ميونيخ من البطولة نتيجة أهداف غير صحيحة احتسبها حكم المباراة لمصلحة ريال مدريد .
وأخطاء أخرى فى مباريات أخرى تحدث عنها الجميع هناك وانتقدوها مثلما تقع الأخطاء الكثيرة هنا ويتحدث عنها الجميع أيضا ويضيقون بها ويصرخون منها .. أخطاء استفاد وتضرر منها الأهلى والزمالك والمصرى والإسماعيلى والاتحد وطنطا والشرقية وأسوان وكل الأندية بلا استثناء .. ويحتفظ جمهور كل ناد بقائمة طويلة للأخطاء التحكيمية التى دفع ثمنها ناديهم وخسر بسببها الكثير بينما تملك جماهير الأندية المنافسة قائمة أخرى بكل الأخطاء التحكيمية التى استفاد منها هذا النادى فى المقابل .
أخطاء ربما يكون سببها الإرهاق أو ضغوط وتوتر وانفعال وعدم تركيز أو ضعف لياقة نفسية وبدنية أو عدم تعاون وتناغم بين الطاقم التحكيمى فى الملعب .. لكن الناقد الكبير محمود معروف خرج علينا منذ ثلاثة أيام على شاشة دريم مع وائل الإبراشى ومرتضى منصور رئيس نادى الزمالك ليؤكد صارخا ومنفعلا بأن هناك خمسة حكام يتقاضون مرتبات شهرية وأموالا طائلة للتآمر الدائم ضد الزمالك وحرمانه من حقوقه .. وهو حديث يختلف تماما عن أى حديث آخر بشأن التحكيم وتجاوزاته وأخطائه .. فما قاله محمود معروف لا علاقة له بحكم احتسب أو لم يحتسب ضربة جزاء وأى أخطاء فى الملعب .. إنما قال الصحفى الكبير والشهير أن هناك جريمة أخلاقية وأن هناك حكاما يعرفهم معروف وذكر عددهم يقبضون المال من أجل حرمان الزمالك من حقوقه وانتصاراته .
والمشكلة أن هناك من سار وراء معروف اقتناعا بكلامه أو اقتناعا بأنه لابد أن تكون هناك مؤامرة ما .. المشكلة الأكبر أن معروف فى غمرة انفعاله لم ينتبه إلى أنه أهان كل حكام مصر وفتح باب الظنون فى الماضى والحاضر والمستقبل وأن أى خطأ تحكيمى ضد الزمالك سيتم تفسيره بأنه ليس مجرد خطأ إنما جريمة مدفوعة الثمن .. وهناك مشكلة إضافية تتعلق بما قال معروف أنه يعرفه ويملك الدليل عليه لكنه كان ساكتا فى انتظار أزمة تفجرها مباراة الزمالك ومصر المقاصة .. مع أن الذى يرى الفساد والأخطاء والخطايا لابد أن يتحدث عنها دونما تمهل وانتظار وسكوت حتى يشتعل حريق أو تنفجر أزمة .. ثم أن معروف لم يقل من الذى يدفع لهؤلاء الحكام .. أما المشكلة الأخيرة فهى تخص الحكام أنفسهم الذين لم نسمع لهم صوتا يحتج ويعترض ويرفض هذا الاتهام الجماعى غير المحدد .. كأن اتحاد الكرة ومجلس إدارته أو لجنة الحكام ورئيسها وأعضاؤها يوافقون ضمنيا على اتهام معروف الذى لم يتهم الحكام فقط إنما اتهم بعض أعضاء بمجلس إدارة أيضا بالرشوة والفجور والسقوط الكروى والأخلاقى