1. هل خطأ قديم لمذيعة شابة يستحق إحالتها للتحقيق بعد أقل من أسبوعين على انطلاق برنامجها الجديد؟
2. من يتحمل الوزر الأكبر هنا المذيعة أم القناة التي تعاقدت معها؟
3. متى يجب ان تستجيب إدارات القنوات لضغط الجمهور ومتى يجب ان تقابل هذا الضغط بالتجاهل؟
4. لماذا يرى المشاهير السوشيال ميديا بعين واحدة، عين ترى فيس بوك وتويتر وانستغرام نافذة يطلوا من خلالها على الملايين، فيما لو العين الآخرى مفتوحة سترى أن نفس المواقع قد تتحول إلى “بالوعة” يسقطون فيها دون سابق إنذار.
تلك هي الأسئلة الرئيسة التي تخص قضية الإعلامية رنا هويدي مقدمة برنامج “حديث المساء” على MBC مصر أو التي كانت تقدم هذا البرنامج حتى نهاية الأسبوع قبل الماضي.
قبل الإجابة على الأسئلة الأربع للخروج بالدروس المستفادة من أزمة رنا هويدي.. نلخص الأزمة نفسها للقارئ المصري الذي لم يتابعها كونها بدأت بالأساس بين الجمهور السعودي.
رنا هويدي مذيعة شابة وواعدة اختارتها إدارة MBC مصر لتقديم برنامج جديد هو “حديث المساء” (للمزيد من التفاصيل عنه اضغط هنا). بعض متابعي القناة السعوديين على تويتر أعادوا للواجهة تغريدات عنيفة كتبتها هويدي منذ 3 سنوات ضد المملكة العربية السعودية وتساءلوا – عبر هاشتاج شهد تفاعلا كبيرا – كيف تعمل في قناة سعودية من “شتمت” المملكة بتلك الألفاظ وبهذه الحدة وكيف تقبل القناة ذلك، كان القرار المتوقع والمنطقي وقفها عن العمل وإحالتها للتحقيق، وغير معروف ما إذا كانت ستعود مرة أخرى للشاشة أم انتهت تجربتها مع MBC مصر قبل أن تكمل شهرها الأول.
نرشح لك: نصيحة علي حميدة التي لم تصل لداليا البحيري
1. لا يوجد في العمل العام خطأ قديم وخطأ جديد، يوجد خطأ لم ينتبه له أحد أو قرر الجمهور أن يتغاضى عنه، كما أن أخطر ما فرضته علينا مواقع التواصل الاجتماعي ليس حُمى اللايك والشير والتعليقات، وإنما الـ “برينت سكرين” الذي يجعل كل حرف ينشره أحدهم على فيس بوك أو تويتر من الصعب التهرب منه بالحذف أو ادعاء اختراق الحساب وغير ذلك من حجج باتت واهية بعدما أصبح ملايين المتابعين خبراء في السوشيال ميديا وقادرين على تفنيد كل المبررات والردود.
2. لا يمكن أن تطلب من أي قناة أو شركة أو جهة ما أن تبحث في أرشيف تعليقات من تتعاقد معهم، لأن الالتزام بمضمون معين عبر مواقع التواصل الاجتماعي يبدأ من التعاقد وليس قبله خصوصا لو كان التعاقد مع شخصية ليس لها باع في إثارة الجدل على مواقع التواصل، عندما كتبت رنا هويدي تغريداتها المسيئة –حقا- للسعودية لم تكن تعلم بالتأكيد أنها ستتعاقد مع قناة تنتمي للمجتمع الذي وجهت له الإهانات، وإذا كان المثل الشائع يقول “إذا كنت كذوبا فكن ذكورا” أن تذكر كذباتك القديمة حتى تتفادى الوقوع في التناقض، فيمكن أن نطور المثل نفسه ليصبح “إذا كنت شتوما فكن ذكورا” ، لا تشتم النادي المنافس لناديك لعلك تعمل مع مشجع متحمس له لاحقا، لا تهاجم فنانا أو مسئولا بألفاظ حادة قد تجري معه حوارا في يوم من الأيام وسيظنك منحازا ضده ولن يتعامل مع التغريدة باعتبارها كلمات خرجت في لحظة غضب أو تهور، لا تهاجم دولة بأكملها وبتعبيرات قاسية أيا كانت دوافعك حتى لا يجبرك الـ “برينت سكرين” على مغادرة كرسي المذيع بهذه السرعة.
3. القنوات تعمل من أجل الجمهور، المعلنون يدفعون للقنوات ملايين الجنيهات لتصل إعلاناتهم للجمهور، الجمهور هو الأساس حتى لو كانت قنوات أخرى توجه رسالتها لفئات معينة منه فهذا أمر مؤقت وعرضي، بالتالي من حق الجمهور أن يغضب وواجب على القناة أن تستجيب، قرار MBC هنا كان متوقعا ومطلوبا ولا يحتاج حتى للدفاع عنه أو تبريره، أما متى لا تستجيب القناة فعندما يكون الغاضبون فئة تريد أن ترى نفسها فقط على الشاشة، فئة تسير وراء حملات ممنهجة يقف وراءها أشخاص لهم مآرب أخرى وهو ما لم يتحقق في مسألة رنا هويدي، الإعلامية الشابة فعلا استخدمت تعبيرات لو كانت وجهتها ضد مصر أو الأردن أو أي دولة أخرى كانت شعوب تلك الدول ستغضب وتطالب باتخاذ قرار أو تنصرف عن متابعة المحطة.
4. مواقع التواصل نافذة واسعة و”بالوعة” أوسع لمن لا ينتبه لموطئ قدميه، من المفترض أن يكون الشخص المعروف قدوة للجمهور، يحسن اختيار ألفاظه ومفرداته وتوقيت التعليق ولا يسعد بالتفاعل الحماسي معه من متابعين لن ينفعوه وقت الجد، رنا هويدي مذيعة مستواها جيد وهو أمر يحسب لمن اختارها وأتمنى أن تعود قريبا للشاشة بعد أن تكون قد استوعبت الدرس، لكن الأمنية الأكبر أن يدرك من يظهرون على الشاشات أن 6 سنوات من دروس التعاطي مع مواقع التواصل تكفي لعدم تكرار الأخطاء، وأن “البالوعة” لا ترحم من يسقط فيها ولا يسبقها أبدا أبدا أبدا أي لافتات تحذير.
نرشح لك.. محمد عبد الرحمن يكتب: منتخب مصر الكوميدي