محمد أبومندور: حلوة وكدابة... الإعلانات

جوه البيت… بره البيت شوف الإعلانات.. تطاردك الإعلانات في كل أوجه الحياة من إعلانات في التليفزيون، الإذاعة، الصحف، إعلانات الشوارع على اختلاف أحجامها وأماكنها إلى أن تدخل في أحلامك – إياك أن تنكر فهذا يحدث بالفعل. حتى إذاعة القرآن الكريم أصابتها لعنة الإعلانات في الفواصل بين البرامج.

حلوة وكدابة كان ذلك تعريف أحدهم لللإعلانات في السابق، أما الآن فقد يتغير التعريف، وتفتقد صفحة الحلاوة وتزداد في الكذب حتى مرحلة الإفك. وهي مرحلة ما بعد الكذب (كمرحلة ما بعد الحداثة في الشعر)، ويبقى المعلن في الحالتين هو الآمل في أن يكون المستفيد الوحيد ولكن هذا لا يحدث لأن المستفيد الأول هم أصحاب الوسيلة الإعلانية المستخدمة ويأتي خلفهم صف طويل يقف صاحب المنتج المعلن عنه في آخره.

لا أهتم بكم ينفق في هذا السوق من أموال ولا يهمني اقتصاديات هذا السوق، لكن ما يؤرق بالفعل هو المحتوى والأفكار بهذه الإعلانات التي تطل علينا في كل مكان وفي أي وقت ويسهل القناعة بأفكار غريبة في شكل يبدو طريفاً. قد يقول البعض أن المعلن من حقه أن يفعل كل ما يستطيع لإقناعك بسلعته ومع اتساع السوق تجد من يعمل قرد أو يسخر عفريت (يحدث بالفعل في اعلانات واسعة الانتشار) ويستخدمه كشخصية أساسية في الاعلان للوصول لقناعة المستهلك. هناك من استغل أغاني وطنية لعمل إعلان عن كيك باستخدام لحن أغنية “وطني حبيبي الوطن الأكبر” وتغيير كلمات الأغنية. وآخر يقنعك بأن من يأكل هذا النوع من البطاطس المقلية يصبح انساناً محقاُ ولا يقول إلا الحق!.

أما إعلانات المؤسسات الخيرية والتي تسهب في نغمة تقطيع القلوب ومن ورائها الجيوب فحدث ولا حرج، إلى ان تجد اعلان مؤسسة لعلاج السرطان في الصعيد يستخدم ممثل متقن لدوره المريض بالسرطان ويبدو عليه الإرهاق من السفر من وإلى الصعيد من أجل العلاج، هو نفس الممثل الذي استعين به في اعلان شركة اتصالات وهو يبحث عن رصيد لاستخدام الانترنت بواسطة عفريت.

وهناك من يعلن عن سلعة بمميزات لا وجود لها فمثلاً هذه حبات (حلوى) بونبون يقدمها الاعلان بأنها تمنح قدرات هائلة من الخيال ومشروب يمنح الذكورة وآخر يشعرك بالسعادة أو النشاط، مما يجعلنا نسأل صاحب فكرة الإعلان هل هذه إعلانات عن مواد مخدرة؟. وإعلانات عن مشاريع عقارية بأشكال مبهرة لكنها لا تمثل الحقيقة، فلا هي في الوقع بهذا الجمال او الاتساع وبعضها غير موجود في أرض الواقع، وتكرار بث الإعلان بشكل متكرر يشي بميزانية دعاية محملة على سعر العقارات مما يرفع اسعارها بشكل مبالغ فيه.

ويبلغ سعار الجري وراء الإعلانات مداه في البرامج الرياضية والطبية فتجد أن قبل بدء البرنامج وبعد انتهائه وخلال فقراته وأثناء بثه إعلانات، خلف المذيع وأمامه بالإضافة لذكره مرات عديدة في أثناء الحوار العادي، خصوصاً عندما يكون البرنامج برعاية شركة او شركات متعددة، فيصبح ما تشاهده هو جرعة اعلانات مكثفة يتخللها دقائق يسمونها برنامج.

عزيزي القارئ، اشكرك على وقتك الذي افردته لقراءة هذا المقال وعلى فكرة هذا المقال برعاية موقع إعلام.اورج

اقرأ أيضًا:

محمد أبو مندور: إعلام مؤيد أم معارض

محمد أبو مندور: (طرق مصر).. يرصد، يعرض، يسخر، ويُبكي

محمد أبو مندور: أسمع كلامك أصدقك، وأسمع برامجك استغرب!

محمد أبومندور: ليت قومي يقرأون

تابعونا على تويتر من هنا 

تابعونا على فيسبوك من هنا