فاتن الوكيل
“ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع”، بهذا الشعار نادى آلاف العمال في أمريكا بحقوقهم في توفير ظروف إنسانية لبيئة العمل، ودفعوا من أجل يوم 1 مايو الذي نحتفل به كل عام، كعيد للعمال، عشرات القتلى والجرحى والمعتقلين حتى تم انتزاع هذا الحق.
أما في مصر فلهذا العيد “زمن” خاص، عندما كانت يد العامل التي تبني، تُساعد يد الجندي الذي يرفع السلاح، حيث نجد للاحتفال بعيد العمال في مصر وخاصة في الحقبة الناصرية، طعما خاصا، واتساقا مع النهج الذي كانت تسير عليه الدولة وقتها.
ومن خلال موقع “ذاكرة مصر المعاصرة”، نجد عشرات الصور لخطب الرؤساء والزعماء في هذا اليوم، من بينهم فيديوهات نادرة للزعيم جمال عبد الناصر، في هذا اليوم، مرة يخطب في عمال المحلة، ومرة أخرى يتم الاحتفال به لأول مرة بعد الوحدة مع الجمهورية العربية السورية.
مؤتمر كبير عُقد في ميدان الجمهورية، حضره كمال الدين رفعت، وزير العمل في ذلك الوقت. لم يحضر إلى المؤتمر عمال من مصر فقط، لكن مصر قبلة العروبة، جمعت في ذلك اليوم آلاف العمال من الدول العربية، للاحتفال معها، بل والعديد من العمال من إفريقيا وآسيا أيضا.
كلمات لممثلي العمال من لبنان والأردن والكونغو، ألقيت على الحضور بمناسبة هذا العيد، كما عددوا الامتيازات التي حصلوا عليها بكفاحهم العمالي مثل الحصول على يوم للراحة والعطلة وتحديد ساعات العمل والمشاركة في الأرباح وعضوية مجلس الإدارة.
بقطار خاص، توجه “ناصر” إلى مدينة المحلة الكبرى، للاحتفال مع عمالها بعيدهم، عام 1966، حيث احتشدت الجماهير ليس فقط في المحلة فقط، و لكن في جميع المحطات التي مر عليها القطار.
توجه عبد الناصر بعد ذلك إلى ميدان المحطة وسار في شوارع المحلة وسط آلاف العمال والأهالي، حتى وصل الركب إلى مصنع النصر للتجهيز والصباغة، وزار ناصر المصنع الذي كان يمد عشر مصانع نسيج أخرى بمواده. ثم زار مقر شركة الغزل والنسيج، وشاهد إنتاج مصنع الغزل الذي كان يُصدر بأكمله إلى الخارج.
في المساء حضر عبد الناصر المؤتمر الشعبي الذي نظمه الاتحاد الاشتراكي، ولم يقتصر خطاب ناصر على تهنئة العمال، لكنه وجه كلمات سياسية حادة للسعودية بسبب موقفها من الثورة اليمنية، كما هددها في حال تحركها لتوجيه ضربات إلى اليمن.
<
آخر عيد عمال في حياة الزعيم، احتفل به عبد الناصر في المنطقة الصناعية الكبرى، بشبرا الخيمة عام 1970، التي كانت تعتبر قلعة للصناعة في ذلك الوقت.
قال ناصر في كلمته إنه قصد حضور عيد العمال في المنطقة الصناعية بشبرا الخيمة، التي تضم أيضا منطقة أبو زعبل التي شهدت مجزرة صهيونية في حق عمال مصنع أبو زعبل الذي كانت تملكه الشركة الأهلية للصناعات المعدنية، واستشهد به 70 عاملا، في 12 فبراير 1970.
علق ناصر على المجزرة قائلا : “نحن نبني طاقة الحياة والأمل والحرية والعدو يُفجر القوى المدمرة للقتل والحريق والخراب”.
لقطات عقب قصف مصنع أبو زعبل في فبراير 1970