أوضح “الورداني” خلال استضافته في حلقة مساء الاثنين، من برنامج “آخر النهار”، مع الإعلامي خيري رمضان، أن الفكرة بدأت في منتصف العام الماضي في محافظات الصعيد وتحديدًا الأقصر، سعيًا للتقارب مع الناس في تلك المحافظات، ثم توالت بقيتها إلى أن امتدت إلى أسوان والبحر الأحمر، من ثم الوجه البحري، والقاهرة والإسكندرية.
أضاف أنهم وصلوا إلى 1800 مقهى ثقافي في 21 منطقة، بحيث يتم التنسيق مع صاحب المقهى في البداية، ومنهم من يرحب بالفكرة، ومنهم من عارضها بشدة، لافتًا لاندهاش الكثيرين من نزول وعاظ من الأزهر بزيهم المميز والجلوس على مقهى، ومناقشة الموجودين، في أمورهم الحياتية، موضحًا أن هذا ليس درس ديني بمعناه المعروف.
أضاف المنسق الإعلامي، أن هناك العديد من الأفكار التي نفذها مجمع البحوث في الفترة الأخيرة، للوصول لمختلف الفئات، ونشر الفكر الوسطي للإسلام، ومنهج الأزهر، الذي يتعطش إليه الأغلبية، ومن هذه الوسائل عمل لجان الفتوى في مختلف المحافظات، بالإضافة إلى لجنة الفتوى الأساسية في الأزهر، وكذلك اللجان الإلكترونية للفتوى التي تستقبل الفتاوى، على مدار 24 ساعة، ويتم الرد عليها، وأيضًا قوافل الدعوة التي تجوب مختلف المحافظات لنشر الفكر الوسطي ويعقد من خلالها لقاءات في المدارس، وأخرى مع السيدات، مؤكدًا على ذهابهم إلى الشباب في مراكزهم، مضيفًا أن الأمر وصل إلى أنهم نزلوا إلى الملعب معهم، ليحدثوهم عن أهمية الرياضة في التقرب إلى الله، وكذلك في بعض مصانع العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر، موضحًا أنهم بدءوا في استهدافهم من خلال مداخلهم التي يفضلونها.
أردف أن مجمع البحوث يترجم مجلات الفكر الداعشي للرد عليها، ونشر هذه الردود على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالأزهر، لمواجهة فكرهم التطرفي.
في نفس السياق أكد بعض الوعاظ المشتركين في هذه المبادرة على سعادتهم بها، مشيرين إلى أنها تأخرت، موضحين أن في بداياتها كان بعض أصحاب المقاهي متخوفين من دخولهم إلى المقهى، إلا أنهم نجحوا في كسر هذا الحاجز، لدرجة أنهم حددوا لكل واعظ في البداية، 4 دقائق للحديث فقط، أي لا تزيد المدة الكلية عن نصف ساعة، إلا أنهم وجدوها تمتد تلقائيًا لأكثر من ثلاث ساعات، لكثرة الأسئلة والنقاشات التي تدور أغلبها حول المشاكل الاجتماعية، خاصة الأسرية، وعلاقة الرجل وزوجته، والبطالة، والتغلب عليها، والإدمان على الإنترنت، والصوم.
ألمح الوعاظ إلى أنهم وجدوا الناس متعطشين للفكر الأزهري الوسطي، لافتين لتغير نظرتهم وفكرتهم الثابتة عن الرجل المتدين، بأنه عبوس الوجه، عن طريق رؤيتهم لشباب في سنهم بزيهم الأزهري، ويتحدثون معهم ليسمعوهم لا ليلقوا عليهم خطبة، بل ينتظرون للإجابة على أسئلتهم.
أردف الوعاظ أن كذلك كانت فكرة القوافل الدينية التي تجوب مختلف المحافظات لكي يصل الفكر الأزهري الوسطي للجميع في مواجهة الفكر المتطرف، والتي توجهت إلى محافظات نائية كحلايب وشلاتين، وجنوب سيناء، وغيرها.
في سياق متصل أشار الوعاظ إلى أنه تم توقيع بروتوكول للتعاون بين الأزهر ومديرية الشباب والرياضة في محافظة الجيزة، تم تطبيقه في 8 مراكز فيها لإجراء حوار بين الشباب ورجال الوعظ استمر لمدة شهرين.
يذاع برنامج “آخر النهار” يوميا في تمام الساعة الثامنة مساءً، على فضائية “النهار”، ويقدمه الإعلاميون خيري رمضان، وخالد صلاح، وجابر القرموطي، ومحمد الدسوقي رشدي.