إذا كنت قد فقدت القدرة على التفاؤل، أو لم تعد تستطيع النظر إلى الأمور من زواياها الإيجابية، فلا تكمل قراءة هذا المقال، فهو للمتفائلين فقط، وخاصة الشباب الإيجابي، ممن أبهجني التواجد بين المئات منهم أول أمس، بقاعة النهر في ساقية الصاوي، المناسبة كانت (Sign Up – إزاي؟!)، مشروع تخرج دفعة هذا العام من كلية الإعلام جامعة القاهرة، والذي رفع شعار (بينما أنت بـchat أحدهم بيآخد كورسات)، حيث يقوم المشروع على تعظيم مفهوم التعلم الذاتي عبر شبكة المعلومات الدولية الإنترنت، من خلال مواقع إلكترونية توفر محتويات علمية من جامعات عالمية كبرى، وبحيث يمكن التواصل معها في أي وقت، ومن أي مكان.
وبالإضافة إلى التعلم الذاتي عن طريق مشاهدة المواد الفيلمية المصورة على موقع يوتيوب، وغير هذا وذاك العديد من الطرق الحديثة، والتي ينشرها المشروع من خلال صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي Facebook، استضاف الحدث عدداً من الشخصيات العامة، متحدثين عن تجاربهم الشخصية في التفاعل مع الإنترنت في مجالات أعمالهم، وكيف أثر هذا إيجابياً على نجاحهم، بعد إشباع الدافع داخلهم نحو اكتساب معارف جديدة في مجال ما، وتنمية مهاراتهم الشخصية عن طريق التعلم الذاتي عبر شبكة الإنترنت، ومن هؤلاء المتميزين أندرو أشرف الشهير باسم سفير الشغل على مواقع التواصل الاجتماعي، ومصطفى حبيب مصمم المحتوى التعليمي أونلاين، وغيرهم من ذوي الصلة بمضمون المشروع.
فريق العمل يتحدثون عن مشروع تخرجهم بحماس، ويعملون عليه بشغف، مؤكدين سعيهم بإصرار نحو تقديم محتويات جادة وهادفة، تحقق الاستفادة لأكبر عدد من الناس، خاصة وأن التعلم الذاتي عبر شبكة الإنترنت، أصبح اليوم الطريق الأكثر شيوعاً على مستوى العالم، والمفتوح دون قيود أمام الشباب والطلاب من مختلف الأعمار، الراغبين في الحصول على المعرفة من خلال لغة العصر، الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهو ما دعى فريق (Sign Up – إزاي؟!) إلى الاهتمام بالموضوع، ليس فقط لأنه الأكثر توفيراً للوقت والجهد والمال، ولكنه يضع المتفاعلين معه باستمرار، أمام محفزات متجددة ودافعة، نحو اكتساب معارف ومهارات جديدة، تساعد على مواكبة تحديات الحياة المهنية والإنسانية.
لم ينس المشروع، عرض بعض الخبرات الواقعية الناجحة في مجال عمله، ومنها تجربة حازم الصديق، خريج الهندسة، والذي أسس شركة تنتج أزياءً تحمل تصميماته بالرسم الجرافيتي، والذي تعلمه ذاتياً عبر شبكة الإنترنت، فكان سبباً في تغيير مجال عمله، أما هند مسعد، فهي خريجة آداب المنصورة، ولكنها عاشقة لفنون الرسم بالفطرة، فكان أن قامت ذاتياً عبر شبكة الإنترنت، بدراسة تاريخ فن الرسم وأنواعه، حتى صارت اليوم ناقدة فنية، تشارك الناس أجمل لوحات الفن التشكيلي، من خلال صفحتها الخاصة على الفايس بوك Daily Art Bites، بينما أسس عبدالله عامر English Capsules لتعلم اللغة الإنجليزية ذاتياً كما تعلمها، رافعاً شعار (اللغة ليست رفاهية).
(Sign Up – إزاي؟!)، مشروع تخرج دفعة هذا العام من كلية الإعلام جامعة القاهرة، مشروع طموح، يعمل عليه شباب مبشر جداً، يجعلك تتفاءل بأن القادم أفضل بمشيئة الله، وبجهود طاقات مبدعة وخلاقة، تعمل جاهدة على تحقيق التوازن بين لغة العصر وأدواته، واحتياجات وطموحات الأسرة المصرية بشأن مستقبل أبنائها، وتحديات اقتصادية لا تزال تواجه مجتمعنا بقوة، التعليم التفاعلي عبر شبكة المعلومات الدولية الإنترنت، هو المدخل لإصلاح أحوال التعليم المصري، ورفع مستواه مقارنة بمستويات التعليم في الخارج، كنت أظن أن المستقبل لا يزال يبدأ الآن، حتى أسعدني الحظ بحضور هذا المشروع، ومشاهدة هؤلاء الشباب، وتفاعل الحضور معهم، فشبابنا الآن يبدأ من المستقبل.