تجري وزارة البيئة منذ مساء الاثنين الماضي محاولات مكثفة، من خلال إدارة محميات سيناء – محمية أبو جالوم، لإنقاذ سمكة نادرة من نوع الشمس بساحل البحر الأحمر تم نهش أحد زعانفها البطنية عن طريق أحد الكائنات البحرية المفترسة.
وكانت إدارة محميات سيناء قد تلقت بلاغا من القائمين على إحدى القرى السياحية بمدينة نويبع يفيد بوجود سمكة كبيرة الحجم على الشاطئ على قيد الحياة ولا تستطيع الحركة بشكل طبيعي، فتم تكليف لجنة فنية طارئة بقيادة مدير محمية أبو جالوم الباحث أحمد الصادق، والتي توجهت على الفور لمكان البلاغ بالتعاون مع العاملين بالقرية السياحية وشرطة البيئة والمسطحات ومركز غوص “أفريكان دايفرز”، وتم التعرف على نوع السمكة وأخذ كافة القياسات اللازمة؛ حيث تبين أن طول الجسم يبلغ 2.10 متر ووزنها التقديري حوالي 300 كجم.
وذكرت الوزارة في بيان اليوم الخميس أنه تبين من المعاينة في الموقع وجود بتر كامل للزعنفه البطنية، وهي إحدى الزعانف الرئيسية المتحكمة في حركة السمكة؛ مما أصابها بحالة عدم اتزان وأصبحت غير قادرة على السباحة بشكل طبيعي، ودفعتها التيارات المائية إلى الشاطئ.
وأوضحت الوزارة أن سمكة الشمس تُعتبر من أثقل الأسماك العظمية على مستوى العالم وتتغذى على قناديل البحر والأخطبوطات وتلعب دورا هاما في الحفاظ على التوازن البيئي ويندر مشاهدتها في المياه الضحلة؛ نظرا لكونها من أسماك الأعماق، ومن غير الطبيعي خروجها للشواطئ، حيث وصل أقصى عمق تم رصدها فيه إلى حوالي 600 متر تحت سطح الماء مما يجعل من محاولات إنقاذها عملا فريدًا من نوعه على مستوى العالم، نظرا لإجراء عملية الإنقاذ بالقرب من السطح وهو ما يعني اختلاف الضغط عن المعتاد في بيئتها الطبيعية مما يصعب عملية الإنقاذ.
وأضافت أن الفريق وفر كافة الإسعافات الأولية اللازمة ودرس الفرص المتاحة لإبقائها على قيد الحياة، كما تم تخصيص مكان داخل المياه الضحلة بساحل خليج العقبة للسمكة، وذلك باستخدام الشباك والمواد الطبيعية لإبقائها على قيد الحياه في بيئة مناسبة.
من جانبه، وجه وزير البيئة الدكتور خالد فهمي بتشكيل فريق علمي وطبي متخصص بقيادة الخبير الدولي في الكائنات البحرية الدكتور مصطفى فودة، وتجهيز غرفة عمليات موسعة على مدار الساعة لمتابعة الحالة الصحية للسمكة.
وأشار بيان الوزارة إلى أنه تم التنسيق مع القوات البحرية المصرية، التي لم تتوان عن المشاركة في ذلك العمل الإنساني بتوفير سفينة متخصصة، وعليها حوض مائي كبير لانتشال السمكة من موقعها الحالي أمام شاطئ القرية السياحية بنويبع، لنقلها إلى أكواريوم الغردقة الذي يبعد أكثر من 9 ساعات عن موقعها الحالي، وهو عبارة عن مركز متخصص في علوم البحار به حوض مائي كبير لإجراء الفحوصات الطبية ومعالجة آثار نهش الزعنفه وأخذ القياسات اللازمة لتصميم زعنفه صناعية بديلة باستخدام أحدث التقنيات العلمية، وسيتم تركيبها بمسامير خاصة، ثم وضع السمكة تحت الملاحظة أثناء فترة النقاهة للتأكد من تماثلها للشفاء.
وتأتي محاولة إنقاذ تلك السمكة تفعيلا لدور وزارة البيئة تجاه الحفاظ على الكائنات الحية والتنوع البيولوجي الذي التزمت به مصر في المعاهدات الدولية والقوانين المحلية.