قال الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، إن النجاح الذي حققته الجامعة لا ينسب لشخصه وإنما هو نجاح مؤسسي، ساهم فيه الطلاب والعاملون وأعضاء هيئة التدريس والمجتمع المدني، مشيرًا إلى أن أغلب الأفكار التي طبقها في الجامعة، كانت تأتيه من الطلاب عبر الرسائل الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.
أضاف “نصار” خلال حواره مع الإعلامي جابر القرموطي، مساء أمس الخميس، ببرنامج “آخر النهار” المُذاع عبر شاشة “النهار”، أنه تعرض لهجومٍ قاسٍ في بداية عمله رئيسًا للجامعة، لكن ذلك لم يجعله يتخذ قرارات تضر بالمنظومة. ولفت إلى أنه لم يتعرض لأي ضغوط حين أعلن عن عدم نيته الترشح لرئاسة الجامعة لفترة ثانية -أربع سنوات- وإنما تعرض لضغوط تطالبه بالبقاء.
وأشار إلى أن تجربة نجاح جامعة القاهرة حظيت بدعم هائل من الرئيس عبد الفتاح السيسي، تابع أنه لأول مرة يكشف عن أن رسائل الرئيس السيسي لم تكن تنقطع عن نجاحات الجامعة وما حققته، مضيفًا “حين زار الجامعة في سبتمبر 2015، قال لي إن نجاحي الوحيد هو أن لا تُلقى قنبلة غاز على جامعة القاهرة، ووعدت الرئيس بذلك ولم يحدث أن ألقيت أي قنبلة غاز على الجامعة”، يضيف أنه عندما بدأ مهامه كرئيسًا للجامعة كانت محاطة باعتصام النهضة، الذي كان مضادًا مع فكرة الجامعة، والمعتصمون أهانوا الجامعة بعمل مراحيض على أبوابها، ولذلك “كان هذا إرادة التحدي لإنقاذ الجامعة”.
واعتبر “نصار” أن مفتاح نجاحه في جامعة القاهرة، هو مواجهة التطرف داخل عقول وقلوب الطلاب، موضحًا أن الطالب المتطرف مشكلة كبرى، حيث أنه لا يريد أن يتعلم وإنما يريد فقط أن يهدم الجامعة، لأن ولائه ليس للجامعة وإنما لمن يزرع في عقله أن الفن حرام والثقافة حرام وغير ذلك من الأفكار المتطرفة.
وأردف أن اجراءات الإصلاح التي اتخذت في الجامعة، لو طُبقت على 25 وزارة خدمية، فإن مصر تستطيع أن تسدد ديونها خلال عامين، موضحًا أن بناء الأمم يكون بالأفكار وليس بالأموال، حيث أنه استطاع أن يسدد ديون الجامعة، وأيضًا توفير مبلغ أربعة مليار جنيه، في أقل من أربعة سنوات، متابعًا :”كام أموال امتلكتها الدول العربية في المائة عام الفائتة، كانت بتطلع من باطن الأرض، ولكنها لم تتقدم وتستورد تيل فرامل السيارات من الخارج، في مقابل أن اليابان دولة لا فيها طاقة ولا غاز، وخُمس مساحة مصر وعلى مجموعة جزر كلها زلازل، ومع ذلك تمتلك أقوى اقتصاد لأن لديها عقول وأفكار”.