علق الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، على استقالة أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام السابق، قائلا إن بمجرد تولي الهيئة صلاحيات عملها، أصدرت قرارا بوقف التصرفات المالية والإدارية للحفاظ على شكل المؤسسات، وهو ما كان يجب على النجار تطبيقه من نفسه.
أضاف خلال حواره مع الإعلامية ياسمين سعيد، ببرنامج “الجمعة في مصر” المذاع على قناة mbc مصر، أن هذا القرار يهدف إلى عدم اتخاذ قرارات كبيرة داخل المؤسسات مثل تعيينات وفصل الصحفيين، مشيرا إلى أن النجار اعتبر هذا القرار تدخلا في صلاحياته.
أضاف “جبر”: “كان على النجار أن يقوم هو بهذه الخطوة من نفسه، لأننا في لحظات الريبة يجب أن نوقف التصرفات الكبيرة داخل المؤسسات الصحفية”، وتابع أن النجار ذكر في استقالته الانجازات الكبيرة التي أدخلها على الأهرام، موضحا أن الهيئة لا يمكنها الإقرار بهذه الإنجازات وليست مختصة بذلك، ولهذا أحالت ملف قرارات النجار إلى الجهاز المركزي للمحاسبات لتقييمها.
أكد أن استقالة النجار تضمنت أسبابا سياسية، حول رأيه فيما يتعلق بجزيرتي تيران وصنافير، وهو ما أوحى بوجود موقفا سياسيا ضد النجار، تابع جبر: “ظهر في اليوم التالي وتحدث بحديث جرح لمؤسسة الأهرام .. واللغة يجب أن تتسم بالعقلانية والهدوء”.
وحول تقدم النجار باستقالته بسبب توقعه الإقالة في أقرب وقت، قال جبر إن النجار كان سيظل حتى الآن في منصبه إذا لم يتقدم بالاستقالة، مؤكدا أن تعيين هشام لطفي رئيسا لمجلس إدارة الأهرام بهذه السرعة، سببه عدم قبولهم أن تعيش الأهرام حالة من الفراغ ولو لساعة واحدة.
تابع : “رئيس مجلس الإدارة ليس الحاكم بأمر الله والقرارات يجب أن تصدر من مجلس الادارة وليس من رئيس مجلس الادارة وهو ما جعل هناك جفاء بين النجار وبعض الشخصيات داخل الاهرام خلال الفترة السابقة”.
وعن القيادات الجديدة للمؤسسات القومية، أوضح أن هناك مواصفات قياسية سيتم وضعها لاختيار القيادات الجديدة، حتى يتولى الشباب وأصحاب الخبرة، كما سيتم استشارة شيوخ المهنة حول بعض الشخصيات، مؤكدا عدم أخذ رأي الحكومة في الأسماء المرشحة، مضيفا: “البعض يعتبر أن الأسماء الجديدة ستصلنا في جواب مغلق من الحكومة لكن هذا غير صحيح ونحن في دولة محترمة ونحن أعلم بشؤون الصحافة أكثر من الحكومة.. لكننا نقول أنه لن يوجد أسم يخيب آمال الناس”.
في سياق مختلف، قال إن الهيئة تعد مشروعا إصلاحيا كبيرا لتقليص الفجوة بين الصحافة الإلكترونية والورقية، موضحا أن على الصحافة الورقية مناقشة الموضوعات بصورة مختلفة حتى تكون صالحة للقراء، مضيفا: “نريد صحافة تعيش بعض الوقت”.
من بين ملامح المشروع، إصلاح الخلل القائم في الصحف القومية، في النظام الإداري، وأشار إلى أن الصحفي يحتاج للتدريب سواء فيما يتعلق بالجانب المهني، أو القانوني وأن يعرف الفرق بين النقد والسب والقذف حتى لا يعرض نفسه ومؤسسته للمساءلة القانونية.
أما فيما يتعلق بالانتقادات التي تعرض لها الأزهر، من قبل بعض الصحف، قال إنه يتمنى من الأزهر أن يقود التنوير لأن المصريين ينظرون بتقدير لهذه المؤسسة ولشيخ الأزهر.
أضاف أن على الأزهر أن يعبر عن الإسلام الوسطي ولا يدخل نفسه في المعارك المذهبية، وأن يكون حصانة للمجتمع ضد الأفكار المتطرفة، مضيفا: “تجديد الخطاب الديني عامل زي “سلك الكهرباء” من يتقرب منه يُحرق”.