نقلًا عن جريدة الأخبار
يعتبر (البرنس) مطعم المأكولات الشعبية الشهير في إمبابة أحد مصادر البهجة عند المصريين بطبقه الأشهر طاجن العكاوي (العكاوي هي ذيل البهيمة)، قبل أيام كان “علاء مبارك” هناك لأول مرة في حياته، لم يكن يقدر أن يفعلها بهذه الأريحية عندما كان والده في الحكم، ابتسامة علاء في الصور التي التقطها معه الناس تقول الكثير، أعتقد أن علاء وجمال هما أسعد اثنين في مصر حاليا.
في الظروف التي نعيشها، حيث أصبح البيت الذي كان يعيش بألف جنيه يحتاج الآن لأربعة، أول ما يمر ببال المواطن البسيط عقد مقارنة مع أيام مبارك، تظهر آثار المقارنة في الطريقة التي يقابل بها الناس علاء وجمال عند البرنس وفي واجبات العزاء وفي الاستاد، حفاوة شعبية ترد بشكل شخصي لكل منهما ثقته بنفسه، ربما لو كانت الظروف التي نعيشها أفضل قليلا لكانت المقابلة عادية ولأصبح سقف الاحتفاء بهما فقرة في برنامج صاحبة السعادة.
لم يعد لديهما ما يخافان عليه، تخلصا من قلق الخروج من الحكم والخوف من فقدان السيطرة وهموم التخطيط لمستقبل جمال وصراعات البيزنس وصداع المعارضة »الله يرحمها». الآن ليس لدي أي منهما ما يخسره، عاش كل منهما الابتلاء وخرج منه ليستقر على مقهى شعبي يلعب الطاولة مع ناس عادية، المستقبل لا يخلو من محطات آمنة يوفرها رصيد ما في البنوك وعلاقات قديمة وحسابات حديثة، والماضي يتحول بمرور الوقت وقسوة الظروف لدى البعض من دليل إدانة إلى شهادة تقدير، وشائعات ترشحهما لانتخابات الرئاسة خرجت بشكل عاطفي من عقل باطن لكثيرين يرون في أبناء مبارك »حاجة من ريحة» الاستقرار رغم يقينهم أنه كان مزيفا.
الظروف تجعلهما أسعد اثنين في مصر حاليا، ويخدمان ذلك بذكاء شديد، بتمسكهما بالعيش في مصر وعدم الهروب منها والصمت والأدب والتواضع، في هذه اللحظة يستمتعان بالهدوء والحفاوة والحرية كأنهم أحد المستفيدين من ثورة قامت ضدهم. ماجتش عليهم، هناك كثيرون في مختلف مواقع القيادة في مصر يعيشون في خير أخطاء ثورة يناير.
ما لن يقوله أحد لأبناء مبارك أن كل ما نعيشه الآن هو حصاد ما زرعه الأب خلال ثلاثين عاما، أي خلل ستضع يدك عليه من قمة الهرم إلى قاعدته ستجد مبارك هو الذي وضع حجر أساسه، إرث صعّد أشخاصا وطريقة تفكير ونظريات أمن وأساليب إدارة سنحتاج إلى ثلاثة أجيال للتعافي منها، أما الحفاوة الشعبية التي تقابلهم فظاهرها »الترحم» علي أيام كان شكل المأساة فيها يبدو منظما وأكثر »شياكة»، وباطنها »الطيبة»، طيبتنا كشعب نجد في “ذيل البهيمة” فرصة للاستمتاع.