هناك مهنة شهيرة جدا في عالم كرة القدم، وهي مهنة مكتشف النجوم والمواهب، فكانت الأندية – وما زالت إلى حد كبير- تخصص شخصا له قدرة كبيرة على اختبار موهبة أي طفل أو شاب مجرد أن تلمس قدمه كرة القدم وينطلق بها، وهذا الشخص يجوب قرى مصر ونجوعها يبحث عن المواهب ويعطيهم للأندية الكبرى فينطلقون ويشتهرون ويحققون انجازات عديدة مع فرقهم.
نحن نحتاج لهذه المهنة في عالم الإعلام، يجب أن نبحث عن المواهب والطاقات في كل محافظات مصر، وليس في القاهرة والإسكندرية فقط، اكتشفت ذلك وتأكدت عندما أسعدني الحظ وشاركت في لجنة تحكيم مشاريع التخرج لقسم العلاقات العامة بكلية الإعلام بجامعة بني سويف، والذي ترأسه الدكتورة النشيطة الدكتورة أماني ألبرت، وكنت أول مرة أزور بني سويف، كما كنت أظن أنه قسم داخل كلية الآداب وليس كلية للإعلام وهذه قصة أخرى سأتحدث عنها في مقال آخر.
كانت لجنة التحكيم مكونة من الأستاذة الدكتورة حنان جنيد والصديق العزيز عمرو الديب والعبد لله، وعلى مدار ثلاث ساعات تقريبا شاهدنا مشروعين لفريقين من قسم العلاقات العامة، الاثنين على درجة عالية من الكفاءة والتميز، وبهم كثير من الفكر وبذل الشباب فيهما جهدا خارقا.
إلا أنني توقفت أمام مشروع “أنت السيناريو” والذي نفذته 8 طالبات وهم: دعاء أشرف، بسنت المصري، أميرة علي، نوران مجدي محمد، منة الله خميس، ريم عبدالجواد، سمر محمد، مريم رجب.
يهدف المشروع إلى تنفيذ حملة إعلانية للتخلص من الإحباط، وتهدف إلى بث الحماس لكل شخص بأنه يستطيع تغيير حياته، فهو الذي يمكنه رسم سيناريو حياته ويتغير للأفضل.
الفكرة رائعة، وتوقيتها مهم جدا للبلد في الظروف التي تمر بها الآن، وكون أن تخرج الفكرة من الشباب فهذا هو الأمل نفسه، والأجمل أنهن يبعثن على الأمل فعلا، وحصدت كثير من الطاقة الإيجابية أثناء حواري معهن.
ظننت في البداية أنها مجرد فكرة ونفذوا عليها المشروع من أجل التخرج، ولكن أثناء شرحهن وتقديمهن للمشروع، عرفت أن الموضوع أكبر من ذلك بكثير، لقد قاموا بتنفيذ أغنية تدعو للتفاؤل، قاموا بكتابة كلمات الأغنية ومثلوا ورقصوا فيها وأخرجوها بالكامل فقط استعانوا بمطرب شاب، حققت هذه الأغنية 18 ألف مشاهدة في ساعات قليلة دليلا على نجاح الفكرة واحتياج المجتمع فعلا للتفاؤل، وهذا رابط الأغنية
وفي نفس يوم التحكيم قامت قناة دريم ببث الأغنية على الهواء، وعمل لقاء مع الدكتورة أماني ألبرت المشرفة عليهم، كما استضافتهم الإعلامية منى الشاذلي على سي بي سي، ليحكوا عن مشروعهم وطموحاتهم وفكرة الأغنية.
تقول كلمات الأغنية: “أنت نص.. حد عايش في الحياة.. طب حتى بص.. شوف ملامحك في المرايا.. راح تحس.. نص منك اللي عايش.. نص بس.. الجرح ساب مليون علامة في ضحكتك.. والحزن صاب.. والنور في روحك انطفى.. والقلب شاب.. ما كفاية حزن.. افتح بقى.. للفرح باب.. أنت السيناريو.. والسر فيك.. اعدل مسار القصة.. خليك البطل.. دور الضحية ميلقش بيك.. قلبك حيفضل نبضه فيه مهما انكسر.. اصرخ وغني.. انا حابقى وسط الضلمة نور.. وحيكوا عني.. قوة خبايا سكتي مش أقوى مني.. أصل حدودي للسما وحاوصل لحلمي.. أنت السيناريو والسر فيك.. اعدل مسار القصة خليك البطل.. دور الضحية ميلقش بيك.. قلبك حيفضل نبضه فيه.. مهما انكسر.. أنت السيناريو السر فيك”.
لاحظت حماس صاحبات الفكرة وهم يقدمن فكرتهن، ودفاعهن عن الفكرة أمام لجنة التحكيم، وتصميمهن على أن هناك أمل ولا داعي للإحباط، سألتهن هل تخلصتم من الأحباط بعد انتهاء المشروع، أجبن بكل حماس في صوت واحد “نعم بكل تأكيد”.
صحيح صدقن عندما قالوا “أنت السيناريو” الأمر بيد كل فرد، وكل شاب يستطيع أن يحقق حلمه ويغير واقعه ويبث الأمل في من حوله، أنت السيناريو جملة أوجهها لكل شاب مكتئب ومحبط ويرى أنه لا أمل، وأؤكد أن لدينا طاقات ومواهب لابد أن تستثمر ولا تترك وأن ننظر قليلا للصعيد والتجارب العظيمة به وما يتم من اجتهادات وأنشطة تستحق أن يسلط الضوء عليها وتبرز وتأخذ حقها مثلما يحدث في القاهرة والإسكندرية.
وأظن أن هؤلاء الشباب يستحقون أن يشاركوا في مؤتمر الشباب القادم حيث يلتقي فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالشباب، ويعرضون مشروعهم وأفكارهم.