1 – قبل ساعات من الآن ألقت قوات الأمن القبض على صافيناز بناء على أمر ضبط وإحضار من نيابة العجوزة لاتهامها بإهانة العلم المصرى.
الواقعة قديمة، وتعود إلى عدة شهور مضت، ولكنها تحركت الآن لتتخذ مجراها القانونى الطبيعى، وأنا وأنت وكل الناس الحلوة التى تسعى لإقامة دولة القانون نفرح لذلك، ولكن نسأل: لماذا لم يذهب محافظ القاهرة إلى النيابة بتهمة إهانة العلم المصرى فى واقعة مثبتة علنا بالصوت والصورة؟!
2 – فعلتها صافيناز حينما ارتدت بدلة رقص على شكل علم مصر وهاهى تحصل على العقاب، وفعلها محافظ القاهرة فى 10 يناير فى واقعة دار القضاء العالى الشهيرة، ولم يقترب منه أحد حتى الآن. فى هذا اليوم قرر الدكتور جلال سعيد أن يضع درة متوهجة فوق تاج تجاوزاته، ولكنه فى هذه المرة أصاب كبد مصر، وأهان علمها، ومن قبل ذلك أهان سلطتها التنفيذية وزراء وحكومة حينما وضعهم أمام العالم فى صورة الكبار السهل «قرطستهم» أو خداعهم، كيف فعل ذلك؟ انظر وتعلم!!
فى اليوم السابق لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لدار القضاء العالى فى يناير الماضى رصدت الكاميرات جولة للسيد محافظ القاهرة وهو يتفقد أعمال تجميل الشوارع استعدادا لاستقبال الرئيس، ثم جاءت المفاجأة حينما حاول السيد المحافظ أن يبدى حرصه الشديد أمام العمال على ضرورة تجميل الشوارع، فطالبهم بأن يضعوا علم مصر على أى شىء يصعب عليهم تزيينه، قائلا بالنص: «أى حاجة تتزنقوا فيها حطوا عليها علم»، وردد هذا الكلام مرتين خلال جولته فى محيط دار القضاء، هكذا وبمنتهى البساطة يرى السيد المحافظ أن علم مصر مجرد خرقة بالية، مقامها بالنسبة إليه ستر عورات فشله، وإخفاء عيوب إدارته للحياة داخل شوارع العاصمة، هكذا وبكل بساطة يرى السيد المحافظ أن علم مصر مجرد قطعة قماش مخصصة للزينة، ويجوز استخدامها وقت الزنقة لمداراة القبح الذى فشل سيادته فى علاجه أو تجميله طوال الشهور الماضية التى جلس خلالها على كرسى محافظ القاهرة.
3 – فى لحظة ما هاجت مصر كلها على مجموعة من الشباب مزقوا العلم المصرى فى ميدان التحرير، وانتفضت مشاعر المصريين وانطلق الكتاب والمسؤولون غاضبين من إهانة صافيناز لعلم مصر بعد أن صممت بدلة رقص من ألوانه الثلاثة، الآن يصمت الجميع أمام جريمة المحافظ، والسؤال الآن: هل يعلم السيد المحافظ أن السيد المستشار عدلى منصور أصدر فى 31 مايو من العام الماضى قرارا نص على أن العلم الوطنى لجمهورية مصر العربية والنشيد والسلام الوطنيين رموز للدولة يجب احترامها والتعامل معها بتوقير واحترام، ويُعاقب من يخالف هذا القانون بالحبس مدة لا تزيد على سنة وغرامة لا تجاوز 30 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين؟ أعتقد لأ، لأن محافظ تخرج من بين فمه تلك الكلمات، من المؤكد أنه لا يقرأ، ومن لا يقرأ لا توجد فى جعبته سوى المهازل، وذلك نقلًا عن جريدة “اليوم السابع”.