أحمد الريدي
بطل روايتنا الرابعة، لولا الصدفة لوجدناه اليوم بين تلاميذه يحاضرهم في الأدب الفرنسي، يحكي لهم عن تاريخ الحملات، وكيف كانت تونس الخضراء حاضرة في ذلك.
ربما لم يكن الأمر ليختلف سوى في عدد متابعيه، فهو يمتلك الأسلوب والذهن دائما حاضر، يرتجل ويتفلسف، فيجلب حب هؤلاء ويعادي هؤلاء.
https://www.youtube.com/watch?v=usDUJ3gvpZY
إنه عصام الشوالي ابن الخضراء، الذي ولد في سبتمبر عام 1970، وانطلقت مسيرته قبل 22 عاما وبالتحديد في عام 1995 في الإذاعة، فيما كانت أول مباراة يعلق عليها هي مباراة ريال مدريد وانتر ميلان وذلك لصالح التلفزيون التونسي.
العائلة هي من وقفت وراء عصام الشوالي كي يخطو خطوته الأولى في مسيرته المهنية، وذلك حينما تم الإعلان عن تدشين إذاعة الشباب بتونس، وتقدم للاختبار بها نحو 5500 شخص.
نرشح لك : نجوم التعليق الكروي (3).. أيمن الكاشف.. سر اللقطة المضيئة
وقتها كان الشوالي يرفض الأمر، فهو يتحضر للعمل في الأدب الفرنسي، لكن العائلته شجعته ودفعته، ووقتها تقدم للاختبارات التي سيصعد منها 90 شخص فقط، كان الشوالي من بينهم.
الحكمة المفضلة لعصام الشوالي هي “من يتحدث كثيرا يخطئ كثيرا”، ويرى أن دخوله إلى قلوب المشجعين المصريين جاء في عام 2006 حينما كان يعلق على مباراة الأهلي وكلوب أمريكا في كأس العالم للأندية، بعدما تغزل في أبوتريكة قائلا “بوتريكة ريحت ع الأريكة”.
هو أرشيف متنقل لا يكل ولا يمل من الحديث، وهو ما يجعله يتفلسف في كثير من الأحيان، ولعل مباراة ليفربول وساوثهامبتون الأخيرة خير دليل على ذلك، حينما اعتقد الشوالي أن تغيير سيتم لصالح ليفربول فظل يحلل في التغيير وصحته، قبل أن يكتشف أن التغيير لصالح ساوثهامبتون، وهو ما جعله يقول أن المخرج أنقذه قبل أن يتفلسف.
https://www.youtube.com/watch?v=llllKIMeAHU
وعلى الرغم من كون الشوالي يعد رائدا في مدرسة التعليق الشمال إفريقي، إلا أن هناك كثير من الانتقادات التي توجه له، لكنه يتقبلها بصدر رحب، حيث يرى فيها تأكيد على تأثيره، إلا أنه قرر الرد على انتقاد مدحت شلبي له.
القصة جاءت بعد مباراة البرتغال وكوريا الشمالية في كأس العالم، التي انتهت بسباعية تاريخية للبرتغال، وقتها تفاعل الشوالي وقال ان الكوريين تمنوا أن تنشق الأرض وتبلعهم بسبب هذه النتيجة، وهو ما دفع شلبي لانتقاد الشوالي، غير أن الأخير رد على المعلق المصري بأنه كان سببا في فتنة مصر والجزائر قبل سنوات فليس له أن يخشى على كوريا الشماليه.
الشوالي يرفض أن تناديه بـ “أبو محمد” وهو أسلوب متبع في قنوات “Be In” الرياضية ولعل المثل الأبرز هو “أبو خالد”، غير أن عصام يرى أنه لابد من تسميته باسمه، حتى لا يكون هناك قفز على شخصيته وشخصية نجله.
وفي حديثنا عن العائلة، كانت المفارقة هي أن أبناء الشوالي التحقوا بنفس المدرسة التي درس فيها والدهم بالسبعينيات وهي مدرسة “الخزندار”.
أما تعليق الشوالي على مباريات تونس فله طقوس خاصة، حيث يرتدي قميص المنتخب في غرفة التعليق، وفي كأس العالم 2002 كان الشوالي يرتدي قميص كريم حجي أثناء التعليق.
وإن كنت ترغب في معرفة الكيفية التي يتعامل بها الشوالي مع رؤوف خليف خلال رحلتهما، وكيفية اختيارهما لمباريات الأندية والمنتخبات التونسية، فهذا ما شرحه عصام بكونه ينتظر انتهاء قرعة البطولات الأفريقية ويجلس بصحبة رؤوف ومعهما جدول المباريات حيث يختار كلا منهما المباراة التي يرغب في التعليق عليها.