حسين عثمان يكتب: اسمع وافهم كلاااااامى.. فلكي وراقصة ومحااااامي.. إييييييه؟!

بينما أقرأ خبر إعلان “فلكي وراقصة ومحامي”، لنيتهم الترشح على كرسي الرئاسة، في الانتخابات المنتظرة بعد عام من الآن، والذي نشرته جريدة الدستور على موقعها الإلكتروني أمس، رن في أذني مذهب أغنية شعبان عبد الرحيم الشهيرة “اسمع وافهم كلاااااامي.. مواطن ومخبر وحراااااامي.. إييييييه”، ورددته متسائلاً متعجباً هكذا “اسمع وافهم كلاااااامي.. فلكي وراقصة ومحاااااامي.. إييييييه؟!”، فقد أصبح موسم الانتخابات الرئاسية في مصر، بمثابة عملة تحمل وجهي المأساة والملهاة معاً، وهو حكم الدنيا علينا في معظم الأحوال طوال الست سنوات الماضية، التي اختلط فيها الحابل بالنابل كما لم يحدث من قبل في تاريخ مصر الطويل العريض، ولا حول ولا قوة إلا بالله!!.

وما زاد الطين بلة، ما قرأته قبله بيوم على موقع “هاف بوست عربي” التركي، بشأن مبادرة العالم المصري عصام حجي، بإعلان 12 ضمانة مطلوبة من المؤسسة العسكرية، حتى يتوافق مع فريقه الرئاسي، على مرشح يخوض به الانتخابات الرئاسية القادمة، مؤكداً أنها حق للجميع وليست منحة ولا منة من النظام، وحين تطلع على ضماناته المطلوبة، لا تملك إلا أن تضع عالم ناسا مع الفلكي والراقصة والمحامي!!.. ولأن الدنيا بمرور الوقت حتهيص في موضوع الانتخابات الرئاسية ده، وحنلاقي كل من هب ودب يهل علينا بطلعته البهية من هنا أو من هناك، كان لابد من التوقف بهدوء لوضع بعض النقاط على بعض الحروف.

وأولها، أن الوقت مناسب جداً لبداية موسم الانتخابات الرئاسية، فليس أقل من عام عمل لأي مرشح جاد يتطلع لشغل المنصب، وثانيها، أتفق فيه تمام الاتفاق مع حجي، فالترشح على كرسي رئاسة الجمهورية، هو فعلاً حق للجميع وليس منحة ولا منة من النظام، ولكن، علينا أن نتفق على الشروط الواجب توافرها في هذا الجميع، والتي يقرها قانون هو القانون رقم 22 لسنة 2014، ويوازيه واقع حجم الموقع ومسئوليته، بما يفرضه من مراعاة مواصفات شاغله، ومن القانون، أتوقف فقط عند أهم ما نص عليه من مستندات، لابد من توافرها حتى تقبل اللجنة العليا للانتخابات ملف المرشح، وهي النماذج الخاصة بتزكية طالب الترشح.

فالقانون ينص على ضرورة أن يشمل ملف المرشح 25 ألف نموذج تأييد رسمي من الناخبين، وعلى أن يجمعهم من 10 محافظات مختلفة من محافظات جمهورية مصر العربية، وبحد أدنى 1000 نموذج من المحافظة الواحدة، وأرى هنا، أنه من الجدية بمكان، أن من يطل علينا من الآن بنيته في الترشح، عليه أن يصطحب معه هذه النماذج كاملة العدد، مستوفاة الشروط المنصوص عليها في القانون، وليجددها وقت فتح اللجنة العليا للانتخابات باب الترشح العام القادم، ولا أجد أي نوع من صعوبة الأمر هنا، كما لا أقبل حجة أن المرشح يقدم نفسه الآن للناس ليحصد التأييد اللازم وقت الانتخابات، أرجوك، اسمع وافهم كلامي.

من يتطلع لحصد أصوات الملايين، لابد وأن يملك منها الآن 25 ألفاً على الأقل، ومن يطمح لإدارة دولة، لا يجده هماً ثقيلاً على القلب أو الجيب، أن يجمع هذه النماذج الآن قبل أن يجددها مرة أخرى بعد عام، أما من منطلق حجم الموقع ومسئوليته، فليس أقل ضماناً للجدية كذلك، أن من يطل علينا الآن بنيته في الترشح، عليه أن يصطحب معه برنامجه الانتخابي، دون هذا وذاك، لا أتوقف إلا استخفافاً بكل من طل أو يطل أو يفكر في أن يطل علينا بنيته في الترشح، خاصة وإن قام منهجه بالأساس على مهاجمة السيسي ونظامه، ويتساوى في هذا عندي حجي مع الفلكي والراقصة والمحامي، فالموسم كله منافع لا يبخل بها على أحد.