أكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن الصيام درجات، منها صوم العوام وصوم الخواص وصوم خواص الخواص وهذا أعلاها منزلة، لا يصل إليها إلا كل من سما بنفسه وروحه وطهر قلبه ونفسه من رذائل الأخلاق.
وأضاف المفتى، فى لقائه الأسبوعى فى برنامج “من ماسبيرو”، على القناة الأولى بالتليفزيون المصرى، أن كيفية الاستعداد لشهر رمضان، أن شهر رمضان مرحلة إيمانية يجب أن يتزود المسلم قبلها بالأخلاق التى تعينه على الصوم وتحقيق الغاية الكبرى من هذه العبادة المباركة.
وعن التكاسل فى العمل فى شهر رمضان وعدم تحقيق التوازن بين العبادة والعمل قال مفتى الجمهورية: “يجب علينا ترتيب أولوياتنا فى رمضان، فلا يجوز تقديم السنَّة على الواجب، ولا يجوز أن نسرف فى السنَّة ونضيِّع الواجب، مضيفًا أنه على المسلم أن يوازن بين العبادة والعمل، فلا يسرف فى صلاة التراويح ليلًا وقراءة القرآن ثم يذهب إلى العمل صباحًا مجهدًا ولا يؤدى عمله على الوجه الأكمل فيضيع بذلك مصالح الناس.
وقال مفتى الجمهورية: “إن فريضة الصوم جاءت مرتكزًا للعام كله، فيجب أن يستعد لها المسلم قبل أن يؤديها، مشيرًا إلى أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يستعدون قبل دخول الشهر الفضيل ويدعون الله تعالى أن يبلغهم رمضان، وبعد أن ينقضى الشهر يدعون اللهَ تعالى أن يتقبل منهم.
وأضاف المفتى، أن لشهر رمضان خصوصية عن شهور العام، فهو موسم للطاعة، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعجل قدوم رمضان ويدعو الله بقوله: اللهم بلغنا رمضان لأجل استعجال الطاعة، ولم يحرص على استعجال الزمن حرصه على رمضان؛ لما للشهر الكريم من فضائل وخصوصية.
وقال مفتى الجمهورية: أن من توفيق الله تعالى للعبد الاستمرار على الطاعة والتوفيق لها وأداؤها كما ينبغى، مؤكدًا أن شهر رمضان يحدث التوازن لدى المسلم؛ لأن الصوم جاء لغذاء الروح حيث تنتفع به الروح كما ينتفع الجسد بالطعام.
وبيَّن مفتى الجمهورية أنه لا بد أن تكون هناك مقدمات قبل شهر رمضان، متمثلة فى مجموعة من الطاعات توافرت فى شهرى رجب وشعبان، وأن هذه الشهور بها محطات إيمانية ينتفع بها المسلم، ففى شهر رجب كانت رحلة الإسراء والمعراج، وفى شعبان كانت ليلة النصف من شعبان، وفى رمضان ليلة القدر وهى محطات إيمانية عظيمة يمر بها المسلم.
وأضاف: “أننا بعد الرحلة الإيمانية التى مررنا بها فى رجب وشعبان نقبل على رمضان بدفعة إيمانية كبيرة.”
وأوضح المفتى، أن المسلم فى شعبان يقدم كشف حساب لأعماله طوال العام، فإن كانت خيرًا شكر الله تعالى على توفيقه على الطاعة، وإن وجد تقصيرًا ومعصية نظر إلى أعماله واستغفر ربه وتاب، حتى يدخل رمضان وقلبه مضىء وفيه كل المعانى الروحية الطيبة.
وأوضح أن الصوم عبادة سرية لا يطَّلع عليها أحد غير الله تعالى، ولا يستطيع أحد الاطلاع عليها؛ لذلك قسَّمه العلماء على مراتب، منها الظاهر: وهو الأكل والشرب وسائر الشهوات، وهذا صوم العوام. ومنها الباطن: وهو أعلاها، حيث يتعهد القلب وينقيه من أدرانه؛ لأن الإنسان كلما ارتقى عن المباحات وعن كل ما حرم الله يرتقى شيئًا فشيئًا إلى صوم الخواص، وهو أعلى درجات الصوم وفيه تخلص النفس الإنسانية إلى أعلى درجاتها.