قبل يومين استمعت -عبر محطة الأغانى فى الإذاعة المصرية- إلى صوت المطرب «إسماعيل شبانة» تذكرته الإذاعة المصرية فقط فى ذكرى رحيله الـ«30»، ووجدت نفسى أقف حائرًا أمام هذه الدنيا التى يلعب فيها الحظ الدور الأوفر!
وإسماعيل شبانة هو الشقيق الأكبر لعبد الحليم حافظ، هو الذى أنقذه من الموت وحمله على يده وهو رضيع ابن أيام، قبل أن يقتله أهل قريته الحلوات بمحافظة الشرقية، بعد أن اعتبروه شؤمًا، ماتت أمه وهى تنجبه، ومات والده بعد ذلك.. إسماعيل كان هو المعلم الأول لشقيقه عبد الحليم شبانة، قبل أن يضحى بلقب شبانة ويصبح حافظ تيمنًا باسم المذيع الذى اكتشفه حافظ عبد الوهاب.. إسماعيل أيضًا هو الذى أخذ بيد عبد الحليم، أقام عنده فى القاهرة، بعد أن ترك الملجأ الذى عاش فيه قرابة 10 سنوات. صوت إسماعيل شبانة من ناحية البناء الفنى يعتبر مقياسًا للاكتمال، حتى إن بعض كبار الموسيقيين أمثال سيد مكاوى وعبد العظيم عبد الحق وعبد العظيم محمد، بل والموسيقار الكبير رياض السنباطى كانوا يرون فيه الصوت الأحق بالنجاح، ويفضلونه كبناء صوتى على صوت شقيقه عبد الحليم، لكن الناس اختارت عبد الحليم. عاش إسماعيل مأساة داخلية وهو يرى شقيقه يصعد ويصبح معبودًا للجماهير، بينما هو لا يعرفه أحد من خارج الوسط الفنى إلا باعتباره شقيق عبد الحليم حافظ.. والذين عايشوا تلك السنوات أمثال الموسيقار الراحل صلاح عرام، عازف الكمان، وقائد الفرقة الذهبية، قال لى إن إسماعيل بالفعل كانت لديه مرارة ليست موجهة ضد شقيقه، ولكن بسبب الزمن الذى لم يمنحه النجاح الذى يتوافق مع موهبته. هل هى حظوظ أو أن هناك أشياء أخرى؟ لا شك أنها تلك الأشياء الأخرى التى لا يعلم سرها إلا الله، لماذا حقق عبد الحليم حافظ كل هذا الحب؟
إنه الذكاء العاطفى، حيث يتعاطف الجمهور مع فنان دون أسباب موضوعية.. قال لى الموسيقار كمال الطويل إن عبد الحليم كانت كل النساء من مختلف الأعمار تحبه، المراهقات والسيدات حتى النساء الكبيرات كن يعتبرنه ابنًا لهن.. ورغم كل ذلك فإن إسماعيل شبانة ظل مخلصًا لشقيقه الصغير، يحاول أن يحميه، فلقد كان كمال الطويل -حبًّا فى عبد الحليم- لا يقدم ألحانًا إلا لعبد الحليم فقط، وكل منافسيه يرفض أن يلحن لهم، مهما ألحوا عليه، ولهذا مثلًا فهو لم يلحن لكل من محرم فؤاد وماهر العطار وعبد اللطيف التلبانى، حتى محمد رشدى لم يلحن له إلا بعد رحيل عبد الحليم بأكثر من خمسة أعوام.. صوت واحد فقط تعامل معه الطويل، إنه محمد مرعى، مطرب لبنانى، وعلى الفور كان عبد الحليم يعتب على صديقه كمال الطويل، لأنه منح مرعى أغنية لا يا حلو لأ.. لأ مالكش حق واكتشف الطويل أن الذى أبلغ عبد الحليم بذلك هو إسماعيل شبانة، حيث كان يعمل موظفًا بمعهد الموسيقى عندما كانت تجرى بروفات الأغنية، وكان حريصًا على أن ينقل لشقيقه ما يجرى داخل المعهد!
فى مسلسل العندليب الذى عرض قبل نحو عشر سنوات، قدم كمال أبو رية دور إسماعيل شبانة بإحساس عال، ولكن دراميًّا أرى أن إسماعيل يستحق أن توثق حياته بمفرده فى فيلم أو مسلسل بكل جوانبها، حيث تختلط مشاعر الفرح بنجاح الشقيق الصغير بالغيرة من نجاح الشقيق الصغير.
يظل السؤال الأهم الذى لن يستطيع أحد الإجابة عنه: ما السر الغامض للنجاح والحضور الطاغى، بينما نجد أن هناك من لا يعرف فى حياته وحتى بعد رحيله سوى الخفوت والانزواء والانصراف؟
الإجابة تجدها فى كلمة واحدة الكاريزما وما أدراك ما الكاريزما ؟!
نقلًا عن جريدة “التحرير”
اقرأ أيضًا:
الشناوي عن “مصر قريبة”: يفتقر للجمال.. وصورة غنائية مسيئة
“الإبراشي” يسأل صافيناز عن داعش وجهاد النكاح
صافيناز : يطاردونني لرفضي الأعمال المشبوهة
لميس الحديدي: أنا زوجة عمروأديب وده أحلى من جورج كلوني
منى الشاذلى تتراجع أمام خديجة بن قنة
بثينة كامل تدافع عن زوجة محافظ الاسكندرية
نادية لطفي تنضم للساخرين من نشيد داعش
القائمة النهائية لمقدمي برنامج البيت بيتك
لبني عسل ترفض تقديم “الحياة اليوم” بمفردها
ساويرس ردًا على “الجزيرة”: الشعب المصري عنيد وقوي