قال سامح العربي والد الطفل “يوسف”، ضحية الطلق الناري، بميدان الحصري، إن حالة يوسف ليست الوحيدة بل هناك حالتين مصابتان برصاصة طائشة في نفس المكان.
أشار والد “يوسف” خلال حواره مع الإعلامية ريهام سعيد، داخل مستشفى 6 أكتوبر الجامعي، التي يعالج فيها نجله، والمُذاع في حلقة مساء الثلاثاء من برنامج “صبايا الخير”، الذي يبث عبر فضائية “النهار”، أن الطفل أصيب برصاصة من مسدس أكبر من 9 ملم، بطلق علبة “k y” وهو أقرب إلى البندقية، بحسب ما أظهرت الأشعة، واستقرت الطلقة في النخاع الشوكي لجذع المخ، ولا توجد أية إشارات من المخ، لافتًا إلى أنه كان سيقابل ابنه بعد انتهاء عمله، وعندما تأخر عليه اتصل به فلم يرد، وعندها هاتف لوالدته لتخبره وهي تبكي أنه أصيب ونقل إلى المستشفى.
أردف الأب قائلًا: تخيلت أنها مجرد مشاجرة فلا أحد يعلم ما حدث وظن أصدقائه أنه يعاني من حالة إغماء، خاصة أن الطبيب لم يخبر أي شخص عن الحالة، حتى ذهبت إلى المستشفى فعرض عليّ الأشعة وأخبرني بوجود رصاصة في مخ نجلي، وبتوقف قلبه لمدة نصف ساعة، قبل إنعاشه، مشيرًا إلى أنه موضوع الآن على جهاز التنفس الصناعي وفي غيبوبة كاملة، ولا يستطيعون نقله أو تحريكه من المستشفى، إلا بعد ظهور أي إشارة من المخ.
ألمح والد يوسف أن الطفل كان صديقه وكاتم أسراره، وليس ابنه فقط، مؤكدًا أنه طفل شديد الذكاء ومحبوب من أصدقائه، مضيفًا أنه راضٍ بقضاء الله، لكنه لا يعتقد أنه قد يعيش فترة طويلة لو ذهب، لأنه سيريد اللحاق به، فهو ابنه الوحيد، وله ابنة أخرى تبلغ 11 عامًا، مشيرًا إلى أنه يقيم في مستشفى 6 أكتوبر الجامعي، منذ وقت الحادث، منتظرًا أي تغير في إشارات مخ يوسف، ويستمر في مخاطبته في غيبوبته حتى أنه يقص عليه أحداث اليوم، لافتًا إلى أنه لاحظ تحرك عينيه نحوه وهو يتحدث، إلا أنه ظن في البداية أنه يتخيل ذلك، من منطلق أمنيته في رؤيته يتحرك، إلا أن صديقة الأسرة والتي تزوره يوميًا وتقرأ له القرآن أكدت نفس المعلومة، متمنيًا حدوث أي تغير، متابعًا: “وأملى في رحمة ربنا بيّ وبأمه كبير”.
أكد والد “يوسف” على أن رجال المباحث مشطوا المنطقة لكن لم يعثروا على أي شيء أو أي دليل، مشيرًا إلى أنه كان يعتقد أن تًحل القضية أسرع من ذلك، خاصة مع تعدد الحوادث، وغرابتها، موضحًا أن الرصاصة التي أصابت أبنه جاءت من مسافة بعيدة، ولم يكن لها أي صوت، متسائلًا: هل هي من مسدس كاتم للصوت؟، مشيرًا إلى أن كل ما يريد معرفته هو حقيقة ما حدث.
في نفس السياق ناشدت مقدمة برنامج “صبايا الخير”، رجال الأمن في محافظة الجيزة، بسرعة حل هذه القضية، فهي تعلم مقدرتهم جيدا، معلقة على أنه بالرغم من تناول الكثير من البرامج لهذه القضية، إلا أنها تناولتها بشكل مختلف، بـ”إحساس الأمومة”، موضحة أن ابنها يدعى “يوسف” أيضًا، وكذلك تقطن في مدينة السادس من أكتوبر، ولهذا تشعر بقشعريرة في جسدها، كلما تذكرت هذه الحادثة.
استطرد “سعيد”، أنها لا تدعو إلى منع أي شخص من الخروج، لكن أين الأمان؟ موضحة أن الطفل كان يقف مع زملائه وليس في مشاجرة مثلًا، متسائلة: “هل الهدف هو تخويفنا كي لا نخرج من منازلنا؟ ومن قام بفعل ذلك؟ هل هو شخص مختل أو شاب يمزح مع أصدقائه؟ أو قناص؟ أو مريضًا نفسيًا يتعاطى المخدرات؟”، لافتة إلى أنه لا أحد يعلم الحقيقة خاصة مع تكرار هذه الحوادث، فقبل يوسف أصيبت فتاة بشظايا في ظهرها على الرصيف المواجه لموقع ذلك الحادث، وللآن لم يُعرف الجاني، مؤكدة أن هذه الشظايا دليل على بعد المسافة التي تم التصويب منها.
كما وجهت الإعلامية رسالة إلى جميع المصريين والعالم بالدعاء ليوسف بالشفاء وأكدت أنها تفاجأت عند تصوير الحلقة في مكان الحادث بعدم قول الحقيقة من الشهود، وتعدد الروايات، حتى أنهم اخبروها أن هذه المنطقة معبئة بالسلاح، كذلك باستمرار الحياة في المكان بشكل طبيعي.
يبث برنامج “صبايا الخير” في تمام الساعة العاشرة مساءً أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء، على فضائية “النهار” وتقدمه الإعلامية ريهام سعيد.