نورا مجدي
أسطورة الكوميديا المصرية الذي مثّل الحياة بمختلف مراحلها حيثُ تقلّب في الحياة من قمة المعاناة منذ الطفولة لقمة النجومية والشهرة ثم انحصار الأضواء لنهاية المشوار، لكن مع تاريخه الثري استطاع تخليد اسمه على مر العقود حتى أصبح اسم الكوميديان المصري إسماعيل يس الملقب ب”الضاحك الباكي” علامة في تاريخ زمن الفن الجميل.
في الرابع والعشرين من مايو وبعد مرور 45 عاما على وفاته يرصد إعلام دوت أورج محطات متنوعة بين الجد والهزل والغناء في حياة الكوميديان الراحل إسماعيل يس في التقرير التالي
من الطرب إلى المونولوج
بدأ حلم الغناء يراود “سمعة” منذ نعومة أظافره متأثرا بطرب الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي كان يعشقه كثيرا، وكان يعد نفسه ليكون مطربا فغنى في الأفراح والمقاهي إلا أن شكله حجب عنه النجاح في الغناء، وأيضا لأن الصوت من أهم مقومات الطرب لم يستطع الكوميديان تحقيق حلمه ومنافسه “عبد الوهاب” لكنه خلق لنفسه لونا من نوع خاص وهو “فن المونولوج” الذي اقترن باسم إسماعيل يس، والذي بات ساعيا وراء حلمه إلى أن انضم لفرقة بديعة مصابني للعمل كمونولوجست بعد أن اكتشفه المؤلف “أبو السعود الإبياري” شريك رحلة كفاحه الفنية الذي كون معه ثنائيا فنيًا شهيرًا، وبالفعل تألق إسماعيل يس في فن المونولوج وكان يتقاضى وقتها عشرون قرشا في الليلة الواحدة وظل عشر سنوات (1935- 1945) متألقًا في هذا المجال حتى أصبح يلقي المونولوج في الإذاعة نظير أربعة جنيهات عن المونولوج الواحد شاملا أجر التأليف والتلحين، إلى أن اقتحم عالم التمثيل.
https://www.youtube.com/watch?v=NmoohBngD_w
قفشات سمعة مع كوكب الشرق
سرعة البديهة وخفة الدم عاملين أساسيين لتكوين الصداقات، وقد عُرف عن إسماعيل يس علاقته الجيدة بكل نجوم الفن، من المواقف الشهيرة التي تجسد سرعة بديهته مع خفة ظله موقفه مع كوكب الشرق أم كلثوم التي التقت باسماعيل يس بالصدفة في إحدى صيدليات محطة الرمل بالإسكندرية وقد لفت نظر أم كلثوم وقوف إسماعيل يس بجوار الميزان الآلي، فسألته عن وزنه وأجاب: “زي الفل 78 كيلو فقط لا غير”، فاندهشت كوكب الشرق ومازحته قائلة: “مش معقول لازم اتوزنت من غير بقك” في إشارة لكبر حجم فمه فضحك الجميع على خفة ظلها معه وأراد ياسين رد السخرية بسخرية مماثلة، وأصر على أن تزن نفسها هي الأخرى، لكن مع ترددها ورفضها حتى لا يسخر منها قال لها سريعا “أكيد سيبتي صوتك في القاهرة وخايفة توزني نفسك من غيره” فضحك الجميع وكانت هي أولهم، ومن المعروف أن أم كلثوم كانت تحب خفة ظل إسماعيل يس وصوته المميز.
خذل صديقه فخذله الزمن
“إسماعيل يس فى الطيران والجيش والمطافئ والبوليس” أسماء لأعمال سينمائية ساهمت في تكوين ثنائي كوميدي ناجح ربط اسم إسماعيل يس بالشاويش عطية الذي كان يقوم بدوره الفنان رياض القصبجي، لكن رغم علاقات الصداقة التي تدوم في بعض الأحيان إلا أن سمعه تخلى عن صديقه “القصبجي” الذي أصيب بالشلل النصفي وظل لسنوات يعاني المرض ولم يزره ولو مرة واحدة. وهذا التجاهل كان له تأثير سي على نفسية القصبجي قبل وفاته ورغم ذلك إلا أن المفاجأة التي فجرها نجل “القصبجي” هي أن إسماعيل صديق والده لم يذهب للعزاء بعد وفاة رفيق دربه.
وحتى الآن لم يعرف السبب الحقيقي وراء تصرف إسماعيل تجاه القصبجي، إلا أن المواقف أحيانا تتكرر فقد عانى إسماعيل يس في سنواته الأخيرة منالإكتئاب الحاد الملئ بالحزن والإحباط خاصة بعد ابتعاد معظم المخرجين والمنتجين والأصدقاء عنه، كما أرهقه المرض وعدم التقدير وطاردته الديون وحاصرته الضرائب فاضطر لحل فرقته المسرحية ثم انتقل إلى العالم الآخر ليترك مسرح الحياة في 24 مايو 1972 إثر أزمة قلبية حادة، قبل أن يستكمل دوره الأخير في فيلم من بطولة الفنان الراحل نور الشريف.
إسماعيل يس “بيومي فؤاد جيله”
لفت انتشار الفنان بيومي فؤاد لكثرة أعماله السينمائية والتليفزيونية التي قدمها خلال الفترة الأخيرة أنظار معظم الناس حتى أصبح يُضرب به المثل في كثرة الانتشار رغم عدم تقديمه أدوار البطولة المطلقة إلا في نطاق ضيق إلا أنه نجح في تقديم الأدوار المساعدة، وعلى مر الزمن نجد أن “بيومي” لم يكن الفنان الوحيد الذي انتشرت أعماله لخفة ظله بل سبقه كثيرون من بينهم الكوميديان الراحل “إسماعيل يس”.
رغم عدم وسامة “ياسين” إلا أنه أشتهر خلال الفترة من 1952 إلى 1954 بكثرة أعماله وكان الفنان الأكثر انتشارا حيث كان يقدم 16 فيلما في العام الواحد وهو رقم لم يصل إليه أي فنان آخر، فأدى نجاح أفلامه إلى تهافت المنتجين عليه ليكون بطل أفلامهم الوحيد.
وبدأ في 1955 سلسلة الأفلام التي اقترنت باسمه فكان البطل الوحيد الذي تقترن الأفلام باسمه مثل”إسماعيل يس في الجيش” و”إسماعيل يس في الأسطول” و”إسماعيل يس في مستشفى المجانين”و “اسماعيل يس في الطيران” … وقد بلغ مجموع أعماله ما يزيد عن 50 مسرحية و 482 فيلماً.
إسماعيل يس يعود من جديد
يعود الفنان إسماعيل ياسين، للظهور على شاشة التليفزيون المصري، بشكل جديد، في شهر رمضان المُقبل، من خلال مسلسل كارتون يحمل اسم “سمعة آخر حاجة”، وذلك تقديرًا واحتفاءً بمشوار الفنان الكوميدي الراحل.
وقال المؤلف محمد البرعي، في تصريحات خاصة لـ”إعلام دوت أورج“، إن أحداث المسلسل تعتمد على مُفارقة خيالية، حينما يسرق أحد اللصوص آلة الزمن، الذي اخترعها عالم مصري يعيش في منطقة شعبية، وعندما يحاول ذلك اللص استكشاف هوية تلك الآلة، تعود به إلى فترة الخمسينيات من القرن الماضي، فيحضر إسماعيل ياسين في الوقت الحالي بدلًا منه، وذلك لأن اسمه كان موجودًا في ذاكرة الكومبيوتر.
نرشح لك: (تفاصيل عودة إسماعيل ياسين في رمضان)