درية شرف الدين: للعدالة توقيت

فى وضح النهار وفى أحد أيام عام 2006 وفى إحدى قرى محافظة كفر الشيخ كانت هناك امرأة شابة فى السادسة والعشرين من عمرها ترضع وليدا لها أنجبته بعملية قيصرية شاقة، طرق باب منزلها اثنان من الأوغاد قاما بخطفها عنوة من منزلها وهى تصرخ وتولول، لاتعرفهما ولا تعلم السبب، وتحت تهديد السلاح على مرأى ومسمع من السكان والجيران الذين تواروا خوفا انضم آخرون للخاطفين وذهبوا بها إلى منطقة زراعية وقاموا باغتصابها، لم تشفع صرخاتها ولا تقبيلها لأرجلهم أن يتركوها بل اتصلوا بآخرين كى يلحقوا بهم حتى بلغ عددهم أحد عشر مغتصبا بينهم مراهق فى الخامسة عشرة، ست ساعات كاملة تتعرض فيها شابة مذعورة لأبشع أنواع الانتهاك والذل والرعب حتى داهمتهم الشرطة متلبسين بجريمتهم، واتضح أن السبب وراء الاختطاف والاغتصاب هو مجرد خلافات مع زوج هذه السيدة.

ثم أصبحت هذه الواقعة مجرد قضية كغيرها من القضايا من حكم لآخر ومن نقض لآخر ومن محكمة لأخرى حتى صدر لها حكم نهائى منذ عدة أيام فقط وبعدما يقرب من تسعة أعوام، قضية روعت المجتمع بتفاصيلها الوحشية من اختطاف وشروع فى القتل واغتصاب جماعى تحت تهديد السلاح وسرقة بالإكراه وكانت الأحكام ما بين الإعدام والسجن المؤبد. والسؤال هنا: هل لمثل هذه النوعية من القضايا التى تروّع المجتمع وتهتك أمنه وشرفه هل لها أن تبقى تسعة أعوام بين المحاكم حتى يصدر فيها حكم نهائى؟ مغتصبون أوغاد يقيمون فى السجون يأكلون ويشربون ويعالجون من أموالنا ويعيشون فى مأمن من الانتقام منهم، وضحية لها الله فيما تعانيه طوال العمر مما لا يحتمله بشر وأسرة ريفية تعيش مع الفضيحة وتنتظر الثأر والانتقام بيد الدولة المنوط بها الحماية وتوقيع العقاب والدولة تنتظر تسع سنوات وتمارس عدالة بطيئة هى فى واقع الأمر ظلم طويل وألم ثقيل.

أين الردع والترهيب والتخويف فى مثل هذه النوعية من الجرائم حتى لا تتكرر بهذه السهولة التى تتكرر بها الآن؟ نجار يحطم نافذة منزل جارته ويدخل ليغتصبها تحت تهديد السلاح، مدرس ابتدائى ينتهك تلميذة فى السنة الرابعة فى دورة مياه، أمينين للشرطة يجبران فتاة على التوجه إلى سيارة الشرطة ويتناوبان اغتصابها وفى معظم الحالات يتم القبض على المتهمين ويبدأ مشوار المحاكمة الطويل البطىء الذى يكرس الظلم ويُغرى بتكرار الجريمة ويوغر الصدور للانتقام والثأر الفردى بعيدا عن سلطة الدولة.

لا نعقب على أحكام القضاء الواجبة الاحترام ونعرف مقدار الضغط والجهد الذى يتحمله القضاة لكننا نعترض على طول مدة التقاضى فى قضايا لا تحتمل التأجيل. وحتى يكون للعدالة معنى يجب أن يكون لها توقيت.

نقلا عن”المصري اليوم”

اقرأ ايضا

كواليس استقالة عمرو عبد الحميد: قدمها بإيميل ورفض عروض العودة المؤقتة   

 قائمة المرشحين لخلافة عمرو عبد الحميد في “الحياة اليوم”   

 ‫ياسمينا.. نجمة تنتظر التتويج السبت المقبل‬‎   

 لماذا اختفي ميمى الشربينى؟   

 محافظ الإسكندرية في “مصيدة” التوك شو   

 6 أسباب تدعم دنيا سمير غانم في إكس فاكتور   

 “الإبراشي” يسأل صافيناز عن داعش وجهاد النكاح   

 تحرش على الهواء في برنامج طوني خليفة   

 وقف دعوى اتهام فاطمة ناعوت بإزداء الأديان   

 مفاجأة: السبكي “استولى” على تكريم الليونز   

 شاهيناز النجار تقاضى صافيناز بعد حلقة العاشرة مساءً   
تابعونا عبر تويتر من هنا
تابعونا عبر الفيس بوك من هنا