إسراء النجار
إذا سألت أحدهم أي مسلسل سيشاهد في رمضان، سيرد عليك فورا “مسلسل فلان الفلاني”، وغالبا لن يكون هذا “الفلان” سوى أحد الممثلين. وفي المقابل، من الصعب –وربما المستحيل- أن يكون “الفلان” أحد مخرجي مسلسلات رمضان هذا العام.
صحيح أن هناك من النجوم من يجيد اختيار أعماله، لكن ذلك غالبا ما يكون الاستثناء، فمعظم الفنانين لا يملكون الوعي والذكاء الكافيين لتوجيه موهبتهم، لذلك يمكننا أن نجرب لعبة جديدة في رمضان، المقبل بعد ساعات، قد تساعدك في اختيار ما تشاهد من بين هذا الكم الكبير من المسلسلات.
لن ننظر للنجوم، وسنحدد المخرجين الذين نثق بهم ويمكننا أن نتابع أعمالهم دون أن نندم على ذلك في منتصف الطريق. ومع انتهاء الشهر الكريم يمكننا أن نقيم اختياراتنا، ومن ثم الحكم على مدى نجاح تلك اللعبة.
والآن، سنتقدم الصفوف لنرشح 5 مخرجين، غالبا لن يخِيب ظنك لو اتبعتهم.
كاملة أبو ذكري
تخوض “كاملة” السباق الرمضاني بمسلسل “واحة الغروب”، المأخوذ عن رواية الكاتب الكبير بهاء طاهر، صحيح أن رواية “طاهر” تمثل أحد أهم المغريات لمشاهدة العمل خاصة بالنسبة لقارئها المتشوق لمعرفة كيف سيتم ترجمة كل هذا الكم من المشاعر والصراعات النفسية للأبطال، على الشاشة.. لكن وجود اسم كاملة أبو ذكري كمخرجة للمسلسل أصقل قيمة العمل ككل، خاصة بعد الثقة التي بنيت بين المتفرج ومدرسة “كاملة” في الإخراج للدراما، التي أعادت اكتشاف نجوم كثيرين وبلورت موهبتهم، وعلى رأسهم الفنانة نيللي كريم، التي أزالت المخرجة الغبارعن موهبتها وقدمتها كأنها لأول مرة في مسلسل “حكاية بنت اسمها ذات” عام 2013، وتلاه “سجن النسا” في 2014.
وبالنظر إلى مسيرة “كاملة” الإخراجية سنجدها قصيرة المدة كبيرة الإنجاز، فمخرجة أفلام “ملك وكتابة”، و”عن العشق الهوى”، و”واحد صفر” تبحث دائمًا عن الاتقان والإبداع حتى لو تعثرت ولم تقدم ما هو متوقع منها أحيانًا.
تامر محسن
صحيح أن تامر محسن هو الآخر لم يقدم أعمال هائلة بلغة الأرقام، ولكنه لو لم يخرج سوى مسلسل “بدون ذكر أسماء” لكان هذا سببًا كافيًا لمتابعة مسلسله “هذا المساء” في رمضان 2017.
لغة “تامر” الدرامية لم تعبر عن ذاتها فقط في رائعة الكاتب الكبير وحيد حامد، لكنه عبر عنها أيضًا بعمل هام وناجح وهو مسلسل “تحت السيطرة” الذي قدمه في رمضان قبل الماضي، ليكمل مسيرة تألق ونضوج موهبة نيللي كريم.
مخرج الفيلم المميز “قط وفار” عاد بعد عامين من آخر أعماله الدرامية لينافس بقوة في عمل يكتسب قوته أيضًا من أن مؤلفه هو مخرجه، والذي اختار له مجموعة “صنايعة” تمثيل، كإياد نصار ومحمد فراج وأحمد داوود وأروى جودة، وحنان مطاوع.
محمد شاكر خضير
شكل محمد شاكر خضير مع المؤلف تامر حبيب ثنائيًا محببًا على الشاشة منذ أن قدما مسلسل “طريقي” في 2015، ولكن نجاح “خضير” وتألق لغته الإخراجية في “طريقي” لم يكن صدفة كمخرج درامي “لأول مرة”، لأنه أكد تميزه واختلافه العام الماضي بتقديمه واحد من أهم مسلسلات الموسم الرمضاني الماضي “جراند أوتيل”، الذي شهد مباريات تمثليلة بين عدد كبير من النجوم، أبرزهم محمد ممدوح وأحمد داوود ودينا الشربيني.
موهبة “خضير” ارتقت تدريجًا في أعماله كموهبة الفنان محمد ممدوح الذي ربما لهذا السبب يشارك في العام الثالث على التوالي مع “خضير” كبطل رئيسي من خلال مسلسل “لا تطفئ الشمس”.
هاني خليفة
ينتمي هاني خليفة أيضًا لمدرسة “الكم لا الكيف”، فلا يشغله حجم التواجد ولا توقيته بقدر ما يشغله تقديم عمل جاد مميز. ولهذا سنجد في أرشيف خليفة واحدا من أهم الأفلام الشبابية وهو “سهر الليالي” في عام 2003، وبدلًا من أن يستثمر نجاحه كغيره، غاب بعدها ما يقرب من 8 سنوات ليخرج بعدها مسلسل “الجامعة” في 2011، والفيلم المميز “سكر مر” في 2015.
ربما لم يشعر المشاهد العادي بهذين العملين، لكن مسلسل “فوق مستوى الشبهات” الذي قدمه رمضان الماضي -وشهد إعادة انطلاق للفنانة يسرا- مثّل العودة الجماهيرية لكاميرا “خليفة”، الذي كرر التعاون مع يسرا ليقدما سويا للموسم الدرامي الرمضاني “الحساب يجمع”.
شريف البنداري
بمجرد أن يطرح اسم مسلسل “الجماعة2″، سرعان ما يكون هناك ربط تلقائي بين اسم المسلسل والكاتب الكبير المثير للجدل وحيد حامد. صحيح أن “وحيد” يمثل هنا الكاتب النجم ولكن هذا لا يجعلنا نتغافل عن شريف البنداري، مخرج الفيلم القصير “حار جاف صيفًا”، الذي قدم مؤخرًا فيلمه الروائي الطويل الأول والمميز “علي معزة وإبراهيم”.
المسئولية كبيرة أمام “البنداري” في إخراج “الجماعة2″، خاصة أنه يستكمل مسيرة المخرج الكبير محمد ياسين، مخرج الجزء الأول من “الجماعة” والذي نفتقده بشدة في رمضان 2017. ولكن كما أسهم وحيد حامد في صنع نجومية “ياسين” الدرامية في “الجماعة1″، وتامر محسن في “بدون ذكر أسماء”، نتوقع أن ينال “البنداري” بلغته الإخراجية المميزة مزيد من النجومية.