أندرو محسن
من بين الكثير من المسلسلات الكوميدية المعروضة في رمضان الحالي، لكن الاهتمام الأكبر مُنصب على 5 مسلسلات، هي: خلصانة بشياكة – هربانه منها – ريّح المدام – عفاريت عدلي علّام، وهذه نظرة على الحلقة الأولى:
خلصانة بشياكة:
بعد 5 أجزاء من “الكبير أوي” وابتعاد سنة عن التلفزيون وغياب أربع سنوات عن السينما، يعد المسلسل بالنسبة لأحمد مكي أكثر من مجرد مسلسل جديد، بل إما أن يكون إثبات وجوده على الساحة أو الاتجاه لمنطقة رمادية.
التعاون مع الثنائي شيكو وهشام ماجد هو تعاون ليس مضمونًا أيضًا، فيلم “حملة فريزر” للثنائي لم يكن على المستوى المطلوب، الملاحظة الثانية على التعاون هي: هل العمل مكتوب لأحمد مكي بمشاركة الثنائي أم مكتوب للثلاثة معًا؟
عمل يتناول فكرة الصراع بين الرجل والمرأة قد لا يكون جذابًا، لكن ماذا لو كان المسلسل يدور في الأرض بعد حدوث كارثة أدت لتغيّرها عن الشكل الذي نعرفه (ديستوبيا) وسبب حدوث الكارثة هو الصراع بين الرجل والمرأة؟ هنا أصبح المسلسل يحمل وجهًا مختلفًا جدير بالمشاهدة .
هذا الإطار المختلف جعل من السهل تمرير تعليقات كوميدية ليست جديدة في عالم السخرية بين المرأة والرجل، كالاهتمام بالألوان والتأخر في المواعيد وخلافه، وجميعها تعليقات موجودة في الكومكس على فيس بوك.
هناك اهتمام واضح بالإنتاج لإعطاء شكل مختلف للأرض بعد الكارثة، سواءً بالنسبة للديكورات أو الملابس أو الاكسسوارات.
في ال لا لا لاند:
دنيا سمير غانم بمسلسل كوميدي جديد بعد نجاح كبير جدًا في العام الماضي، ونسب مشاهدة كانت الأعلى تقريبًا على يوتيوب.
مع فريق العمل نفسه تقريبًا من العام الماضي من المؤلفين مصطفى صقر ومحمد عز وكريم يوسف والمخرج أحمد الجندي، ومعظم الممثلين كذلك، يبدو في المسلسل محاولة ذكية لاستثمار نجاح الفريق في العام الماضي.
أهم ما ميز مسلسل العام الماضي هو توزيع الكوميديا بالتساوي تقريبًا على الشخصيات الرئيسية وليس على دنيا أو إيمي فقط، في “ال لا لا لاند” تزداد الشخصيات مع الاحتفاظ بفكرة توزيع الكوميديا، مما جعل في الحلقة الأولى الكثير من الكوميديا الجيدة.
ما يصعب تمريره تمامًا هو أن شخصية عتاب (دنيا) بالمظهر غير المهندم والسذاجة وانعدام الثقافة هي مضيفة طيران، من المستحيل أن تكون هناك مضيفة طيران تحتوي على كل هذا الكم من المخالفات لقواعد المهنة، حتى لو كان هذا سيخدم الكوميديا.
هربانه منّها:
يبدأ المسلسل بمطاردة طويلة بالسيارات تنتهي، بالطبع، بانقلاب سيارة ياسمين عبد العزيز وتدخل المستشفى. مطاردة سيارات تليق بفيلم أكشن في مسلسل كوميدي في رمضان.
تقرر الشرطة الاستعانة بطبيب نفسي (بيومي فؤاد) للمساعدة في التعرف على شخصية ياسمين عبد العزيز، طبيب نفسي لشخصية مصابة في حادث؟ ماذا عن تحريات الشرطة والأطباء في المستشفى والأدلة الجنائية؟ لا يهم المهم وجود سبب لإدخال بيومي فؤاد.
يظهر من الحلقة الأولى أن ياسمين لديها مشاكل في التعرف على شخصيتها، ويبدو أنها ستخوض في كل حلقة مع شخصية جديدة، وهذه هي فكرة المسلسل.
عكس مسلسل دنيا سمير غانم، الكوميديا هنا تعتمد بشكل شبه كامل على ياسمين، حتى لو لم تكن ستخرج من شخصيتها فيجب أن تكون حاضرة في المشهد.
المشاهد معظمها تعتمد على الحوارات ولا وجود لكوميديا موقف، بالإضافة لطول المدة الزمنية لمعظم المشاهد بشكل يضر بالكوميديا.
للأمانة كوميديا الموقف كانت موجوده في مشهد سرقة ياسمين، وهو المشهد المأخوذ بأكمله من فيديو شهير على يوتيوب لسرقة كوميدية.
ريّح المدام:
عكس “هربانه منّها” ينتهي هذا المسلسل بمطاردة سيارات، لكن النتيجة واحدة، اصطدام سيارة داليا (مي عمر) وفقدانها للذاكرة، ويبدو أيضًا أنها ستخوض داخل عدة شخصيات للعودة بذاكرتها، هل يذكرك هذا بشيء؟ راجع المسلسل السابق.
عكس المسلسل السابق، هنا وجود الطبيب النفسي بهجت (أكرم حسني) مبرّر بشكل منطقي، فهو صديق الزوج الخائن سلطان (أحمد فهمي) الذي ينصحه بكيفية الحفاظ على زاوجه.
يعتمد المسلسل في حلقته الأولى على توزيع الكوميديا بين أحمد فهمي وأكرم حسني، ولكن ما جاء ليس لا يعد بالكثير، ربما باستثناء مشهد إقناع الطبيب النفسي لمريضته بضرورة الانتحار.
مرة أخرى غياب المنطق لحساب الكوميديا، هل من الطبيعي أن تثق زوجة في زوجها وتقول “سلطان ده من أنضف الناس اللي قابلتهم في حياتي” ليكون رد أم سلطان هو “ده من أوسخ الناس اللي قابلتيهم في حياتك”، الأم تشهد ضد ابنها لزوجته، وبهذا الوصف!
مشهد آخر تأتي فيه الزوجة لتضبط زوجها مع إحدى عشيقاته لتجد باب شقتها مفتوحًا فقط حتى تدخل وتضبطه يلعب مع طفل صغير.
عفاريت عدلي علام:
لا تقدم الحلقة الأولى الكثير من الأحداث الكاشفة عن طبيعة المسلسل، ولكنها بالتأكيد أفضل من الحلقة الأولى من مسلسل عادل إمام السابق “مأمون وشركاه”.
للمرة الأولى منذ بداية عودة عادل إمام للتلفزيون، نشاهده في شخصية موظف من الطبقة الوسطى وليس ذو سلطة أو قدرة استثنائية.
كان يمكن للحلقة الأولى أن تعد بكوميديا اجتماعية جيدة بعيدة عن السياسة التي يحب عادل إمام إقحامها في كل أعماله الأخيرة، لكن انتهت الحلقة بتسليم عدلي (عادل إمام) لمقال عنوانه “الداخلية… مأساة لا تنتهي”.
هالة صدقي، مبالغة شديدة في كل شيء، في الصوت والانفعالات والمكياج والشعر، ومن الصعب تخيل أن هذا هو ما ستكون عليه طيلة 30 حلقة.
لقطة الحلقة السابقة:
من مسلسل واحة الغروب، بعد عرض عدة لوحات مرسومة لنتائجة هجوم الإنجليز على الإسكندرية، تنتهي اللوحات بهذه اللوحة ثم ننتقل إلى اللقطة الحية لنجد كل تفاصيل اللوحة حقيقية. الديكور لفوزي العوامري.