رباب طلعت
قبل أيام قليلة، من بداية شهر رمضان، انطلقت دعاية مختلفة، مشابهة لطابع المسلسل المنتظر “ريح المدام”، الذي يجمع الثنائي الكوميدي أحمد فهمي، وأكرم حسني، بانتشار عدد من الفيديوهات التي كشفت عما ينتظر الجمهور خلال 30 حلقة من “الضحك الصافي”، على كوميديا اثنين جمعت بينهما “كيميا” فنية، خطفت الجماهير، التي حرصت على مشاهدته مع بداية الشهر الكريم، على شبكة تلفزيون “النهار”.
يرصد “إعلام دوت أورج”، خلال التقرير أبرز أسباب نجاح اجتماع الثنائي في عمل درامي كوميدي واحد، ولماذا يجب مشاهدته؟
(1)
منذ الإطلالة الأولى لأحمد فهمي، أو أدقًا “الإطلالة الأبرز” له كـ”سمير منير الخطير”، في فيلم “سمير وشهير وبهير”، عام 2010، وكذلك أكرم حسني، عام 2011، في شخصيته الأشهر “سيد أبو حفيظة”، في برنامجه “أسعد الله مساؤكم”، تكتشف أول صفة مشتركة بينهما وهي “الشكل مش مهم”، فكلاهما يعتمد على تجسيد الشخصية، لا شكلها، فـ”سمير” عشوائي، ابن بلد، لا يرتدي قطعتين ملائمتين لبعضهما، و”أبو حفيظة”، موظف بـ”كرش”، وبنظارة “كعب كباية”، و”أصلع”، ويرتدي “بدلة من الخمسينات”، ما يؤكد أنهما سيخرجان في أي عمل يلتقيان فيه عن مفهوم الممثل “الجان”، وإن حدث سيكونان “سلطان”، و”بهجت”، الذي يفرض عليهما الدور ذلك، إلا أن الجمهور لن يركز على شكلهما الخارجي، بقدر أدائهما، كما اعتادا منهما.
(2)
المغامرة، كلمة واحدة، تصف كليهما، فأكرم حسني، الضابط السابق، الذي ترك وظيفته ليعمل كمذيع في “موجة كوميدي” بشخصيته “سيد أبو حفيظة”، التي اشتهر بها، لا يختلف كثيرًا عن أحمد فهمي، الذي ترك كلية الهندسة ليلتحق بكلية اقتصاد وعلوم سياسية، ويعمل في البورصة، وترك كل ذلك من أجل التمثيل، الذي تحول من مجرد “هواية”، و”هزار”، إلى “أكل عيش”، وهي نفس الكلمة التي تصف اختياراتهما لما يقدماه سواء كانا منفردين، أو مجتمعين في عمل واحد كـ”كلب بلدي”، من قبل، و”ريح المدام”، حاليًا، والذي تتناول حلقاته العديد من “الإفيهات”، الجريئة بحسب تصنيف البعض، أو “الحبكة” الدرامية المختلفة، كإدراج قصة حب “بهجت” أو “أكرم”، مع والدة “سلطان”، أو أحمد فهمي، صديقه في المسلسل، والذي تجسده الفنانة رجاء الجداوي.
(3)
“الكوميديا من أجل التفاهة”، مبدأ يتفق عليه الاثنين، وإن كان قصدهما به، أن الكوميديا لا يشترط أن تكون هادفة، أو تعطي رسالة، وإن حدث ذلك، فليس ضارًا، لكن ذلك النوع من الفن عند الاثنين، هو مصدر بهجة وإضحاك الجمهور، خاصة المصري، “الدرامي” بطبعه، وشديد التأثر بالمشاهد التراجيدية، إلا أنه لا يسهل إضحاكه، كونه “شعب ابن نكتة”، وكل منهم “أستاذ كوميديا”، فلا يقبل أي فنان يصنف نفسه “كوميديًا”، إلا إذا كان كذلك فعلًا، وهو ما نجح الاثنين منفردين في أعمالهما السابقة، وحققا جمهورًا عريقًا لكل منهما، ما يعني جمهورًا أكبر إذا اجتمعاه سويًا في عمل واحد، وهو ما أكدته إيرادات فيلمهما “كلب بلدي”، وهو ما دفعهما لتقديم “ريح المدام” مؤخرًا، أيضًا “عمل من أجل الضحك”.
(4)
التشخيص قوة فنية فريدة من نوعها، ففي حين أن نجومًا كبار، حصروا أنفسهم في حيز واحد، وشكل واحد، انتهج الاثنين التقليد، والتنوع في الشخصيات، فـ”فهمي” قدم الشخصية “بنت البلد”، في “سمير وشهير وبهير”، والأنثى المتحولة في “بنات العم”، ومؤخرًا الإنسان الذي له صفات الكلاب، في “كلب بلدي”، وهو نفس ما قدمه “حسني”، الذي كان بالرغم من تقديمه لشخصية واحدة “أبو حفيظة”، إلا أنه “طعمها” بالغناء والتقليد وتجسيد الشخصيات المختلفة خلال حلقاته، بشكل كوميدي، حتى في فيلمه “كلب بلدي”، الذي جمعه مع “فهمي” بدور “وردة” الشرير، ولنقل أن تلك الصفة هي مصدر قوتهما، التي أهلتهما لتقديم مسلسلًا رمضانيًا من 30 حلقة، بشخصيات مختلفة كل يوم، من المغني، للملاكم الفلاح، للمتدين، كما ظهر أحمد فهمي، وصديقه أكرم حسني.
(5)
النجاح لا يحتاج كادرًا خاصًا وهو ما أكده الثنائي، فالأول نجاحه لم يقتصر على “أبو حفيظة”، بل نجح كـ”وردة الحلواني”، في “كلب بلدي”، خروجه الأبرز من ثوب “أبو حفيظة”، وهو أيضًا نقطة خروج أحمد فهمي، من ثوب الثلاثي أحمد فهمي، وهشام ماجد، وشيكو، ليتحول لـ”أحمد فهمي” فقط، ويستطيع النجاح كـ”روكي ابن فريسكا”، وبالطبع كما استطاعا النجاح سينمائيًا، بعد خروجهما عن الإطار الذي حصرهما فيه البعض، يؤكد أنهما فنانان حقيقيان، لا يعتمدان إلا على موهبتهما في النجاح.
(6)
كل ما سبق يمكن تفسير إرجاع أكرم حسني، لنجاحه مع أحمد فهمي، بأنها “الكيميا الخاصة”، التي تجمعهما ببعضهما، خاصة أنهما يفهمان بعضهما جيدًا، لعلاقة الصداقة التي تجمعهما خارج إطار الوسط الفني، بالرغم من فارق السني، بينهما، والذي لم يظهر على الشاشة أبدًا، فمن يراهما يظن أنهما “دفعة واحدة”، وتربيا سويًا كعلاقة “فهمي”، بـ”شيكو وهشام ماجد”، ما يفسر نجاحه معهما، وبدونهما، ومع “حسني” مؤخرًا، حيث من المرجح أنهما سيشكلان ثنائيًا فنيًا ثابتًا، خلال الفترة المقبلة.