أسقطت أسرة آل الشيخ (السعودية) عباءة الخلافة التي حاول تميم بن حمد آل ثاني حاكم قطر أن يتستَّرَ بها ليحميَ مشروعه وطموحه وجموحه، وقد أصدَرَتْ الأسرة بيانًا تنفي فيه نسب تميم إلى ذرِّيَّة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأوضح البيان أن دعوى انتماء الأمير القطري (دون تسميَتِه مكتفيًا بإشارة واضحة ومفهومة) لذرية الشيخ هي دعوى باطلة ومختلَقَة.
وجاء في نصِّ البيان: «لا بد من الإشارة إلى أننا اضطررنا إلى إصدار هذا البيان لا تفاخرًا بالأنساب، والعياذ بالله، ولكن ردًّا على بعض مَن ادَّعى بانتهاء نسبه إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب لغرض في نَفْس يعقوب، كما ذكر أحدهم في بعض التسجيلات المسرَّبَة له، لتوظيفها في شقِّ اللُّحْمَة الوطنية بإثارة النعرات القبلية».
ويكمل البيان حاسمًا الأمر: «أما من يدّعي أنه يعود بنسبه إلى الشيخ، فهي دعوى باطلة كاذبة ومختَلَقَة، ولا تَمُتّ للحقيقة بأية صلة، كأمير إحدى الدول الخليجية الذي قام ببناء مسجد باسم الشيخ محمد بن عبد الوهاب في بلده مدعيًا أنه جَدُّه، رغم أن من يتولون الإمامة والخطابة في هذا المسجد لا يمتُّون بِصِلَة لنهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته السلفية والوسطية، لذلك نطالب بتغيير اسم المسجد، لكونه لا يحمل منهجه السلفي القويم».
وقد طالَبَ المستشار في الديوان الملكي السعودي تركي آل الشيخ، صراحةً، حكومة قطر، بتنفيذ ما ورد من «طلبات مشروعة» لذرية الشيخ محمد بن عبد الوهاب، كما ورد بالبيان الذي نَشَرَتْه الأُسرة، وجاء ذلك عبر حسابه على «تويتر».
وكانت قطر قد افتَتَحَتْ عام 2011 مسجدًا كبيرًا سُمِّي باسم الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقال أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أثناء افتتاحه: «إن هذا المسجد الذي ينبتُ من أرضِ قطر وكأنه قطعة أزلية منها، سيكون منبرًا للإصلاح والدعوة الخالصة إلى الله عز وجل٬ بعيدًا عن البِدَع والأهواء بما ينفع الناس في دنياهم مما يواكب روح العصر».
وفي ذلك العام، وبحسب ما ذكرته صحيفة سعودية، كانت قطر تعيش حالةَ استقطابٍ سياسية ودينية أرادت أن تجعلها وسيلةً لكسب ميول سلفية٬ وفي محاولة استثمار زخم قبلي حاولت الدوحة أن تثبت نسبها إلى الشيخ عبد الوهاب، فعَرَضَتْ وكالة الأنباء القطرية في ذلك الحين لنسب الشيخ محمد بن عبد الوهاب، مشيرةً إلى انتمائه إلى قبيلة بني تميم التي تنتمي إليها الأسرة الحاكمة في قطر.
وكان «الإخوان» قد دَسُّوا حلم الخلافة في بلاط الحكم القطري، لعلَّهُم يجدون لأنفسهم دورًا، بعد أن لفَظَتْهُم المدن وطاردتهم الحكومات، ولم تخجل هذه الجماعة الدينية المارقة من أن تُخرِج من جعبتها «الحلم القديم» الزائف، الذي تاجَرَتْ به على الجميع منذ نشأتها على يد مؤسسها حسن البنا عام 1928، وبحثَتْ له عن مؤَمِّن ومموِّلٍ بين جموع الحكام المسلمين منذ عهد عبد العزيز آل سعود مؤسس السعودية، ومن بعده أبنائه الملوك سعود وفيصل، ومرورًا بالملك فؤاد ومن بعده ابنه فاروق، وحتى عهد تميم القطري وأردوغان التركي.
وكان الانتماء للقطب الوهابي والادعاء بالنسب إليه عامل مرجِّح لكِفَّة الفتى القطري الحالم بالخلافة الإسلامية، وصَمَتَتْ السعودية على هذه الادعاء الكاذب حتى وصل الصبر إلى منتهاه، لا سيما مع الانكشاف الفاضح لأدوار قطر المشبوهة في دعم ومساندة جماعات دينية تمارس الارهاب في أكثر من دولة.
ولا شك أنه بعد خطاب الرئيس السيسي في القمة الإسلامية الأمريكية الذي اعتمده مجلس الأمن كوثيقة رسمية، أصبحت قطر.. في خطر، وباتت على مرمى القصف المصري السعودي الإماراتي، فهل تنجح جهود الحكماء الثلاثة في إيقافها عند حجمها وداخل حدودها؟!