ورطة إنسانية.. عن الكاميرا الخفية "الحلال"

سما جابر

كثيرًا ما يتعرض بعضنا لمواقف إنسانية في حياته وفي عمله أو مع أصدقائه، قد يصعب التصرف فيها خوفًا على مشاعر من حولنا، لكن إذا كانت هذه المواقف الإنسانية الصعبة سببًا في استعادة حالة “الجدعنة” التي ربما نُسيت وسط الأزمات والصعوبات المعيشية التي تواجهنا، فكيف يكون رد الفعل حينها؟

من الألم يأتي الأمل

ارتبط شهر رمضان دائمًا بالكاميرا الخفية، سواء مع المشاهير أو مع الناس في الشوارع، ليجد الشخص نفسه فجأة في “ورطة” وأزمة مفتعلة لرصد رد فعل معين منه في الغالب قد يكون سلبيًا مليء بالانفعالات وأحيانًا الشتائم المصحوبة بـ”تيييت” من أجل إضحاك الجمهور عليه، لكن هذا العام كان لصناع برنامج “ورطة إنسانية” الذي يُعرض عبر شاشة dmc رأي آخر، فكان هدفهم من البرنامج التركيز على جدعنة وشهامة المصريين التي تخرج عندما يتعرضون لمواقف مختلفة وصعبة، تجعل دموع المشاهد تنساب سواء لصعوبة الموقف أو رد الفعل المفاجئ والإيجابي من المصريين تجاه تلك المواقف، فكان شعار البرنامج الذي استنتجه المصريون “من الألم يأتي الأمل”.

بعد مشاهدة الحلقات الأولى من “ورطة إنسانية” اعتقد البعض أن البرنامج مأخوذة فكرته من برنامج “الصدمة” الذي يهدف أيضًا لرصد ردود الأفعال على بعض المواقف الحياتية، سواء كانت سلبية أو إيجابية، وهو حتى لم يقلق المشاهدين وتمنوا أن تكون كل البرامج المعروضة ذات أهداف إيجابية بهذا الشكل، لكن منتج “ورطة إنسانية” أيمن الجازوي كشف في تصريحات خاصة لـ”إعلام دوت أورج” عن أن البرنامج لا يُعد تقليدًا لـ”الصدمة”، بل أن فكرته موجودة قبل 5 سنوات تقريبًا.

الورطة قبل الصدمة

قال أيمن الجازوي إن فكرة برنامج “ورطة إنسانية” بدأ فيها مخرج العمل أحمد عساف في التحضير لها بعد ثورة 25 يناير مباشرة، تحديدًا في عام 2012، بعدما شعروا بحدوث تدهور وانحدار في أخلاقيات المصريين، حيث بدأت فكرة “الورطة” كبذرة من برنامج “خليك إيجابي” الذي يرصد الأفعال الإيجابية للمواطنين في الشارع وقتها، وكان ذلك برعاية إحدى شركات الاتصالات، التي كانت تمنح جوائز تشجيعية لصاحب أفضل الأفعال الإيجابية، وتبلغ 5 ألاف جنيه، لافتًا إلى أن البرنامج ظل يتطور إلى أن وصل إلى الشكل القائم حاليًا.

أشار “الجازوي” إلى أن فريق البرنامج في أثناء مراحل التطور التي مروا بها، قدموا فكرتهم علىإحدى الفضائيات، لكنهم تفاجئوا العام الماضي بظهور برنامج “الصدمة”، والذي اقتبس من فكرتهم الأساسية، لذلك قرروا هذا العام تطوير الفكرة بشكل أكبر وتقديمها من خلال “ورطة إنسانية”.

أوضح منتج البرنامج أن بالرغم من تشابه الهدف وفكرة البرنامجين إلا أن هناك اختلافات أيضًا، فلم يعتمد “ورطة إنسانية” على التصوير في أكثر من بلد، كذلك لم يعتمد على وجود مذيع يقدمه، وعدم توجيه الأسئلة للمواطنين عن أسباب رد فعلهم –الإيجابي أو السلبي- بعد تعرضهم لهذه المواقف، مشددًا على أن الهدف من البرنامج هو رصد ردود الأفعال الإيجابية فقط كما هي.

من الكواليس

وأشار إلى أن المواطنين في كل الحلقات كانوا متجاوبين وإيجابيين، موضحًا أن الناس كانت تبكي بمجرد معرفتها بالمقلب عندما كنا نأخذ منهم موافقات على عرض الحلقة، حيث كان أحد المشاركين في العمل يسير ورائهم لمسافة طويلة عقب تعرضهم لهذا الموقف الصعب، ويبلغهم بأن ما تعرضوا له مجرد مقلب، ويشرحون لهم أهداف البرنامج، حيث كانت ردود أفعال البعض هي البكاء.

وعن أسوأ المواقف التي تعرض لها الفريق قال أيمن إن يوم تصوير الحلقة الثانية التي ظهرت فيها فتاتين يحاولن التصوير بشكل ساخر مع أحد المحتاجين بالشارع، انفعل الناس على الفتاتين وكانوا متخيلين أن الموضوع حقيقي، ولم يستوعبوا حتى بعد مصارحتنا لهم بفكرة البرنامج، أن ما حدث له هدف إيجابي يحاولون توصيله من خلال الحلقات.

قل “ورطة” ولا تقل “مقلب”

“إحنا مش عاملين مقلب، إحنا عاملين ورطة” هكذا كان رأي منتج البرنامج، حيث أضاف أن الحلقات هدفها معرفة رد فعل الناس الإيجابي على مواقف معينة، مُضيفًا: “لم نقم بتصوير الجمهور عند مصارحتهم بالفكرة، ولم نعرض مثل هذه المشاهد حتى نترك لدى المتابع الحالة كما هي دون إدخال أي مشاهد أخرى قد تفسد تلك الحالة، كذلك لم نقم بكتابة أسماء الممثلين الذين شاركوا في العمل، والذين لم يتكرروا في الحلقات، فلكل حلقة كان لها ممثلين مختلفين، كما أننا كنا نأخذ وقت كبير في التصوير والتحضير”.

وعن تتر البداية الذي يراه البعض حزين إلى حد كبير، أكد أيمن أن التتر بالفعل كذلك لكنه يعبر ويشرح الحالة التي نعيشها، مُستطردًا: “نحن نبكي كثيرًا بسبب صعوبة الحلقات ومدى جمال ردود الأفعال التي نراها، فالحلقات التي صورناها تعبر عن مصر الحقيقية، وردود الأفعال السلبية لم تتجاوز 1% من مجمل الحلقات التي صورناها، وهذه كانت نتيجة مذهلة بالنسبة لنا لأننا لم نجد أي حالة سلبية، كما أن هناك مفاجأة قوية في نهاية البرنامج في رمضان”.