إيمان مندور
شهدت الساعات الأولى من صباح اليوم، الإثنين، تصعيدًا غير مسبوق في الأزمات بالمنطقة العربية، وتحديدًا تجاه دولة قطر، في ظل تصاعد التوتر بينها وبين العديد من الدول العربية، عقب بث التصريحات المنسوبة للأمير تميم بن حمد آل ثاني الشهر الماضي، والتي قال فيها إنه من غير الحكمة معاداة إيران ورفض تصعيد الخلاف معها، كاشفًا عن دعمه للإخوان وحركة حماس.
نرشح لك: نص تصريحات أمير قطر الداعمة للإخوان
موجات التصعيد بلغت ذروتها فجر اليوم، عقب إعلان 4 دول عربية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، انضمت لها اثنتان، ثم واحدة بعد ذلك، ليصبح مجمل الدول التي أعلنت التصعيد؛ 7 دول حتى الآن.
وفيما يلي رصد كامل لأزمة قطر وقرارات الدول العربية تجاهها خلال الساعات القليلة الماضية.
بداية التصعيد
أعلنت أربع دول عربية، في أقل من 30 دقيقة، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر، وهي على الترتيب: البحرين، والسعودية، ومصر، والإمارات، تلاهم بعد ساعات قليلة انضمام ليبيا واليمن للمقاطعة، ثم جزر المالديف.
أسباب قطع العلاقات
أصدرت وزارة الخارجية في كل دولة من السابق ذكرهم بيانًا كشفت خلاله أسباب قطع العلاقات والتصعيد ضد الإمارة، حيث جاءت الأسباب كالتالي:
البحرين: بسبب إصرار قطر على المضي في زعزعة الأمن والاستقرار في مملكة البحرين والتدخل في شؤونها والاستمرار في التصعيد والتحريض الإعلامي، ودعم الأنشطة الإرهابية المسلحة وتمويل الجماعات المرتبطة بإيران للقيام بالتخريب ونشر الفوضى في البحرين.
السعودية: لأسباب تتعلق بالأمن الوطني السعودي، بهدف حماية أمنها الوطني من مخاطر الإرهاب والتطرف.
مصر: قرار قطع العلاقات يأتي في ظل إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معادٍ لمصر، وفشل كافة المحاولات لإثنائه عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي، وإيواء قياداته الصادر بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية، استهدفت أمن وسلامة مصر، بالإضافة إلى ترويج فكر تنظيم القاعدة وداعش ودعم العمليات الإرهابية في سيناء، فضلاً عن إصرار قطر على التدخل في الشؤون الداخلية لمصر ودول المنطقة بصورة تهدد الأمن القومي العربي، وتعزز من بذور الفتنة والانقسام داخل المجتمعات العربية وفق مخطط مدروس، يستهدف وحدة الأمة العربية ومصالحها.
الإمارات: القرارات جاءت بناء على استمرار السلطات القطرية في سياستها التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة والتلاعب والتهرب من الالتزامات والاتفاقيات.
اليمن: قطع العلاقات مع قطر بسبب تعاملها مع جماعة الحوثي المعادية لها والمتحالفة مع إيران.
ليبيا: بسبب سجل قطر في اعتداءاتها المتكررة والعديدة على كرامة الشعب الليبي بعد ثورة 17 فبراير، التي طالما أغضبت قطاعات عريضة من الشعب الليبي.
جزر المالديف: انضمت جمهورية جزر المالديف إلى الدول العربية التي أعلنت، اليوم الاثنين 5 يونيو، قطع علاقتها الدبلوماسية مع دولة قطر على خلفية توترات سياسية.
** التحالف العربي
كما أعلنت قيادة التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، إنهاء مشاركة قطر في هذا التحالف بسبب ممارساتها التي تعزز الإرهاب، وذلك بعيد إعلان عدد من الدول العربية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة، بحسب بيان التحالف.
إجراءات التصعيد:
تعددت إجراءات التصعيد التي تم اتخاذها ضد الإمارة، وصدرت عدة قرارات ناتجة من التنديد بالسياسات القطرية تجاه الدولة العربية، وفيما يلي الإجراءات التي فرضتها الدول المقاطعة لها:
– قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر.
– سحب البعثات الدبلوماسية من الدوحة، وإمهال جميع أفراد البعثة الدبلوماسية القطرية 48 ساعة لمغادرة البلاد مع استكمال تطبيق الإجراءات اللازمة.
– غلق الأجواء أمام حركة الطيران وإقفال الموانئ والمياه الإقليمية أمام الملاحة من وإلى قطر خلال 24 ساعة من إعلان البيان.
– منعت البحرين مواطنيها من السفر إلى قطر أو الإقامة فيها.
– عدم السماح للمواطنين القطريين الدخول إلى أراضيها أو المرور عبرها.
– منحت “الإمارات والبحرين” المقيمين والزائرين القطريين مهلة 14 يوما لمغادرة أراضي المملكة، تحرزا من أي محاولات ونشاطات عدائية تستغل الوضع.
الرد القطري
أصدرت وزارة الخارجية القطرية بيانًا، أعربت فيه عن أسفها لقرار السعودية والإمارات والبحرين قطع العلاقات مع الإمارة، معتبرة أن هذه الإجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة، مؤكدةً أن هذه الإجراءات لن تؤثر على سير الحياة الطبيعي للمواطنين والمقيمين، مؤكدة أن قطر ستسعى لإفشال محاولات التأثير على المجتمع والاقتصاد القطريين.
تبعات التصعيد
الخلاف الدبلوماسي لقطر مع العديد من الدول العربية، بالإضافة للقرارات الأخيرة التي تم اتخاذها ضدها، كان لهم العديد من التبعات “السلبية” على النظام والاقتصاد القطري، والتي تمثلت أبرزها في:
1- هبوط السندات الدولارية السيادية لقطر لـ 1.8سنت، وفقًا لبيانات “تريدويب”.
2- انخفضت سوق الأسهم القطرية عند الفتح اليوم، الاثنين، ونزل مؤشر البورصة القطرية 5.7% في الدقائق الخمس الأولى من التعاملات، وكانت بعض الأسهم القيادية في السوق هي الأكثر تضررا، حيث هوى سهم فودافون قطر الأكثر تداولا 8.9%، وانخفض مؤشر بنك قطر الوطني أكبر مصرف في البلاد، بنسبة 4.6%.
3- أعلنت شركات طيران عربية تعليق رحلاتها من وإلى الدوحة، أبرزها “مصر للطيران”، “العربية للطيران”، “طيران الاتحاد الإماراتية”، “فلاي دبي”.
4- بنك قطر الوطني يخسر 3 مليارات دولار من قيمته السوقية خلال العام 2017، وهي أكبر خسارة في قطاع المصارف.
5- لجوء العديد من سكان دولة قطر، إلى محلات “السوبر ماركت”، لتخزين المواد الغذائية والطعام، بسبب وجود السعودية ضمن الدول المقاطعة، وإغلاقها للحدود البرية الوحيدة في البلاد، حيث إن ما يقرب من 90% من الاستهلاك القطري للغذاء يأتي من السعودية.
6- إلغاء نادي أهلي جدة لعقد الرعاية بينه وبين الخطوط الجوية القطرية.
7- سحب ترخيص قناة “الجزيرة” القطرية وإغلاق مكاتبها في السعودية.
8- منع جميع شركات الطيران القطرية من الهبوط بمطارات السعودية.