قالت السينارست مريم نعوم أن فروقا أساسية تفصل بين تجربتها في تحويل رواية “واحة الغروب” لمسلسل تلفزيوني بالمقارنة بالأعمال الأدبية الأخرى التي قدمتها من قبل، مؤكدة أن الفارق الأهم على الإطلاق يكمن في كون رواية بهاء طاهر تدور في القرن التاسع عشر وهو ما يعني محدودية المعلومات المتعلقه بالتاريخ الإجتماعي للمصريين في تلك الفترة، أي طريقة الملبس والأكل والعلاقات الإنسانية وليس التاريخ السياسي فهذا متاح في المراجع .
أضافت “نعوم” أن رواية “ذات” على سبيل المثال كان جزءا منها يدور في الخمسينات لكن هذا العهد لازال هناك شهود أحياء عليه، عكس “واحة الغروب”، ووجهت مريم نعوم الشكر لـ “محمد الطيب” أحد أبناء سيوة الذي قدم لهم مساعدات كبيرة أبرزها مخطوطة نادرة لجده تحتوى على عادات وتقاليد أهل سيوة كما أوصلها “عم عيلوة” بسيدة تشارف عامها المائة فقدمت من ذكرياتها معلومات وخطوط ساهمت في خروج الرواية للجمهور بهذا الشكل ،جلست معها هي وكاملة أبو ذكري ومديرة التصوير نانسي عبد الفتاح .
من بين الصعوبات أو الفروق أيضا التي ميزت تجربة مريم نعوم مع “واحة الغروب” أن الرواية كانت تعتمد على الصوت الداخلي للشخصيات وكان عليها أن تحول هذه السمة إلى مادة مرئية يتفاعل معاها المشاهد، كذلك معظم الأحداث كانت مروية بطريقة استراجع الماضي بجانب عدم وجود صورة متكاملة لواحة سيوة في نص بهاء طاهر إلا من خلال عدد محدود من الشخصيات وكان لابد من اعادة تكوين صورة سيوة بما يناسب العمل التلفزيوني .
نعوم تفرغت قرابة عامين لكتابة حلقات واحة الغروب وشارك في كتابة الحوار أحمد بدوي، وتعد السينارست الأكثر تقديما للروايات في هذا الجيل، حيث قدمت من قبل “منخفض الهند الموسمي” لأسامة أنور عكاشة تحت اسم “موجة حارة” مع المخرج محمد ياسين وقدمت مع كاملة أبو ذكري “ذات” عن الرواية الشهيرة لصنع الله إبراهيم، و”سجن النسا” عن مسرحية فتحية العسال وأخيرا رائعة بهاء طاهر “واحة الغروب” ، وتستعد لتحويل روايات جديدة إلى مسلسلات في المواسم الدرامية المقبلة.