أستاذ جورج سيدهم، بعد التحية والسلام، وضحك الكلام، وفي نهاية الرسالة ستعرف لماذا اخترت لها هذا العنوان.
في البداية أنا من مواليد التسعينات ولكني أحبك، أحبك من قبل أن أعرف اسمك، وبدون أن أعرف اسم الفيلم اللي حبيتك فيه، وحبيتك قبل حتى أن أعرف ما اسم هذا الفن الذي كنت تقدمه ولكني عرفته فيما بعد ثم عشقته.
على ما أتذكر أول ما لفت نظري على شاشة التليفزيون عامةً هو مونولوج “كتموتو يا حلوة يابطة … والواد خلي بالك منه”، وكنت أُغنيه واتندر به كـ إيفيه بين أقراني، ولكن لم أكن أعلم وقتها أن السيدة التي كانت ترتدي عباية لف وتغني هذا المونولوج لابنها النحيف “كتموتو” هي في الأساس رجل وممثل قدير ومُضحك من طراز رفيع اسمه جورج سيدهم، ثم عرفت ذلك فيما بعد وتعجبت جدا.
وبمناسبة كتموتو – أنا منذ أن رأيتك أنت والضيف أحمد لأول مرة في حياتي على الشاشة كنت أظن أنكم فعلا أقارب، ولا أعرف لماذا؟ لعل ذلك بسبب ضحكته التي كانت توأم لضحكتك .
أستاذ جورج قلت لك أني أحبك قبل أن أعرف اسمك وأتذكر جيدا الرجل الذي كان يأكل البيض المسلوق من يد “نفيسة” بنت المعلم الجزار، وأتذكر جيدا وقتها كنت أتساءل سؤال طفولي وهو “كيف يبلع هذا الرجل “سي حنفي” البيض المسلوق بدون ما يشرب ماء، فأنا لا أستطيع أن أفعل ذلك “من غير ما أظور “، وبقى معي الرجل الثمين أبو عباية وطاقية بيضاء، الذي أضحكني وهو فقط يأكل بيض بدون كلام وبدون ما اعرف اسمه أو اسم العمل الفني أو اسم هذا الفن أصلا إيه؟
وأتذكرك أيضا يا أستاذ جورج “قبل أن أعرف اسمك” في دور العريس الموظف أبو شنب وشمسية الذي ظل يراقب فتاة أحبها من أول نظرة وذهب خلفها لطبيب الأسنان ثم إلى المنزل وطلبها من أول رجل فتح له الباب، ليكتشف في النهاية أنها متزوجه وأنه طلبها من زوجها ثم يضربك الزوج فتسقط من على السلالم، وأكثر ما لفت نظري في أول مرة رأيت فيها هذا الفيلم أنك لم تكن أنت من يؤدي مشهد السقوط من على السلم، بل كان “دوبلير” ولكنه كان باين قوي أنك مش حضرتك، ألا هو أنت سكت للمخرج ليه على الخطأ ده ساعتها يا أستاذ جورج؟
والعجيب جدا يا أستاذ جورج، عندما كانت تجتمع الأسرة وأنا طفل حول شريط فيديو يحتوي على فيلم من “أفلام القديسين” وأنت كنت غالبا تلعب فيها دور الحاكم الروماني الوثني الظالم الذي يأمر بتعذيب وقتل المسيحيين في مصر وأنت ضحك وتأكل لحوم وفواكه بجشع الأشرار، وأتذكرك عندما كنت ترفع عنقود العنب وتأكله في نفس المشهد الذي كان يعذب فيه القديس ويحرق بالنار بأمر منك، أيضا كنت أحبك في دور هذا الشرير الذي يقتل المسيحيين حتى يعبدون الأصنام، ولا أعلم لماذا ولكني كنت أحبك يا أخي !.
أستاذ جورج في نهاية الرسالة ماتزعلش من الإشاعة السخيفة بتاعت إمبارح ربنا يعطيك طولة العمر، ولكني أحب أن أطلعك على شيء يطمأنك بعض الشيء ويمكن يصالحك مننا ويثبت لك أن سنوات شقاك في الكوميديا لم تضيع هباء، ولكنها حفرت فينا ضحكة صوتها عالي ولسه مسموع جوانا رغم عشرات السنوات، والشيء الذي أريد أن أطلعك عليه هو أني كتبت كل هذه المشاهد من خلال رجوعي بذاكرتي عشرين سنة ورا، وتذكرت المشاهد دي في أول مرة شفتها فيها وأنا عيل صغير بدون الرجوع للإنترنت أو مشاهدتها مرة آخرى كي أتذكرها قبل أن أكتب عنها.
وحرصت أيضا على أن لا أكتب أسماء هذه الأعمال لأني لم أكن أعلم أسمائها في طفولتي ولكنها صور ومشاهد وضحكات باقية معي وستبقى دائما ولذلك أخترت هذا العنوان للمقال .
أستاذ جورج ربنا يدي لك الصحة وطولة العمر، ولا تنسى أني أحبك قبل أن أعرف اسمك أو حتى أعرف ما اسم هذا الفن الذي كنت تقدمه.
العيل الصغير
مينا عادل جيد
وده أكونتي على الفيس بوك لو رسالتي وصلت لك .. من هنـــا
عيش بسلام، وضحك الكلام يا أستاذ جورج
نرشح لك